ميريام كلينك عرّت الإعلام اللبناني من ورقة التوت

ميريام كلينك
هل الإعلام الذي انتقد ميريام كلينك أفضل حالاً منها؟؟ كلينك أسقطت الإعلام اللبناني وكشفت ضلاله.

تسابقت وسائل الإعلام المرئية كما المواقع الالكترونية، على جلد ميريام كلينك، واستنكار الكليب الإباحي واستغلال قاصر في تصويره وما إلى ذلك، في وقت كانت الأخيرة غير مبالية بانتقاداتهم بل على العكس تماماً كانت جالسة على أريكتها الوردية وبقربها “عنتر” تقلب الشاشة أو تتصفح المواقع وتقهقه “أنتم ألعوبة بيدي”.

اقرأ أيضاً: ميريام كلينك تحوّل الرجال إلى خدم وكلاب؟

يحقّ لكلينك، أن تقول ذلك ويحق لها أن تسخر منّا جميعاً، ليس فقط لذكائها المبني على الابتذال واستباحة الأخلاق، وإنّما لإدراكها أنّ الإعلام مهووس ب”الرايتينغ” وأنّ منتقديها هم الأكثر انهماكا بموضوعات الإثارة والجنس والدعارة.

فإذا أخذنا مثالاً لا حصراً، موقف المؤسسة اللبنانية للإرسال وهي التي عرضت قبل أسبوع مشاهد بورنو كاملة، وحولت قضية حساسة لمادة مستهلكة، ضاربة بعرض الحائط أخلاقيات المهنة.


بين الـlbci وكلينك، الأفضلية للعارضة، فهي لم تتاجر إلاّ بجسدها “الذي تملك حق التصرف فيه على حد قولها في إحدى الإطلالات”، بينما “هوا الحرية” انتهك في تلك الحلقة قضية خاصة لرفع نسب المشاهدة وأصاب حينما أخطأ، إذ وبالمادة التي استغلها استطاع خطف الأجواء من البرامج التي تنافسه في ليلة الإثنين.

الـlbci ليست وحدها، فكلّ الشاشات شعارها الرايتينغ أولاً، من الجديد إلى الـmtv فلا تخلو برامجهم من الجنس ولا مواقعهم الالكترونية من المواضيع المثيرة جسداً ونشوة.

من الشاشات، إلى المواقع الالكترونية، فبمجرد القيام بزيارة لعدد منها بشكل عشوائي والبحث في قائمة الأكثر قراءة تصادف المتابع كلمتي “جنس” و”تعرّي”، وذلك بشكل يومي ومتتابع، ويلحظ القاصي والداني أنّ عدد قراءات هذه المواضيع تفوق بآلاف المرات أيّ موضوع سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي أو هادف بالمطلق.
وكَمْ اللجوء إليها في اليوم الواحد من قبل هذه المواقع، يؤكد أنّ هذه النوعية هي قوام استمرار الشريحة الأوسع من الإعلام الالكتروني، فهل هناك من عناوين أكثر أهمية من “الفنانة مارست الجنس”، أو “الدعارة والوكر الفنية”… هذه النماذج من العنونة ومن فراغ المضمون وإباحيته حاضرة بشكل روتيني حتى تكاد تتحول إلى قانون إعلامي.

إذا، محقة كلينك حينما سألت “هزيتكم أنا”، وحينما طالبت بسريان قانون المنع على كل من كليب “بوس الواوا” و”شيلو”. ومخطئة حينما لم تحاسب المواقع والشاشات على ما تعرضه، وعلى الهفوات المتعمدة واستغلال الملفات بهدف الأرقام.

اقرأ أيضاً: أغنية «فوّت الغول وحطيتو فيي وعبيتو» رائعة المقاوِمة ميريام كلينك

ميريام كلينك لديها مصداقية أكثر من إعلامنا، فهي لم تخدعنا، ولم تلبس ثوب الحمل، بل تقول بكامل جرأتها “هذه أنا”، بينما إعلامنا ما زال يزيف لنا الحقائق ويعاملنا كمادة إحصائية لا كمجتمع، فيقدمنا لنا الرذيلة مغلفة بثوب الثقافة.

السابق
حسن حب الله لـ«جنوبية»: المحكمة الدولية باقية مئة سنة اضافية
التالي
فضل شاكر: قصدت حزب الله بـ«الفطيستين» وهذا شرطي لأسلم نفسي!