سرّ الصواريخ السورية ضد الطائرات الإسرائيلية وتبعاتها على اسرائيل

هل باتت إسرائيل تخاف على نفسها بعد تصديّ الدفاعات السورية للصواريخ الاسرائيلية ليس خوفا من سوريا، لكن من دخول الخبراء الايرانيين الى منظومة الدفاع الجوي السورية.

كشفت “الجريدة” الكويتية أن الإيرانيين غيّروا شيفرات أنظمة الدفاع الجوي السورية، وهذا هو السبب الذي ادى إلى انطلاق الصواريخ السورية وللمرة الاولى وبشكل مفاجئ باتجاه الطائرات الإسرائيلية التي حلقت فوق القلمون وضربت قافلة عسكرية تابعة لحزب الله.

إقرأ أيضا: صدمة في ايران وسوريا بعد تدمير اسرائيل لصواريخ «أس 300»

وبحسب “الجريدة”، فان مصدرا موثوقا في قسم الهندسة بوزارة الدفاع الايرانية، قال إن “مهندسين عسكريين إيرانيين ذهبوا إلى سوريا من أجل تغيير شيفرات المنظومة الدفاعية الجوية الصاروخية لتفعيلها، حيث نجحوا في تغيير بعضها”.

وأكدت عن لسان المصدر الإيراني أن “الرادارات السورية كانت تتعامل مع الطائرات الإسرائيلية كطائرات صديقة”. فالمنظومة السورية المضادة للجو العديمة الفعالية، استطاعت، بحسب المصدر الإيراني، “إعطاء فرصة لإخلاء الموقع المستهدف”، فيما قام حزب الله بـ”إطلاق صاروخ باتجاه القاعدة التي انطلقت منها الطائرات”.

علما أن تكلفة تصنيع الصاروخ الذي أطلقه حزب الله نحو إسرائيل تبلغ نحو ألفيّ دولار، في حين أن الصواريخ التي استعملتها إسرائيل لاعتراضه وتدميره تبلغ تكلفتها حوالي 3 ملايين دولار بحسب مطلعين. وأن الإيرانيين وسعوا معرفتهم التقنية أيضاً عندما بنوا منظومة (باور 373)، وهي نسخة إيرانية الصنع عن (إس 300) الروسية، وأرادوا ربط المنظومتين لتعملا بالتوازي.

“فمنذ ثلاثة أسابيع فقط تمكّن الايرانيون من النفاذ إلى المنظومة، وتغيير نظام شيفراتها خلال المناورات الأخيرة، وحصلوا على نتائج إيجابية بالنسبة إلى منظومة (إس 300)، لكن صواريخ (باور 373) لم تعمل بالتوازي مع المنظومة الروسية، مما دفعهم إلى تأجيل تجربتها إلى موعد آخر”.

فقد جاء نبأ تصديّ الدفاعات الجوية السورية للطائرات الاسرائيلية كالصاعقة. لدرجة ان احدا لم يصدّق الخبر بداية، واعتبروه كذبة ملفقة من قبل السوريين، علما ان متحدث اسرائيلي كان أول من اعلن الخبر لاحدى المواقع الالكترونية الاسرائيلية.

وبحسب (RT): “فقد نقلت قناة “20” التلفزيونية الإسرائيلية، عن الخبير العسكري نوعام أمير قوله في ما حدث، إن الصدام الذي وقع بين سلاح الجو الإسرائيلي والجيش السوري، كان تطورا دراماتيكيا يحتم على الجيش الإسرائيلي رسم مسار جديد له في ما يتعلق بأي حرب جديدة”. وأضاف أن “جدية الحادث أجبرت الجيش الإسرائيلي على إصدار بيان غير مسبوق، اعترف فيه بأنه هاجم أهدافا لم يذكرها في سوريا، وأن الدفاعات الجوية السورية تصدت لطائراته”.

وتابع (RT) التلفزيون الروسي الناطق بالعربية نقله، فقال: “إن كسر السوريين المعادلة بهذا الشكل، قد يحد نشاط سلاح الجو والجيش الإسرائيلي في المنطقة ويزعزع قدرة إسرائيل على ضرب مواقع العدو وراء الحدود. وإن لم يستعد سلاح الجو الإسرائيلي تفوقه، فإن الأمر سينتهي بتغير جذري في العلاقة بين الجيشين الإسرائيلي والسوري، حيث ما من أدنى شك في أن حادث أمس، قد أجج المواجهة”.

في حين اعتبرت “يديعوت أحرونوت” أن “الرئيس السوري بشار الأسد أطلق مستفيدا من الدعم الروسي، وللمرة الأولى صواريخ SA5 باتجاه الطائرات الإسرائيلية التي كانت تعتزم ضرب أسلحة استراتيجية تعود لحزب الله في سوريا.

اما “دويتشه فيليه” الالمانية، فقد نقلت عن محلل سياسي وعسكري في إذاعة إسرائيل، قوله “إن تل أبيب اضطرت هذه المرة للاعتراف بغارتها على الأراضي السورية لأنها تركت آثارا واضحة، حيث اشتغلت صفارات الإنذار الإسرائيلية آليّا، حتى استيقظ الإسرائيليون على صوت هذه الصفارات”.

إقرأ أيضا: بالفيديو: الغارة الإسرائيلية على مطار المزة

علما انه “في السنتين الأخيرتين شنت إسرائيل حوالي عشر غارات ضد أهداف سورية. أما هذه المرة، فقد اضطرت إسرائيل لتتحمل تبعات هذه العملية والمسؤولية عنها، رغم أن ذلك ليس في صالحها، حيث انتهكت المجال الجوي لدولة مجاورة واضطرت للاعتراف، ما يتيح لسوريا الشكوى لدى المنظمات الدولية”.

واعتبر مراقبون إسرائيليون أن الرد السوري يُعد تحوّلا في سياسة الأسد، حيث أكد باحث كبير في المعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن القومي إساف آوريون في حديث لـ”فرانس برس”، أن “الرد السوري تحوّل كبير، فحتى الآن كان قصف إسرائيل لقوافل حزب الله في الأراضي السورية يمرّ عادة بلا رد، أو برد غير مهم من قبل الجانب السوري. فالنظام السوري يحاول هذه المرة القول لإسرائيل إنه لا يمكنه تحمل أيّ هجوم بعد اليوم، وأن الاعتداءات من هذا القبيل لن تترك بلا رد من الآن فصاعدا”.

السابق
بالصور: سوري يحاول قتل إمرأة في بلدة أنصارية
التالي
شاهدوا كيف سقطت صور الأسد تحت أقدام المعارضة