مجموعات من تظاهرة 19 آذار: لا للهيمنة على الحراك

تظاهر ضد الضرائب
تمكنت تظاهرة 19 آذار غير المحسوبة على جماعة محددة أو حزب سياسي فرض مطالبها على السلطة اللبنانية وإجبار مقرّي الضرائب على إعادة حساباتهم.

على الرغم من المشهدية الجامعة التي عكستها تظاهرة 19 آذار، إلا أنّ أجواء انقسامية قد طغت فيما بعد، وهذا ما قد تجلّى في البيان الذي أصدرته مجموعة بدنا نحاسب مع عدد من المجموعات الأخرى يوم الخميس 23 آذار والذي قد تمّ استنثاء منه العدد الأكبر من المجموعات التي شاركت في تنظيم تظاهرة 19 آذار، إضافة إلى كونه قد خرج عن الأهداف الأساسية للحراك.

هذا التباين الذي انعكس بعد التظاهرة أحدث جواً من الإنتقاد لا سيما حول المواقف التي أدلى بها بعض ناشطي الحملة، والتي قوبلت بتأكيد العديد من نشطاء المجتمع المدني أنّ الكلام الصادر لا يمثلهم، ليطلبوا من هؤلاء الحديث بإسمهم فقط واسم الجهة التي يمثلوها.

في هذا السياق وصلت معلومات لـ”جنوبية” أنّ خلفية حزبية سيطرة على بعض المجموعات المشاركة، والتي كان هدفها التصويب على أطراف سياسية محددة في مقابل استثناء المرافق الواقعة تحت سيطرة حزب الله، وأكثر ما دلّ على ذلك هو إصرار هؤلاء على الخروج على مطلب إلغاء الضرائب إلى فرض الحلول والتي تمحورت نحو إدراج المصارف، فيما رفض هؤلاء أنفسهم إدراج المرافق التي يستفيد منها الحزب.

هذا وأكدّت مصادرنا على “رفض عدد من الناشطين تسمية الحراك المدني بالمطلق فيما يختص بالتحرك من أجل الضرائب وتشديدهم على أنّه لا يوجد حراك وتجربة الحراك في الماضي قد فشلت إنّما الآن يوجد مجموعات قد تتلاقى على تحرك وقد تتعارض في تحركات أخرى”.

وللوقوف عند هذه المعطيات تواصلت “جنوبية” مع العضو في 14 آذار (مستمرون) سلمان مغربي والذي أكّد لموقعنا أنّ بيان بدنا نحاسب قد خرج عن المتفق عليه بين المجموعات وقد صدر متفرداً لا يمثل العديد من المجموعات ومنهم شباب 22 آب، ميديا هاشتاغ، الوطنيون الأحرار، مقاتلون من أجل السلام”.
ولفت المغربي إلى أنّ “المجموعات المستقلة التي لم توافق على ما صدر تضم أشخاصاً شاركوا من أوّل التحركات التي انطلقت في العام 2015”.
متابعاً “المجموعات التي أصدرت البيان بشكل متفرد هم أنفسهم من حاولوا السيطرة على الحراك”.
وتساءل المغربي “ما هو السبب وراء ما قامت به بدنا نحساب ومن معها، إن كانوا لا يريدون مشاركة مجموعات سياسية، لماذا إذاً تمّ استثناء المجموعات غير السياسية، هل يريدون التفرد بالقرارت على الأرض لذلك لم يريدوا بينهم مجموعات ضاغطة؟”.

وأضاف موضحاً “أول ما اجتمعنا تمّ الاتفاق على نقطة لا للضرائب، نعم للسلسلة، نحن مطلبنا شعبي و واضح، وهم كان بإمكانهم تفادي الاستئثار بالرأي ودعوة الجميع والاتفاق على بيان موحد”.

وأشار المغربي إلى أنّه “في اجتماع يوم الأحد على الأرض أرادوا فرض مطلب المصارف والاستهدافات كان تدور في فلك مجموعة سياسية محددة وهي الحريري ومن معه فيما كانت تبتعد عن مواجة حزب الله، ونحن لتجنب هذا الجدل قلنا أنّ ليس مهمتنا فرض حلول للضرائب”.

إقرأ أيضاً: في وصف تظاهرة لبنانية: ستاتيكو مستمر منذ عقود

وختم مؤكداً “نحن مستمرون، ونحن متفقون مع هذه المجموعات على مطلب واحد وهو الضرائب ولأجل هذا المطلب سوف نبقى في الشارع ونحن حالياً نتواصل مع الجميع لتبديد هذه الأجواء”.
من جهته رئيس منظمة الطلاب في حزب الوطنيين الأحرار سيمون درغام أوضح لموقعنا أنّه “بالنسبة لنا كمجموعة أحزاب مشاركين في الحراك لا عقد سياسي معهم وإنّما مجموعة مطالب، هناك وضع اقتصادي واجتماعي يهدد الشعب اللبناني ونحن موجودون لأجل هذا المطلب ولا هدف لنا لا لتغييبهم ولا ليغيبونا هم”.
مضيفاً “نحن مؤمنون كحزب الأحرار ومن منطلق ثوابت 14 آذار بالعبور إلى الدولة، الدولة القوية، لذلك سوف نكافح الفساد، وسوف نكافح الضرائب التي يريدون فرضها على الشعب اللبناني لتمويل السلسلة”.

إقرأ أيضاً: ليست ثورة ضدّ الحريري وإنما ضد الجوع والضرائب

وأكّد درغام “نحن مع وقف الهدر في كل المؤسسات، ولأجل هذا اجتمعنا نحن والمجموعات ونزلنا، ولكن لم نتخلَ عن خلفيتنا السياسية ولا هم قد تخلوا عن خلفيتهم، ما جمعنا هو المصلحة المشتركة بينهم”.

وتابع “نزلنا لأجل المطالب الشعبية وسوف نتابع وهناك استمرارية لتحقيق الأهداف، اليوم استطعنا إيقاف الضرائب وسنبقى نضغط لإقرار السلسلة، المعركة طويلة ولن نتوقف”.

السابق
جنرال عراقي يكشف عن مخبأ البغدادي
التالي
ديما صادق: هذا التويت مزور!