اسرائيل وروسيا تتفقان على منع الأسد من تقديم الهدايا لإيران

تحفظ روسي، وتدخل إسرائيلي، يضغط على العلاقات الإيرانية - السورية ونظام المصالح الايرانية في سوريا .

التناغم بين طهران ودمشق، وصل إلى مرحلة دقيقة، وذلك بعدما دخلت إسرائيل على محور تطبيق الإتفاقات التي عقدت بين الطرفين السوري والإيراني في السابع عشر من شهر كانون الثاني الماضي.

اقرأ أيضاً: «النجباء فيلق عراقي لتحرير الجولان» بتمويل إيراني على نسق حزب الله

إذ كشف موقع “وللا” الإسرائيلي يوم أمس السبت 10 اذار، أنّ خلفية زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى موسكو والتي جرت يوم الخميس الماضي، هي منع بشار الأسد من تقديم “هدية” لإيران.
وبحسب الموقع، فإنّ نتنياهو قد أوضح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنّ الأسد قد وافق على السماح للطرف الإيراني ببناء ميناء خاص به على الساحل الشمالي الغربي لسوريا.
فيما لفت المعلق العسكري في التقرير الذي عرضه موقع “وللا”، إلى أنّ هذا الميناء الذي يبعد 50 كلم عن اللاذقية سوف يكون قاعدة عسكرية بحرية كبيرة.
فيما أشارت مصادر إسرائيلية إلى أنّ بوتين وإن لم يعرقل الاتفاق فهو لن يقف أمام الرد الإسرائيلي، موضحة أنّ إيران تحاول أن تأخذ أكبر قدر من المكاسب لدعمها الأسد.

إلا أنّه وفي السياق نفسه، وبالعودة للموقف الإيراني، فقد أكّد راجح الخوري في مقال نشره في النهار تحت عنوان “أيام إيرانية صعبة في سوريا” إلى أنّ الطرف الإيراني بدأ يكتشف أنّ الأسد يماطل في تنفيذ الاتفاقات الاستراتيجية الخمسة الموقعة وذلك بسبب تحفظات روسية.
وتتعلق هذه الاتفاقات، بمنح ترخيص لمشغل إيراني لشبكة هاتف نقال يدعمه الحرس الثوري، وتخصيص 5 آلاف هكتار لإنشاء ميناء نفطي في البحر المتوسط، و5 آلاف أخرى كأرض زراعية، كما تنص أيضاً، على السماح لإيران استغلال مناجم الفوسفات لمدة 99 سنة وذلك في منطقة تبعد عن جنوب تدمر مسافة 50 كلم.
فيما تمت في خلال ذلك، مناقشة مشاريع اقتصادية مشتركة، وسبل زيادة التبادل التجاري، إضافة إلى توقيع خط ائتمان جديد من إيران بقيمة بليون دولار أميركي يُستخدم نصفه لتمويل تصدير نفط خام ومشتقات نفطية إلى سورية.

كما لفت الخوري أيضاً إلى أنّ أوّل الردود الإيرانية على مواقف الأسد، بدأت بوقف تزويد سوريا بالمشتقات النفطية، وتأخير إرسال سفير إيران الجديد إلى دمشق.

ليوضح ابراهيم حميدي بدوره في صحيفة الحياة السعودية، إلى أنّ دمشق في مقابل هذه الإتفاقات قد وافقت على تحويل ميناء طرطوس إلى قاعدة عسكرية روسية على نسق قاعدة حميميم، مشيراً إلى أنّ النظام يهدف من ذلك إلى إحقاق توازن بين الجانبين الروسي والإيراني لا سيما وأنّ الأخير قد أبدى تحفظه على القاعدة الروسية المزمع تدشينها.

أما فيما يتعلق بطبيعة هذه الإتفاقات وإضافة لما نقلناه أعلاه عن الخلاف حول الميناء الخاص المنوي تشييده من قبل الطرف الإيراني وتدخل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
فقد لفت حميدي إلى أنّ اتفاق استغلال مناجم الفوسفات، والذي تملك سوريا أكبر احتياطي منه في العالم بـ1.8 بليوم طن ، لم تبدِ موسكو ارتياحاً له، حيث أنّ المنطقة المنوي الاستثمار بها تقع ضمن النفوذ الروسي، إضافة إلى توقعات أنّ إيران قد تستغل هذه المنطقة لتحويلها إلى ممر لأنابيب غاز يصل إلى سواحل المتوسط، مضيفاً عن الخلاف حول الاتفاق الثاني المتعلق برخصة الهاتف، إلى أنّ شقين الأول متعلق بالخدمة وتقاسم العائدات، فيما الثاني يرتبط بمراقبة الإتصالات السورية وهذا ما تحفظت عليه كل من دمشق وموسكو.
في حين وبحسب حميدي، فإنّ الخلاف في اتفاق الأراضي الزراعية يتمحور حول الموقع، إذ أنّ النظام اقترح منطقة الرقة (معقل داعش) فيما إيران قد تمسكت بأراضٍ واقعة بين داريا ومنطقة السيدة زينب، وهذا ما تحفظت عليه موسكو التي تحول دون تبدل ديمغرافي في تلك المنطقة.

اقرأ أيضاً: تركيا تقطع مياه «الفرات» عن السوريين

من جهة ثانية، فإن ردود الفعل الإيرانية، و وقف تزويد سوريا بالمشتقات النفطية، قد أدّى إلى أزمة محروقات إذ ارتفعت أسعارها بشكل ملحوظ وقلّ المخزون. هذا وبدأت أوساط دبلوماسية في دمشق تنتقد علنية الحليف الإيراني الذي لم يفِ بتعهداته.

السابق
من يقف خلف تسونامي «التبجيل الأمني» في طرابلس؟
التالي
هل أعاد الراعي العلاقات مع «حزب الله» إلى ما كانت عليه في عهد صفير ؟