ليست ثورة ضدّ الحريري وإنما ضد الجوع والضرائب

هي ثورة، ليست ضد "اسم"، وإنما ضد شبح الجوع، و وحش الضرائب.

“لأننا لبنانيون، نزلنا إلى الساحة، ضد الضرائب التي تستهدف المواطن ولنقول لهذه السلطة أننا مع السلسلة ولكن نريدكم أن تمولوها من الفساد والهدر والأملاك البحرية”.

“لم ننزل لإسقاط الشيخ سعد، نحن بنحبك يا شيخ سعد، ولكن كن معنا ضدهم كن مع الفقراء”.

تحت هذه الثوابت انطلقت تظاهرة اليوم في ساحة رياض الصلح، لتتحدى كل الشيطنة وكل التسييس وكل ما تمّ ترويجه في اليومين الماضيين على أنّها تستهدف الرئيس سعد الحريري وتريد إسقاطه، وتريد عرقلة الإنتخابات.

اقرا ايضا: متظاهرون مقنعون ويساريون يلقون زجاجات المياه على الحريري

هذه الأجواء من التشكيك وحتى التخوين لم تمنع المواطنين من الدفاع عن حقوقهم، شعار واحد رفعوه “لا للضرائب”، وعلم واحد حملوه هو العلم اللبناني.

تحرك لم يخلُ من النخب المطالبة بالتغيير، ومن كل متضرر من سياسة التجويع مهما كانت فئته أو انتماؤه.

هي تظاهرة لبنانية شعبية، تعيدنا لصورة الحراك الأوّل، ولجماهير وضعت التبعية السياسية جانباً وصرخت لمطالبها المعيشية.

التظاهرة بدأت برقي وانسحب المواطنون منها بهدوء بعدما قالوا كلمتهم، مع تأكيدهم أنّهم مستمرون لأجل وطن عادل لا تتكاثر فيها حيتان المال ولا يسقط فيه الفقير ضحية المحاصصات.

سعد الحريري لم يسقط، كما أشاع البعض ما زال رئيساً للحكومة مع انتهاء التظاهرة، الشعارات لم تتعرض له ولا لشخصه وإنما للفساد وللسلطة الفاسدة.

مشهد واحد كان تنقصه التظاهرة، إجابة للمواطنين الذين ناشدوا الشيخ سعد  قائلين  “منحبك خليك بصفنا”.

ماذا لو أجابهم الحريري “معكم ولتسقط الضريبة”.

وليفضح اولئك الذين يقولون شيئاً في مجلس النواب ويصرخون بعكسه خارج المجلس…

الا أن الرئيس الحريري الذي جاء وألقى كلمته لم يقدم إلا وعوداً عامة ولم يقل مايريد سماعه المواطنون.

 

كلمة الحريري والإشكال الذي رافقها وان كان مدبرا من جمهور خصومه، وهو في كل حال حضر الى الساحة بعدما انسحب العدد الأكبر من المتظاهرين، الا ان ما حصل يظل تعبيرا عن الفشل العام الذي تعيشه الدولة.

انها صرخة لبنانية في وجه السلطة وانذار له ما بعده…

السابق
متظاهرون مقنعون ويساريون يلقون زجاجات المياه على الحريري
التالي
تدريب مفاجئ للجيش الإسرائيلي في الجنوب