الشك طاقة الحرية

*مقتطف من نص طويل ألقي في ندوة الشيعة الإمامية بين النص والتاريخ في الحركة الثقافية - انطلياس

(…) الحرية  يمنحُها الشكُّ طاقة تحررٍ عجيبةٍ من سطوةِ أفكارِ الحقيقةِ وشمولِ التمثلاتِ المزيفِ.  فالشك ليس ضياعاً أو قلة إيمان كما يظن البعض، بل هو وقايةٌ من سذاجة الجموع ، وتكنيسٌ لترسباتٍ دفينة سُرِّبَت إلى داخلنا أو دست فينا من دون علم أو إرادة منا. هو هذا الصوت الداخلي الذي ينكد طمأنينَتَك، ويُقطِّعُ أوصال اليقين اللاغي لكل وجوه الإحتمال والتعدد، وينتزعك من حقل إمكاناتك الفائضة.  ما يجعله، أي الشكَ، منبَعَ الحريةِ التي لا يحدُّها شيءٌ، وأصلَ حقيقةِ الذات ويقينَها الأول، إنه الملاذ النهائي الذي يضمن لك البقاء الأخير بعد أن يتداعى في داخلك ويتحطم أمامك ومن حولك كلُّ شيء. (عودة إلى الكوجيتو، ليس بالضرورة صياغاتها الديكارتية الاولى، بل لحظتها اللحظة الضرورية الأولى لكل مسعى في تفحص الصحة أو إعادة تأسيسها من جديد، تجعلك ذاتك تحت سيطرتك لا سيطرة الآخرين، وتجعلك فوق في نهاية المطاف، فوق الحقائق كلها التي هي آخر الأمر من صنعك) ..

السابق
البطريرك الراعي: حزب الله قسّم اللبنانيين وأنا قلق على لبنان من حروبه!
التالي
المفتي زغيب: الفلتان وفوضى السلاح وراء اشتباكات برج البراجنة