عندما يُقاصص «الشبيحة» الاعلامي «رضا الباشا»

رغم خدماته الجلى لهم اعترض شبيحة النظام السوري على نقل مراسل الميادين رضا الباشا لخبر "التعفيش" التي يقوم بها ميليشا النظام!!

في موقف مستغرب وغير عادي، أوقفت وزارة الإعلام السورية مراسل قناة الميادين في حلب رضا الباشا، بعد كتابته عن سياسة “التعفيش” التي تقوم بها الميلشيات السورية التابعة للنظام السوري في حلب.

ولم يُعلق الـ”باشا” على القرار السوري الرسمي الصادر عن وزارة الإعلام، ربما خوفا على حياته من اجرامهم او بناء على نصيحة اعلامية له حتى يتمكن من العودة الى ممارسة عمله، واكتفى بوصف الموضوع عبر صفحته على السوشل ميديا بالامر “الحزين”.

وقد صرّح مصدر أكاديمي سوري، لـ”عربي21″، أنّه “هناك ميلشيات خاصة بالتعفيش”. مشيرا الى انهم “هم من يقف وراء توقيف رضا الباشا عن العمل”.

وبرأيه هذا الاكاديمي السوري ان “قرار إيقاف “الباشا”عن العمل، هو انتصار للميلشيات الموالية للنظام في حلب، من أبناء العشائر، وميلشيا الساحل السوري المعروفة بقربها من النظام”، مشيرا إلى أنّ “قرار إيقافه عن العمل لن يطول”.

وقد انطلق عبر مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغ: (#متضامن_مع_رضا_الباشا)، للمطالبة بالعودة عن هذا القرار الذي يدلل على قوة الميليشيات في الحرب السورية الداخلية.

وأبرز المتضامنين مع الاعلامي الجريء، بحسب موقع “عربي 21″، هو حيدرة بهجت سليمان، نجل السفير السوري في الأردن. والذي كان والده بهجت سليمان قد اثار زوبعة ضد الاعلامي سامي كليب منذ فترة قصيرة.

فهل ان الميادين على درب الجلجلة السوري؟ وهل ستنفك عرى الوحدة بينهما رغم الخدمات العظيمة للميادين تجاه النظام السوري؟

إقرأ أيضا: هل تطرد «الميادين» سامي كليب بسبب «بوست» صيدنايا؟

مع الاشارة الى، ان “الباشا” يتحدّر من بلدة نبّل الشيعية في ريف حلب الشمالي، ويُعتبر من أبرز الإعلاميين المؤيدين للنظام السوري، وقد تميّز بفضحه لاعمال الشبيحة في النظام السوري، مما قد يبعده عن مركز عمله او أي منصب جديد بضغط من الشخصيات القوية فيه، واستبداله بمن يُخفي “عورات” هذا النظام الفاضحة.

وبنظر النظام السوري، ومؤيديه المستفيدين من الفوضى والسرقات، ان كل من يصوّب على مخالفات تقوم بها الميلشيات التابعة له هو من المعادين، ولا يُقبل منه النقد او التعليق او الاضاءة، خاصة ان موضوع الاعلامي سامي كليب، الذي نقل مشكلته موقع (عربي 21) وتابعته “جنوبية”، لا زالت ماثلة للعيان، حيث ان مجرد عرضه لبعض الرسائل التي وردته عبر الايميل من مواطنين سوريين، سببّت له كيلا من الاتهامات من مقربين من النظام، أبرزهم كانت من بهجت سليمان السفير السوري السابق في الاردن. وهو المعروف بمواقفه الوطنية والقومية.

وكانت “جنوبية” قد اضاءت على الاشكال الذي حصل مع سامي كليب، الاعلامي اللبناني الدرزي البارز، والذي يحمل الجنسية الفرنسية، ويقدم برنامج “لعبة الأمم” على قناة الميادين، والذي انتقل اليها بعد تجربة طويلة في قناة الجزيرة الفضائية. وقد اعلن فيما بعد عبر قناة (MTV) اللبنانية انه تصالح مع السفير سليمان، وان الامر سُويّ بعد تدخلات على مستوى عال.

ولعل الاعلام في العالم أجمع، هو الضحية الاولى للسياسيين، والشواهد على ذلك كثيرة. فهل يعود رضا الباشا الى عمله؟ ام يُسحب الى طهران، حيث درس وتخرج باختصاص الصيدلة؟ ام ينقل الى قناة ايرانية كالعالم مثلا للتعويض عليه؟.

إقرأ أيضا: عباس ناصر: افتراءات بن جدو أنهت مسيرة أفخر بها في الجزيرة

وفي استعادة للواقع المؤلم للاعلام في العالم العربي، فقد تم توقيف عدد كبير من المراسلين نتيجة اخطاء غير مقصودة، وتعبّر عن هوس بالحرية، ابرزها الخلاف بين الاعلامي عباس ناصر، و الاعلامي غسان بن جدو، في محطة الجزيرة القطرية، والتي أدت الى تغييرات جذرية في عمل كل منهما فيما بعد، بعد وضوح موقفيهما.

السابق
أنصار حزب الله وأمل والمستقبل يسخرون من زعمائهم بسبب الضرائب
التالي
السيناتور ريتشارد بور يزور لبنان