من يقف خلف تسونامي «التبجيل الأمني» في طرابلس؟

طرابلس
من الفيحاء إلى عاصمة اليافطات، ظهرت طرابلس في اليومين الماضيين الأكثر تفاعلاً مع التعيينات الأمنية؟

ما إن أقرّ مجلس الوزراء سلّة التعيينات الأمنية، والتي قضت بـ “تعيين العميد الركن جوزف عون قائداً للجيش بعد ترقيته إلى رتبة عماد، تعيين العميد عماد عثمان مديراً عاماً لقوى الأمن الداخلي بعد ترقيته إلى رتبة لواء، تثبيت اللواء عباس إبراهيم مديرا عاما للأمن العام بصفة مدني بعد إستقالته من السلك العسكري”.

اقرأ أيضاً: جوزف عون قائداً للجيش.. وهذه هي التعيينات!

حتى عمّت اليافطات المدينة من مدخلها الشمالي إلى ساحة التل وساحة النور، وصولاً إلى المدخل الجنوبي، والتي تنوّع الإطناب فيها بين المناصب.
ومن الشعارات التي رصدناها على هذه اليافطات “لواؤنا شكراً سعد الحريري”، “اللواء عثمان الرجل المناسب في المكان المناسب”، “اللواء عباس ابراهيم لأن لبنان بيستحق الأمن والأمان”، اللواء عباس ابراهيم حازم بالأمن نبيل بالسياسة”، “تهانينا لرجل المهمات الصعبة المغوار العماد جوزيف عون قيادة الجيش”.

اليافطات المعلقة، تمحورت بشكل أساسي حول اللواء عثمان بالدرجة الأولى، وقائد الجيش جوزيف عون، ومدير عام الأمن العام عباس ابراهيم، ليخترق هذا الانسجام الثلاثي بعض اليافطات المرتبطة بالترقيات التي نالها بعض أمنيي المدينة.

طرابلس

الطرابلسيون لم ينسجموا وهذا الجو الذي خيّم على المدينة، فضجت مواقع التواصل الإجتماعي بالمنشورات التي تدعو بلدية طرابلس لإزالة هذه اليافطات، وتمّ تعميم تدوينة في هذا الخصوص على الصفحات الشمالية وجاء فيها:
“حضرة رئيس بلدية طرابلس المهندس احمد قمرالدين.
تحية وبعد.. حيث أنّ هناك موجة يافطات علقت في ساحات مدينة طرابلس وعند مداخل المدينة وفي شوارعها.. ترحب بتعيين القيادات الأمنية الجديدة.. وحيث ان هذه الاعمال من شانها الاساءة لهذه القيادات المهنية .. كما انها تشوه المدينة وتنم عن ثقافة لا تمت لها ولأهلها بصلة..لذلك نتمنى عليكم الايعاز لمن يلزم من الدوائر والورش المختصة بازالة هذه اليافطات”.

إلا أنّ هذه اليافطات بحسب البعض ليست عفوية، بل يمكن وضعها في إطار “النكايات السياسية”، فخلاف وزير العدل السابق أشرف ريفي مع رئيس الحكومة سعد الحريري، وقوله عن اللواء عماد عثمان في إطلالة تلفزيونية سابقة عبر شاشة الـMTV ” «أنا وقّعت على قرار تعيينك، وأنا معلّمك. اِلزم حدودك. لا أنت أرجَل من وسام الحسن، ولا ابراهيم بصبوص أرجل من أشرف ريفي»، شكّلا ترجمة حرفية لمسببات هذه اليافطات.
لتنساق الدوافع نفسها على اليافطات المهللة للواء عباس ابراهيم المقرب من الثنائية الشيعية، والذي شهدت المرحلة السابقة حالة من التنافر البارد بينه وبينه ريفي، أما بالنسبة لقائد الجيش المقرب من فخامة الرئيس ميشال عون فموقف الوزير السابق من رئاسة الجمهورية يمكن سحبه على القيادة الجديدة!

ولعلّ، تمهل بلدية طرابلس، وعدم إزالتها لهذه اليافطات بالرغم من المطالبات، هو لدراية منها بالخلفية الحقيقة لهذه الإشادة المبالغة، فأرادت بذلك تجنب فرصة الإنزلاق في سجال هي بغنى عنه!

اقرأ أيضاً: قانون باسيل يتقدم وبري: لا بديل عن دعوة الهيئات الناخبة

يبقى أنّ ما يحدث، سواء كان تحت عنوان “النكاية”، أو “العفوية”، لا يشبه طرابلس، هذه المدينة التي قدمت الكثير من أبنائها للجيش ولقوى الأمن، لا يليق بها أن تكون من جماهير التصفيق، فمع الإحترام للقيادات الثلاثة، إلا أنّه هُم من عليهم أن يثبتوا للمواطن الجدارة، لا المواطن عليه أن يقدم لهم الولاء.

السابق
«لعنة» السلاح المُتفلّت «تستفيق».. في «دُوَيلات» الدويلة
التالي
اسرائيل وروسيا تتفقان على منع الأسد من تقديم الهدايا لإيران