هل تنهي مواقف عون من سلاح حزب الله شهر العسل الحكومي؟

ميشال عون سلاح حزب الله
سلاح حزب الله والدولة اللبنانية والرئيس القوي، أين لبنان من الموقف العربي؟

لم تهدأ تداعيات التصريحات التي أطلقها فخامة الرئيس ميشال عون من الشاشة المصرية، إذ أنّ الجمهورية القوية التي يحكمها الرئيس القوي لم تضع حداً لفوضى الميليشيات بل على العكس تماماً منحت حزب الله وسلاحه الغطاء اللبناني وشرعية القتال في سوريا، مما أثار استهجاناً محلياً وعربياً وطرح تساؤلات حول الموقف الخليجي من هذا التشريع ولا سيما الموقف السعودي.

اقرأ أيضاً: هل ميشال عون فعلاً «رئيس قوي»؟

فما أدلى به الرئيس عون عبر قناة ” سي بي سي ” المصرية، أكّد أنّه “طالما هناك أرض تحتلها اسرائيل التي تطمع ايضاً بالثروات الطبيعية اللبنانية، وطالما أنّ الجيش اللبناني لا يتمتع بالقوة الكافية لمواجهة اسرائيل، فنحن نشعر بضرورة وجود هذا السلاح لأنه مكمّل لعمل الجيش ولا يتعارض معه، بدليل عدم وجود مقاومة مسلحة في الحياة الداخلية”.

ليضيف أنّ “حزب الله يشكل جزءً أساسياً من سكان الجنوب وأفراده ليسوا مرتزقة”، وأنّه ” لا يمكن أن نكون مع إسرائيل ضد قسم من شعبنا”، سبب فوضى في ردود الفعل اللبنانية، واستفهامات حول مستقبل الدولة.
فهذا الكلام طرح تساؤلات حول العلاقة بين لبنان والسعودية وان كانت هذه التصريحات الصادرة من سدّة الرئاسة عن سلاح حزب الله ستجعل السعودية تبدل مواقفها حول العلاقة الدبلوماسية.
ومن هذا المنطلق لفتت صحيفة “النهار” إلى أنّ زيارة عون للسعودية لم تستطع أن تغير العلاقة المتوترة بين البلدين وأنّ إلغاء زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز التي كانت متوقعة إلى لبنان زاد الوضع تشاؤماً.

كما لم تستبعد مصادر الصحيفة أن تتحفظ دول الخليج في القمة العربية التي من المفترض أن تعقد في الأردن عن التضامن مع لبنان، وذلك بسبب موقف الرئيس اللبناني من سلاح حزب الله وبسبب تهجم أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله على السعودية.

غير انّ ما ورد في “النهار”، نفته بشكل غير مباشر صحيفة “الراي”، التي أكدّت أن خبر إلغاء زيارة الملك السعودي إلى لبنان غير صحيح، وأنّ الملك قد قابل الدعوة بأجواء إيجابية.

في السياق نفسه لم تغب هذه الأجواء عن جلسة مجلس الوزراء، إذ تمّ التأكيد بها أنّ الالتزام بالقرار 1701 ضروي، وذلك رداً على ما تردد مؤخراً عن إمكانية لسحب قوات اليونيفيل، إضافة إلى التحذيرات التي أطلقتها الممثلة الخاصة للامين العام للامم المتحدة سيغريد كاغ .
كذلك أوضحت هذه الجلسة مقصد الرئيس في كلامه عن الجيش وحزب الله، إذ تمّت الإشارة إلى أنّ عون قد أخطأ حينما لم يوضح فكرته والتي تؤكد على أنّ الحزب هو مكمل للجيش ولكن تحت إمرة الدولة اللبنانية.

إلا أنّ هذا لم يمنع من مواقف مشحونة، والتي ابرزها ما صدر عن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الذي علا صوته في الجلسة مؤكداً أنّ موقف الرئيس ميشال عون من حزب الله غير مقبول، مضيفاً ““المقاومة وسلاح حزب الله هي قضايا لا وفاق حولها، وبالتالي على رئيس الجمهورية أن يأخذ بعين الاعتبار هذه النقطة عند التعبير عن مواقف لبنان الرسمية”.
هذا ونّقل عن الوزير قوله “السعودية خط أحمر”.

اقرأ أيضاً: التعيينات تشيع أجواء إيجابية وجهود لترميم العلاقة مع العرب

في هذا السياق، يبقى العسل الذي تمّ توزيعه بين الأطراف بدأ ينقلب “سمًّا”، فالعماد عون لم ينقلب كما كانت قوى 14 آذار تعوّل على سلاح حزب الله، في حين أنّ تيار المستقبل وحلفاءه يواجهون العديد من التساؤلات عن التضحية التي أقدم عليها الحريري بتبينه ترشيح عون كرئيس توافقي لكل لبناني.

فهل ينتهي التوافق بين الحكومة والرئاسة، مع تباين وجهات النظر أم يصدر عن الرئيس مواقف أخرى تتماشى مع المناخ اللبناني – العربي؟

السابق
مقتل «ريان» بعدما ضربها زوجها على رأسها
التالي
العلماء يؤكدون بالبراهين وجود الحياة ما بعد الموت