نكسة «١٤ آذار»

14 آذار
ثورة الأرز من اهم ثورة "وطنية مدنية" في العالم العربي أصيبت بنكسة.

هُزمت مصر شر هزيمة عام ١٩٦٧ ٠٠خسرت كل دفاعاتها ومعظم جيشها وطيرانها في ايّام معدودة ودخلت مصر والعالم العربي كله في حالة ذهول عميقة وغضب بركاني وضياع لم تشهدهم منذ قرون الى ان وقف عبد الناصر ليقول ارضاءً للروح المصرية انها ليست هزيمة بل هي “نكسة”٠ وضع استقالته بيد الشعب المصري وهو يعلم تماماً ان “النظام” لم يُفسح اَي مجال لإنتاج قيادات بديلة وقادرة٠البراعة اللغوية والخطابية وعبقرية كلمة النكسة جعلت الشعب المصري ينزل الى الشارع ويجدد الثقة بعبد الناصر ولكن هذه المرة بشرط “ازالة اثار العدوان”٠

اقرأ أيضاً: في ذكرى 14 آذار: لستم انتم ثورة الأرز

وبالفعل بدأت مصر عملية اعادة بناء جديدة لجيشها من جهة ولعلاقة قيادتها مع مواطنيها الذين صاروا يتنفسون حرية في الكلام والنقد وحتى إطلاق النكات اللاذعة عن عبد الناصر نفسه٠
واستطاعت مصر بسرعة قياسية إطلاق حرب استنزاف شكلت رعباً حقيقياً لإسرائيل ونقطة مضيئة لإرادة المصريين وقيادة عبد الناصر لكن المشروع لم يكتمل وجاءت وفاة عبد الناصر المفاجئة لتأخذ مصر في اتجاه اخر٠
مناسبة هذا الكلام هو اننا الْيَوْمَ في الذكرى الرقم ١٢ لثورة الأرز وهي اهم ثورة “وطنية مدنية” في العالم العربي وهي قامت ناهضة وعملاقة بدماء ومشروع رفيق الحريري عملاق المرحلة ومفجر الثورات المدنية التحديثية في كل المنطقة٠
لن نقول ان ١٤ آذار التي تولت قيادة هذه الثورة قد تعرضت لهزيمة من اهم مظاهرها انها لم تستطع إسقاط رموز الوصاية والفساد بعد خروج الوصاية بعسكرها وأمنها بل تعاونت معها وسلّمت لهذه الرموز بأدوار ومواقع كانت أساسية في نجاح الثورة المضادة٠ومن اهم مظاهرها أيضاً انها بالثقة الشعبية ربحت الانتخابات ولَم تستطع ان تحكم أو ان تواجه ارهاب أدوات الوصاية الجديدة أو المتجددة بل انتهى الامر بنفي الحريري وتشكيل حكومة اللون الواحد التي قادت البلد الى الشلل والمراوحة والانهيار الاقتصادي والمؤسساتي ثم حكومة الاهتراء الوطني والنفايات السياسية المستسلمة لغرور الوصاية والسلاح وللفساد المتمادي ولأوقح انواع المحاصصة ومن مظاهرها اخيراً وصول عون الى رئاسة الجمهورية٠
كل ذلك لن نسميه هزيمة بل نستعيد العبقرية التعبيرية لعبد الناصر ونسميه أو نسميها نكسة وربما نجدد الثقة ببعض القيادات٠
لكن السؤال الْيَوْمَ أين هو مشروع ازالة “اثار العدوان”؟ اَي ازالة اثار الهزيمة٠
من المؤسف اننا في ذكرى اهم ثورة وطنية مدنية نرى ان “الطبقة السياسية” ترتع في الفساد وتتمادى في طرح ونقاش مشاريع انتخابية على قاعدة ان كل “طائفة” تنتخب نوابها وصولاً الى مجلس نيابي مخالف لأبسط قواعد الدستور والمواطنية ولا نسمع “الصوت الوطني”٠
لا يا سادة يا كرام ١٢سنة ليست كافية لتغييب الصوت الوطني وثورة الأرز ليست عاجزة عن التجديد في البرنامج والقيادة٠

السابق
ثلاث هزائم كبرى في سوريا
التالي
عن ذكرى من احتشدوا ذات يوم في 14 آذار 2005