لماذا لا يريد «حزب الله» ولا «حركة أمل» إجراء الانتخابات في «المجلس الشيعي»

عدم إجراء الإنتخابات في المجلس الشيعي بعد مرور 42 عاماً على آخر انتخابات للهيئتين الشرعية والتنفيذية ومن دون مبرر هو إهانة للمجلس وللطائفة الشيعية عموماً.

فيما يحاضر مسؤولو حزب الله وحركة أمل بالديمقراطية وقانون الإنتخاب العادل والنظام النسبي على اللبنانيين ليل نهار هذه الأيام، يتجه الطرفان إلى استكمال عملية تعطيل الإنتخابات في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، عبر تحضير سلّة تعيينات مختارة من الطرفين في الهيئتين التنفيذية والشرعية وضمن حسابات تنظيمية ضيقة تستكمل عملية تهميش هذا المجلس ودوره الجامع وابتلاعه مع أوقافه بالكامل. وكان مجلس النواب قد أقرّ قانون تأجيل الإنتخابات لثلاث سنوات، من دون أن يتضمن مشروع القانون أيّ أسباب موجبة للتمديد، لا سيما أنّ إقرار القانون تمّ غداة الإنتخابات البلدية وعشية الإنتخابات النيابية.

لا نتحدث هنا عن حرية التنظيمين أن لا يجريا انتخابات لهيئتيهما القيادية، ربما، ونقول ربما، من حق التنظيمين أن لا يجريا انتخابات داخلية، وأن ياخذا من الإقطاع السياسي أسوأ ما فيه، أي أن يبقى رئيس الحركة أو الحزب رئيساً مدى الحياة، لكن ما يجعلنا نعترض هو الإصرار على مصادرة مؤسسة رسمية لبنانية اسمها المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، عبر منعهما  الاستحقاق الإنتخابي بعد 42 عاماً على إجراء آخر انتخابات لهيئتيه الشرعية والتنفيذية، علماً أنّ القانون يفرض إجراءها كل ست سنوات.

لماذا لا يريدون الإنتخابات؟ لأنّ المصادرة استهوتهما. قد يقول قائل ولكن حتى لو جرت الانتخابات فهما من سيفوز فيها، قد يكون هذا الكلام صحيحاً، ولكن يبقى السؤال لماذا لا يريدون إجراء الانتخابات؟ من دون إجابة. ولكي نوضح للقارىء أكثر لا بدّ من القول أنّ الهيئة الناخبة في “المجلس الشيعي” مؤلفة من أكثر من 30 ألف ناخب، وهي تضم الشيعة من الأطباء والمهندسين ورؤساء الجمعيات، والصحفيين، وموظفي الفئة الأولى، والنواب والوزراء السابقين، وأساتذة الجامعات، وغيرهم من رجال الدين.

إقرأ أيضاً: هؤلاء هم الذين سيدخلون المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى

مثل هذه النخبة الشيعية لن تقبل بأن يتم التعامل معها كما يتم التعامل في الإنتخابات النيابية مع بسطاء الناس فيجلبون بالإغراء والعصبية والترغيب والترهيب، في الحدّ الأدنى أيّ انتخابات في المجلس الشيعي ستكون باباً لفتح نقاش مطلوب وضروري حول برامج اجتماعية وتقديم خطط لتطوير الأوقاف ودور المجلس داخل الطائفة ووطنياً، وهذا ما لا يريده من لا يفقه من السياسة إلاّ إلغاء ما عداه ومصادرة كل شيء.

إقرأ أيضاً: بالأسماء والمراكز: هذه هي تعيينات حركة أمل وحزب الله في المجلس الشيعي

عدم إجراء الإنتخابات في المجلس الشيعي غير مبرر، بل فيه إهانة للهيئة العامة، وإهانة للذين سيعينون الخميس المقبل، بالعدل والقسطاس بين أمل وحزب الله، وهي رسالة من الممددين إلى كل شيعي أنّ الإنتخابات هي من “الألاعيب” غير المستحبة، ويمكن أن تكون محرمة شرعاً، ولا يجوز التداول فيها داخل الطائفة الشيعية. “لشو تفكر نحن بنفكر عنك ولشو تحكي نحنا بنحكي عنك ولشو تنتخب نحنا بننتخب عنك”. وهذا بحد ذاته مؤشر موت لا حياة، ومؤشر ضعف لا قوة، ومؤشر استبداد لا حرية. 

السابق
هرم الدولة والسيدة الأولى…
التالي
الوظائف طائفية مع جبران باسيل و #المعيار_طايفتك