عن ذكرى من احتشدوا ذات يوم في 14 آذار 2005

14 آذار
بعد مرور 12 عاما، ماذا حلّ بالذين إحتشدوا في ساحة الشهداء وصرخوا منددين بالاحتلال السوري وداعين الى الوحدة الوطنية؟

تمرّ الذكرى الثانية عشرة لانتفاضة 14 آذار، اليوم بصمت يخترقه تصريحات متفرقة من هنا وهناك لصقور ثورة الأرز عن القيمة الوجدانية لهذا التاريخ، ويشهد هذا العام لاول مرة عدم احياء لهذه المناسبة في لبنان وفي ساحة الشهداء أو في مجمع “البيال”كما كانت العادة.

اقرأ أيضاً: في ذكرى 14 آذار: لستم انتم ثورة الأرز

فلحظة الوحدة الشعبية والسياسية التي كتلها اغتيال الرئيس رفيق الحريري، تشرذمت بعد أن تساقطت شعاراتها رويد رويدا، لتصيب التغيرات الكبرى في الاصطفافات السياسية بين أفرقاء قوى 14 آذار مشهد التحالف السيادي في الصميم وتبقى إنتفاضة الأرز في إنتظار من يعلن وفاتها.

ولعل المساكنة السياسية في العهد الجديد الذي يقوم في الأساس على مصالح هذه القوى على حساب المبادئ التي نودي بها في ساحة الشهداء كانت كفيلة بإنهيار مشهدية 14 أذار وهو ما يعيد الأنظار في هذا اليوم إلى الارتباك والتفكك الحاصل لدى ثوار الأرز.

فأين أصبحت انتفاضة الأرز اليوم؟

منسق الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار فارس سعيد كان أول من أعلن انتهاء تنظيم 14 آذار بإستثناء القضية، وفي هذه المناسبة، رأى سعيد في حديثه لـ “جنوبية” أنها “لحظة تاريخية تبقى فوق الجميع، وهي لحظة وحدة المسلمين المسيحيين”. وتابع “يجب أن نعمل دائمًا من أجل الحفاظ على هذا التاريخ”.

ولكن هل انتهى فريق 14 أذار قال سعيد “التجمع السياسي انتهى إنما اللحظة والتجمع والوحدة لم ينتهوا فالفكرة لا تموت”.

بدوره، رأى رئيس جهاز الاعلام والتواصل في حزب القوات اللبنانية الإعلامي شارل جبّور في حديثه لـ “جنوبية” أن “14 أذار مناسبة استثنائية في تاريخ لبنان الحديث، فهي مناسبة أسّست لإخراج جيش الإحتلال السوري من لبنان وبرهنت أن اللبنانيين قادرين على التوحد وصنع القرار”. وتابع “أثبت اللبنانيون أنهم ليسوا منافقين بل يتنفسون حرية وفي اللحظة التي يقرر فيها الشعب اللبناني أن يثور، فإنه يستطيع تغيير مفاهيم غير سهلة”.

وأشار جبّور إلى أنه “مناسبة مجيدة، فـ 14 أذار إنشاء فكرة وحلم وصورة نسعى وسنبقى نعمل لقيام دولة فعلية تحت عنوان “لبنان أوّلا والدولة أوّلا”.

ولفت إلى أن “التنظيم الإداري لها مجمّد حتّى إشعار آخر لظروف واعتبارات معينة خارجية وداخلية”. وأضاف “إنما 14 أذار فكرة وليست فقط إطار تنظيمي فهي وحدة وتعددية وحرية ونحن نعمل من أجل تحقيق هذه القضية “. وخلص “والقضية لا تموت”.

أما القيادي في تيار المستقبل النائب السابق د.مصطفى علوش فصرّح لـ “جنوبية” أنه “على الرغم من كل المحاولات لطمسها اليوم، وللمعاناة على مدى 12 سنة ماضية، فإن يوم 14 آذار وعلى الرغم من تبرّؤ قوى عديدة منه في البلد، يبقى في وجدان وفكر اللبنانيين اللذين إجتمعوا في لحظة تاريخية حول أمل وهدف واحد، حين وحدهم استشهاد الرئيس رفيق الحريري”. وتابع “إستطاعوا لمدة عدّة أشهر أن يكونوا مواطنين لدولة حقيقية بدلا من أي يكونوا قطيع رعاع لزعماء الطوائف”.

وخلص علوش “14 اذار هو اليوم الوطني الحقيقي للبنان على أمل أن يعود في معناه الحقيقي”.

اقرأ أيضاً: نكسة «١٤ آذار»

تجدر الاشارة إلى ان حزبي الكتائب والوطنيين الاحرار سيبادران وحدهما من دون سائر التحالف “السابق” اليوم الى احياء فاعليات رمزية لاحياء الذكرى. اذ ستتولى وفود من المكتب السياسي الكتائبي وضع اكاليل على ضرائح شهداء انتفاضة الاستقلال: رفيق الحريري ومحمد شطح ووسام الحسن وباسل فليحان وجبران تويني وسمير قصير وجورج حاوي ووليد عيدو وانطوان غانم وبيار الجميل. كما ان حزبيين وسياسيين وناشطين مستقلين سيعقدون اجتماعاً ظهر اليوم في البيت المركزي لحزب الوطنيين الاحرار في السوديكو ويصدرون بياناً سياسياً يلحظ اطارا لمتابعة نشاطهم.

السابق
نكسة «١٤ آذار»
التالي
روسيا تجر اوروبا وأميركا إلى حربها الباردة