إصلاحا للخلل القانوني في المجلس الشيعي (21) : حينما يصبح الشيخ قبلان رئيساً للمجلس الشيعي

من مفارقات المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى أن نائب رئيسه المنتهية ولايته الشيخ عبد الأمير قبلان سيضعف حينما يتولى رئاسة المجلس!

اتخذت قيادتا حزب الله وحركة أمل قراراً بتولية الشيخ عبد الأمير قبلان رئيسا أصيلا للمجلس.. مع ترميم بعض خلل المجلس الشيعي !!

كم هو غريب أن يتمتع الشيخ قبلان بشيء من السلطة خلال فترته غير القانونية، ولكن يضعف مع قوننة وضعه، ومع توليه مهام رئاسة المجلس الشيعي!!!

إقرأ ايضًا: التمديد للمجلس الاسلامي الشيعي الأعلى…تمديد لأزمته!

فقد كان وحيداً باتخاذ القرارات، مع مراعاته للمعادلات السياسية الشيعية، و لكن الآن ستصبح القوى الحزبية في قلب التركيبة الإدارية للمجلس، وإذ ذاك سيكون لها حضورها وفاعليتها و قرارها، بل وأجندتها! وتالياً يمكننا اختصار الأمر بأن دور الشيخ عبد الأمير قبلان ينتفي مع وصوله للرئاسة.

وفي هذا الإطار يفترض التوقف عند دور المجلس على صعيدين :

الأول : ما يخص إدارة التبليغ الديني، التي يتولاها القاضي الشيخ عبد الحليم شرارة، والشيخ علي بحسون، والتي اصطدمت بنفوذ القوى الحزبية، وتالياً لم تتمكن من تحقيق انجازات في مجالها على مستوى رجال الدين، ذلك مع الإشادة بالمناقببة التي تمتعت بها إدارة التبليغ الديني، لكن سياسة الأحزاب حالت دون تمكنها من تحقيق أي أهداف و إنجازات!

الثاني : ما يتعلق بالأمانة العامة للأوقاف، التي يتولاه الشيخ حسن شريفة، والمحامي ضياء الدين زيبارة، حيث تعاطت هذه الإدارة بشكل سيء مع القوى المستقلة الشيعية، ولا أدل على ذلك من سيطرة إدارة الأوقاف على مسجدين :
المسجد الأول في منطقة رأس النبع، التابع للجمعية الإسلامية الخيرية العاملية، التي يرأسها الوزير محمد يوسف بيضون.
والمسجد الثاني في منطقة شاتيلا، التابع للجمعية الخيرية الثقافية التي يرأسها الوزير إبراهيم شمس الدين.

والملفت أن هذه الإدارة لم تكن موضوعية اطلاقاً، فتركت الأحزاب تعبث بأوقاف الطائفة، وتصدت للقوى المستقلة!! حيث إن الشيخ شريفة منظم بحركة أمل، والمحامي زيبارة من فريق المحامي نزيه جمول الذي هو من بقايا فريق الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين، والذي يوازن حالياً بين الثالوث: قبلان، أمل، حزب الله!!

اقرا ايضًا: المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ضحية النواب الشيعة ومصادراتهم الحزبية
والأمر الأكثر سوءاً، أن إدارة الأوقاف التي كان يفترض بها الإنصراف للإهتمام بأوقاف الطائفة، قد رأيناها تسعى للسيطرة على إدارة التبليغ الديني، وحاولت الهيمنة على الجسم العلمائي، بما يخدم قوى سياسية معينة!!

المهم، أنه بالمحصلة، كل محاور المجلس الشيعي راهناً ستكون في مهب الريح مع التعيينات القادمة قريباً، والتي ستفضي لدخول حزب الله بشكل أفعل من الفترة الماضية، ما سيولد معادلات جديدة، لن يسلم منها الشيخ قبلان نفسه، ولا إدارة التبليغ الديني ولا الأمانة العامة للأوقاف.

السابق
ما هي الضرائب التي ستموّل السلسلة؟
التالي
إشكال في مهرجان ريفي.. والقصة «صحن فول»