العلاقة بين لبنان والسعودية عادت الى نقطة الصفر

بين تأكيد على الزيارة الوشيكة للملك السعودي سلمان بن عبد العزيز الى لبنان ونفيها، ما هو حال العلاقة بين بيروت والرياض؟ وهل عادت إلى نقطة الصفر؟

حفلت وسائل الإعلام اللبنانية أمس، بالأنباء التي تحدثت عن الزيارة الوشيكة للملك السعودي سلمان بن عبد العزيز الى لبنان والتطور النوعي في العلاقات اللبنانية – السعودية مقابل أنباء أخرى وردت عن إلغاء الملك لزيارة كان ينوي القيام بها إلى لبنان قبل القمة العربية المقررة في الاردن في نهاية آذار الحالي، وذلك بعد تدهور العلاقة نتيجة الاستياء السعودي من التصريح الأخير لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون منح فيه الشرعية لسلاح حزب الله بالقول أنه مكمل للجيش اللبناني.

وكانت إحدى القنوات اللبنانية أوردت في نشرتها واستندت إلى معلومات رئاسية مفادها أن “السلطات اللبنانية تلقت في اليومين الماضيين كتاباً رسمياً من الرياض يبلغها بأن العاهل السعودي وافق على تلبية دعوة الرئيس عون لزيارة بيروت، وبالتالي من المفترض أن تبدأ المباحثات بين الدوائر المعنية في البلدين لتحضير الزيارة الهامة على أكثر من مستوى”. لتعود وسائل اعلامية أخرى وتنفي التحضير للزيارة، خصوصاً أن ما يحيط بالتحضيرات الدبلوماسية للقمة العربية ودور لبنان فيها، تكتنفه أسئلة واشكالات لا توحي باستفادة البلد من أجواء الانفتاح والجولات العربية.

وفيما لا يزال الإنزعاج الدولي والأممي حيال تصريح عون قائما، مع علامات إستفهام كثيرة تطرح حول مستقبل العلاقات اللبنانية – السعودية بعودتها إلى نقطة الصفر، أي مرحلة ما قبل الزيارة وما بعد موقف لبنان من الاعتداء على السفارة السعودية في ايران. فهل يدفع هذا الإنزعاج السعودية ودول خليجية إلى التحفظ مجددا عن بند التضامن مع لبنان؟

وفي حديث مع المحلل السياسي والصحافي راشد فايد لـ “جنوبية” أشار أنه “لا حديثا رسميا بشأن توجه العلاقات اللبنانية – السعودية. ولا تزال هذه الإستنتجات في إطار الكلام الصحفي تبنى بحسب الاتجاهات والرؤى السياسية”.

اقرأ أيضا:رداً على منح عون الشرعية لسلاح حزب الله: #عهد_سلاح_الإرهاب

ورأى أن “الأمر الأكيد أن هناك حرصا من الجهتين على استمرار العلاقة بأحسن أحوالها، لكن هذا لا يمنع العتب بمكان ما”.

وفيما يتعلّق بتصريح عون الأخير قال فايد أن “مع كل الإحترام للرئيس عون لكن كلامه يعبّر عن طرف سياسي داخلي ولا يعتبر كلاما رسميا صادرا عن المؤسسات الرسمية”. لافتا أن “الكلام الرسمي يصدر عن مجلس الوزراء مجتمع بحسب اتفاق الطائف، وما قال عون ليس عليه إجماع وطني”.

من جهة أخرى، قال الصحافي سركيس أبو زيد في حديثه لـ “جنوبية” إن “المطلوب أن تكون العلاقات السعودية – اللبنانية لها قواعد ثابتة بغض النظر عن أي تصريح يصدر عن أي طرف سياسي وذلك بناء على أن العلاقة بين البلدين علاقة تاريخية لا يجب أن تتأثر بأية تصاريح”.

ورأى أن “هناك خلافات داخل المملكة ووجهات نظر مغايرة بين ولي العهد محمد بن نايف وولي ولي العهد محمد بن سلمان، لا سيما حول الملفات الشائكة التي فيها نوع من التردد والإرباك كسوريا ولبنان”. وتابع “هناك فريق معين يميل نحو الحوار مع الأطراف الإيرانية وهو التفاهم الذي أنتج التسوية الرئاسية في لبنان، وكذلك الأمر بالنسبة للحرب السورية، فالتفاهم بين الطرفين يولد قرارا حول وقف إطلاق النار أو إجراء المفاوضات”.

وبحسب أبو زيد فهناك ” اتجاهان داخل السعودية واحد يميل إلى التسوية وايجاد الحلول وفريق آخر يميل إلى العداء مع ايران”. وأضاف “علينا أن ننتظر نتيجة هذا الصراع”.

وعن إمكانية تأثر العلاقة السعودية – اللبنانية بتصريح عون أشار إلى أنه “قبل إنتاج التسوية الرئاسية التي جلبت الحريري رئيسا للحكومة وعون رئيسا للجمهورية، فان كلا الطرفين كانا يعلمان تماما المواقف السياسية لكل منهما”. وأضاف “وما قالة عون عن سلاح حزب الله ليس موقفا جديدا”. لافتا إلى أن “أول زيارة رسمية خارجية لعون كانت للسعودية ولم يعترض الفريق الآخر وذلك نتيجة للتسوية”.

 

السابق
بالفيديو: «العربية» تتهم نصرالله وقاسم سليماني باغتيال مصطفى بدر الدين
التالي
في عيون اللبنانيين: القضاء مسيس