من القابون إلى الغوطة وحماه: هذا ما أنجزته انتفاضة فصائل المعارضة

من دمشق إلى حماه فالبادية فالقلمون، معارك تخوضها فصائل المعارضة في مواجهة كل من نظام الأسد وميليشياته وتنظيم داعش الإرهابي.
دخلت معركة “يا عباد الله اثبتوا” التي أطلقها فيلق الرحمن يوم الأحد (19 آذار)، المرحلة الثانية، وذلك بعدما حققته من تقدم وسيطرة على نقاط استراتيجية، هذه المعركة التي شارك بها عدد من فصائل المعارضة من بينهم أحرار الشام وفصائل تابعة للجيش الحر، تزامنت مع معركة أخرى انطلقت ليل أول أمس الثلاثاء 21 آذار في حماة، هذه المعركة التي أطلق عليها اسم “وقل أعملوا”  تهدف للسيطرة على مواقع استراتيجية في ريف حماه الشمالي، ويشارك فيها هيئة تحرير الشام، وأجناد الشام، وجيش العزة، وجيش النصر، وجيش إدلب الحر، إضافة إلى مقاتلين أوزبك وتركستان.
في هذا السياق ولمعرفة أبعاد هذه المعارك تواصل موقع “جنوبية” مع المستشار الإعلامي لوفد الهيئة العليا للمفاوضات و المتحدث الرسمي لفيلق الرحمن الأستاذ وائل علوان، الذي أوضح لنا أنّ “هذه المعركة التي أطلقها فيلق الرحمن في شمال حي جوبر الدمشقي تدور في شرق مدينة دمشق. حيث أننا كنا نرصد بشكل دقيق منذ أكثر من 3 شهور الحشد الكبير الذي يحشده النظام على شمال حي جوبر من آليات ومدرعات إلى قوات من النخب اي الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري فضلاً عن كون الجبهة معززة أساساً بكم هائل من السلاح والعتاد، بالتوازي مع هذا كنا نجهز أنفسنا لصد هذه المعركة التي سوف يفتحها النظام شمال حي جوبر الدمشقي”.

مضيفاً “مع ضغوطات النظام الهائلة جداً على حي برزة وحي تشرين وحي القابون، لإجبار المعارضة في هذه الأحياء الدمشقية على الاستسلام لمسلسل التهجير وفصل القابون عن الغوطة الشرقية وحصارها بشكل كامل، انطلق فيلق الرحمن بهذه المعركة والهدف الرئيسي منها فك الضغط عن القابون أولاً، ومن ثم تخفيف الضغط عن معارك حي برزة وحي تشرين والقابون ثانياً، إضافة إلى الانتقال من سياسة الدفاع ضمن المناطق المحررة والاستنزاف الحاصل في معارك الدفاع، إلى معارك دفاع في الهجوم، ونقل ساحة المعركة إلى أرض العدو”.

وفيما يتعلق بما حققته هذه المعارك أشار علوان إلى أنّ “الذي تحقق هو تقدم وسيطرة على مفاصل عديدة جداً من النقاط الهامة والاستراتيجية والحيوية، وسيطرة على معظم شارع فارس خوري سيطرة نيرانية، وسيطرة على كاراج العباسيين أيضاً سيطرة نيرانية بشكل كامل، وكذلك سيطرة كاملة على كتلة الأبنية التي تشكل المنطقة الصناعية الفاصلة بين جوبر وبين حي القابون، بالإضافة إلى السيطرة النارية على طريق بوابة دمشق الشمالية وعقدة الباناروما التي هي المدخل الشمالي لمدينة دمشق، كما كان هناك تدمير لأكثر من عشر آليات مدرعة بينهم 4 دبابات، وقتل عدد كبير جداً من قوات النخبة من قوات الأسد التي كان يحشدها”.
وتابع  “نظام الأسد رد على هذه الخطوات بقصف عنيف وهستيري على كامل البلدات في الغوطة وعلى ساحة المعركة بشكل خاص، وقد سجل هذا القصف العشوائي والجنوني حادثتين خطأ، الحادثة الأولى وهي غارة طيران نفذها النظام في حي العدوي على مجموعة تابعة له وقتل بها 30 عنصراً من جنوده، بينما الحادثة الثانية أطلق فيها صاروخ أرض – أرض على نقطة من نقاطه في حي القابون وقد سمعنا على اللاسلكي صراخ الجنود واستغاثتهم وطلبهم لسيارات الإسعاف”.
وقد انهارت صفوف الدفاع للعدو بشكل شبه كامل وأحدث تخبط كبير استدعى انزال الدبابات إلى شوارع دمشق وحظر الحركة وحظر المرور واضطرابات أمنية كبيرة جداً”.
وأردف علوان معلقاً على المعركة التي انطلقت في حماه بأنّ “معارك حماه من حيث التوقيت والنقاط رائعة جداً ومهمة جداً ونحن طالبنا بإشعال جميع الجبهات، لطالما أنّ نظام الأسد والروس لم يلتزموا بأي إيقاف إطلاق نار ولا بأي هدنة، إذ لم تترجم نتائج استانة أو قبلها أنقرة على الأرض، ولم تمر الهدنة من سوريا قط لذلك لا يمكن الإلتزام بأي شيء لم يلتزم به النظام ولا الروس. نحن جاهزون للالتزام بالهدنة إذا التزم الطرف الآخر، ومعاركنا جميعاً سواء في الغوطة الشرقية او درعا أو حماة هي معارك دفاعية أمام امعان الروس في الحل العسكري”.
وأكدّ علوان مشاركة الطيران الروسي نافياً ما نقلته بعض الوسائل الإعلامية عن عدم إغارة الروس، ليشدد “الطيران الروسي كان مشاركاً في قصف الأحياء المدنية وبلدات الغوطة وقصف ساحة المعركة منذ اللحظات الأولى، والدعم غير منقطع من الروس لنظام الأسد وهم مشاركون في كافة المعارك وهذا ما نتوقعه منهم فنحن لا نتوقع جدية من الروس في إنجاح الحل السياسي”.

لافتاً إلى أنّ “هناك ازدواجية بين ما تدعيه وزارة الخارجية الروسية من دعمها للحل السياسي والتزامها بوقف إطلاق النار وبين ما تقوم به قاعدة حميميم على الأرض بدعم كامل ومشاركة كاملة لنظام الأسد باختراق هذه الهدنة واختراق وقف إطلاق النار وتنفيذ الغارات على المدنيين إضافة إلى مشاركة الروس بشكل معلن بتهجير حي الوعي في حمص، هذا التهجير الذي هو جريمة حرب وتغيير ديموغرافي وهو ممنوع في الاتفاقيات التي أبرمت في أنقرة أو التعهدات التي عقدت في استانة”.

من جهة ثانية، وفيما يتعلق بمعركة حماة والواقع الميداني، تواصل موقع “جنوبية” مع الإعلامي السياسي في جيش النصر والمنسق العام لإتحاد إعلاميي سوريا السيد أبو ميلاد الحموي أشار إلى وجود تنسيق مع فصائل دمشق لعمل مشترك، موضحاً أنّ هناك أسباب أدّت إلى تأخر معركة حماة.
ولفت الحموي إلى أنّ “الفصائل المشاركة هي الجيش الحر من محور الغربي و هيئة تحرير الشام من المحور الشرقي، إضافة إلى جيش النصر _ جيش العزة _أبناء الشام _ هيئة تحرير الشام _ جيش ادلب الحر”.
موضحاً  أنّ “هدف هذه المعركة  التخفيف عن الأخوة في العاصمة دمشق وتحرير محافظة حماة و مطار حماة و عدد من النقاط الإستراتجية منها جبل زين العابدين و رحبة خطاب و نقاط أخرى”.
أما فيما يتعلق بمشاركة روسيا فقد أكّد الحموي أنّ “القصف الروسي لم يتوقف حيث أنّ الطيران الروسي قد شنّ عدداً كبيراً من الغارات الجوية على الريف الحموي”.
مشدداً أنّ “المعارك سوف تستمر حتى إسقاط الاسد ولا حل سياسياً في سوريا، وهذا ليس كلامي وإنّما قول  المجاهدين”.
السابق
الإئتلاف الوطني السوري خارج مفاوضات جنيف!
التالي
جيش النصر لـ «جنوبية»: هذه أهداف معركة حماة ومستمرون حتى إسقاط الأسد