«حزب الله» خارج سوريا بنقاط استراتيجية ثابتة

ما هي الأثمان التي سيقبضها حزب الله جراء مساندته النظام السوري في معاركه هناك؟

مؤخرا هدأت الجبهات الأساسية في سوريا بشكل لافت بعد انحسار المعارك، خاصة بعد سيطرة الجيش السوري على عدد من المناطق. لكن حزب الله، وهو الداعم الاساس للرئيس السوري بشار الأسد، لم يعلن عن انسحاب قواته من سوريا رسميا.

إقرأ أيضا: حزب الله في سوريا بانتظار الأمر : الانسحاب المر أو البقاء الأمّر !

مع الاشارة الى، ان مطلب انسحاب حزب الله من سوريا كان ولا يزال مطلبا اساسيا للمعارضة السورية، والذي اتخذته واشنطن كمطلب بارز لها في مفاوضاتها مع موسكو لأجل استخدام نفوذها لدى دمشق في سبيل اخراج الحزب من سوريا. علما ان مقالات عديدة تناولت مؤخرا مسألة خروج الحزب من سوريا، مع اشارتهم الى انتهاء دوره وعلّة وجوده عسكريا التي على أساسها دخل الاراضي السورية.

وبحسب موقع (ليبانون ديبايت)، فان حزب الله سحب عددا من الوحدات القتالية من المناطق الداخلية الى مناطق خلفيّة، لكنه أبقى في المناطق الامامية على مجموعات محددة من اجل مهام محددة، مع زيادة عديده في الوحدات العاملة في الاستشارات العسكرية والتخطيط، وتثبيت قواته في المناطق التي له وللجيش السوري نقاط مشتركة فيها. كما هو الامر على الحدود اللبنانية- السورية في منطقتي القصير والقلمون، مع رفع نسبة حضوره في المناطق الجنوبية من سوريا كالجولان المقابل لاسرائيل، وهنا لبّ المسألة بالنسبة لكل من حزب الله واسرائيل معا. هذا التثبيت للنقاط يعني ان حزب الله لن يخرج من سوريا قريبا، حيث لازالت هناك مناطق تحت سيطرة التيارات المتطرفة مما يعني امكانية تشكيلهم تهديدا لمناطق سيطرة الحزب في البقاع مستقبلا.

بالمقابل، تؤكد صحيفة (القدس العربي)، أن الأزمة في سوريا الى انحسار بعد اعلان حزب الله عن بدء سحبه لعناصره العسكرية من الأراضي السورية، حيث تناولت على موقعها على الانترنت الموضوع، فقالت أن مئات العناصر التي تقاتل في سوريا، بدأت بالعودة إلى مناطق الضاحية الجنوبية والجنوب والبقاع في لبنان بشكل كثيف. ورأى محللون، للموقع المذكور، “أن انسحاب حزب الله دليل على وجود اتفاق من الأطراف الدولية المُشاركة في الأزمة السورية، على الوصول إلى حل سياسي”.

في حين ذكرت صحيفة (عكاظ) أنّ روسيا تضغط باتجاه انسحاب مقاتلي حزب الله من سوريا، مع الطلب من طهران بضرورة سحب المقاتلين الأفغان والباكستان وعناصر النجباء. الذين استحضرتهم طهران الى سوريا، مقابل البحث وجود نقاط ثابتة للحزب.

إقرأ أيضا: بالأرقام.. خسائر حزب الله في سوريا: 1600 عنصراً قد سقطوا وشيّعوا 

في ظل كل هذه المعلومات، تبقى لحظة الانتظار التي يترّقبها الشارع اللبناني، وخاصة الطائفة الشيعية، التي شكلت الرافد الاساس للحزب في معاركه، التي انطلقت منذ العام 2011، وكانت مساهمة الحزب، قد اعلن عنها في العام التالي، كبيرة لدرجة ان عدد الذين سقطوا في المعارك تخطى الألفين اضافة الى الجرحى والاسرى.

السابق
دراسة علمية: الطبقات المحرومة تميل لتبرير القوانين التي تحكمها
التالي
نحن في وادٍ والزعماء في وادٍ