لو كنت طائفياً

الطائفية
كنت في الخامسة عشرة من عمري عندما تركت الموقع الطائفي الموروث من عائلتي، وانتسبت إلى الوطن.

شعرت بأهمية أن أكون مواطناً لبنانياً، خصوصاً أن لبنان يحوي مجموعة من الأقليات المذهبية والطائفية، وكنت مقتنعاً أن أي طرف طائفي أو مذهبي لا يستطيع أن يهيمن على الأطراف الأخرى، والحل في دولة ديمقراطية علمانية تعترف بحقوق الأقليات تحت سقف القانون المدني الموحد. لكن الممسكين بزمام الأمور كل يحاول جاهداً للاستفادة من البلد تحت شعار حق الطائفة، وخير مثال أن التيار الوطني الحرّ خاض معركة الرئاسة تحت شعار استعادة حقوق المسيحيين ونجح ظاناً أن إصرار الطرف المسيحي هو الذي أوصل عون إلى الرئاسة وغاب عنه أن التفاهم الشيعي – السنّي هو الأساس الذي سمح بتمرير الاستحقاق.

اقرأ أيضاً: المجتمع المدني: توجّه نحو العصيان وعدم دفع الضرائب

رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل يصول ويجول في كل الساحات حاملاً شعار استعادة حقوق المسيحيين، لم يستخدم مرة واحدة شعار استعادة حقوق المواطنين. فلو كنت طائفياً لشددت على يده وانحزت إليه للوصول إلى حقوق المسيحيين كمكون في لبنان، ولكن كنت أخبرته أن كل مكون يجب أن يمثل بنسبة ما هو موجود في لبنان، فإذا كانت لوائح الشطب تقول أن نسبة المسيحيين تبلغ 38% من عدد المسجلين، يعني أن الإنصاف والعدل يقولان أن ممثلي المسيحيين يجب أن لا يتجاوزوا 38% من عدد النواب، وأن تمثل كل طائفة حسب حجمها ونسبتها من المجموع العام. وخصوصاً أن الزعماء السياسيين ينادون باتفاق الطائف ويعملون عكسه.

لو كنت طائفياً لأصريت على موقفي لأنه يحقق التمثيل الواقعي والعادل للناخبين، لعل باسيل يشتري حذاء رياضياً ويجول العالم بحثاً عن لبنانيين تركوا البلد بسبب نظامه الطائفي، ويطلب منهم العودة كي يؤمن حقوقهم، وهو إبن هذا النظام الذي سلبهم حقوقهم ووطنهم.

السابق
نصر الله يتهم الوهابيين بمحاولة هدم قبر النبي
التالي
بديع حمية من كفرحتى يسقط في سوريا