قرار الحظر الأمريكي: حربٌ ضد المسلمين لا ضد الإرهاب

كتب ديكلان والش في صحيفة نيو يورك تايمز الأمريكية مقالاً أشار به إلى أنّ قرار إدارة ترامب يشكل صفعة للمسلمين.

في طرح جديد أكثر احكاماً وحذراً، يهدف قرار حظر السفر المعدل الذي أقرّته إدارة ترامب يوم الإثنين الماضي إلى تخطي المعوقات القانونية في الولايات المتحدة والتي تهدف دون تطبيق الحظر، وإلى تلبية هدف الإدارة الأمريكية المعلن ألا وهو مكافحة الارهاب الاسلامي.

اقرأ أيضاً: دراسة علمية: الطبقات المحرومة تميل لتبرير القوانين التي تحكمها

إلا أنّ الشرق الأوسط، وهو المكان الأكثر تأثراً بالقرار، بات يرى بقرار ترامب محاولة معلنة لحظر المسلمين.
هذا وكان قد سبّب قرار حظر السفر الأول انتقادات وردّات فعل عنيفة في الأوساط العراقية، غير أنّ المسؤولين هناك عادوا وعبّروا عن ارتياحهم بعد تعديل القرار وإزالة العراق من قائمة الدول المحظور مواطنيها من السفر الى الولايات المتحدة. وجاء هذا التعديل بعد ضغط من كل من وزارة الخارجية ووزارة الدفاع في أمريكا خاصة وأنّ القوات الأميركية تعمل بشكل وثيق مع جنود عراقيين في معركة الموصل.

أمّا إصرار ترامب بالمضي قدماً بقراره الذي ينص على حظر الدول الست الاخرى كان كفيلاً بزيادة إحساس مواطني هذه الدول بالظلم والتمييز، وقد حذر في وقت سابق خبراء من خطورة هذا القرار على الأمن الامريكي كونه يحصر احتمال التعرض لتهديدات أمنية بهذه الدول فقط ممّا يعطي أعداء الولايات المتحدة بروباغاندا يسهل الإختباء خلفها.

وقد علقت مديرة مركز كارنيجي للشرق الأوسط في بيروت مهى يحيى على القرار بأنّ ” تعديله قد عزّز فكرة أنّه يهدف لحظر المسلمين، وداعش سوف تستغل هذا القرار لتقول للمسلمين بأنّها على حق وأنّ أميركا تنظر إليهم كعدوها الاول”.

من جهة ثانية يُحمل إدراج هذه الدول تكاليف منخفضة على إدارة ترامب كونها من الدول الأكثر فقراً، والأكثر فوضوية أو المعزولة سياسياً في الشرق الأوسط. والمثال على ذلك تعدد الحكومات في ليبيا وتناحرها، وغرق اليمن في الحرب الأهلية والمجاعة، والدمار الحاصل في سوريا، والفوضى القائمة في الصومال منذ سنة 1991.
أما إيران ففي حين أنّها لا تعاني من اضطرابات داخلية، لكنّها تعاني من العزلة السياسية بعد عقود من العداء الدبلوماسي مع الغرب.

هذا وتدعي إدارة ترامب بأنّ الحرب وعدم الاستقرار جعلا أجزاء من الدول المحظورة ملاذاً آمناً وبيئة حاضنة لكل من تنظيم القاعدة، وداعش وغيرها من الجماعات. ولكن بالمقابل أظهرت الدراسات أنّ مواطني تلك البلدان هم الأكثر عرضة لأن يكونوا ضحايا على أن يكونوا مرتكبي أعمال العنف وأنّهم لم يشكلوا تاريخياً خطراً كبيراً على أمن الولايات المتحدة.
ووفقاً لمؤسسة أميركا الجديدة، إنّ الارهابيين الذين قاموا بجرائم قتل في الولايات المتحدة منذ تاريخ 11 ايلول 2001 كانوا جميعهم مواطنين أمريكيين أو مقيمين دائمين وليس لديهم أيّ علاقة بالدول السبع التي طالها قرار الحظر في مطلع السنة.
وكانت إحدى محاكم الإستئناف الفيديرالية قد رفضت قرار الحظر بحجة أنّ إدارة ترامب لم تنتج أيّ دليل يربط مواطني الدول السبع بالأعمال الإرهابية في الولايات المتحدة.
إضافة إلى أنّه سوف يتضاعف الشعور بالظلم والتمييز لدى مواطني الدول المحظورة عندما ينظرون إلى جيرانهم الأقوى والأغنى الذين لم يطالهم قرار إدارة ترامب كمصر والسعودية علماً أنّ مواطنيهم قاموا بأعمال ارهابية في الولايات المتحدة.

وقد أشار المحلل السياسي اليمني عبد الباري طاهر إلى أنّ “الولايات المتحدة تعاقب اليمن والآخرين بسبب ضعفهم وفي الوقت عينه تتغاضى عن دول الخليج المعروفة بتمويلها للإرهاب”، مضيفاً “قرار ترامب كان مدفوعاً باعتبارات سياسية داخلية وهو يتعرض لنا فقط لإرضاء مؤيديه اليمينيين”.

وفي العراق قد جاء هذا القرار كصدمة وإهانة من حليف كان من المفترض أن يكون شريكاً في الحرب ضد داعش، إذ عندما تمّ إعلانه في كانون الثاني أثيرت دعوات للرد بالمثل من بعض المسؤولين في بغداد بحظر الأمريكيين من الدخول الى العراق مما شكل ضغوطاً سياسية على رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي المدعوم من الولايات المتحدة، ولكنه في نهاية المطاف قرر عدم فرض أي قيود على الأمريكيين والتفاوض معهم لتعديل القرار وقد نجح في ذلك.
والمرجح أيضاً في هذا السياق أنّ الضغط من وزارة الدفاع الأمريكية ، لعب دوراً كبيراً في تعديل قرار ترامب وذلك لأنّها كانت تخشى من تداعياته السلبية على معركة الموصل.

اقرأ أيضاً: قرار ترامب ضد إيران.. للحد من نفوذها التوسعيّ في المنطقة

هذا وقد أصبح من الواضح حتى لدى الدول غير المتضررة، بأنّ قرار ترامب ومستشاريه هدفه ليس مكافحة الارهاب بل الهدف الحقيقي هو مواصلة الحرب الحضارية ضد المسلمين.
وقد علّق استاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة مصطفى كامل السيد على القرار معتبراً إياه غير منطقي، وقائلاً “إنّ المنظمات الإرهابية هي منظمات متعددة الجنسيات وفي حال قرّروا الهجوم على الولايات المتحدة يمكنهم ارسال إرهابيين من غير الدول الستة”.

لقراءة المقال باللغة الإنكليزية إضغط هنا (https://www.nytimes.com/2017/03/06/world/middleeast/travel-ban-trump-muslim.html?_r=0
)

السابق
تجدد الاشتباكات في مخيم برج البراجنة وإصابة مسؤول حماس
التالي
النائب خريس لـ«جنوبية»: «أمل» ترفض ما يجري والاشتباك لأسباب غير سياسية