فشل جنيف 4 .. روسيا ستضغط أكثر على النظام السوري

روسيا ستضغط على النظام السوري للتنازل اكثر في مؤتمر جنيف 5 بعد فشل مؤتمر جنيف 4، وإيران ستستمر بعرقلة مساعي روسيا لحل الأزمة السورية.

تبادلت الجهات الحاضرة في مؤتمر جنيف 4 الإتهامات فيما بينها بعد ان إقترب المؤتمر من الفشل للمرة الرابعة على التوالي. المؤتمر الذي عولت عليه روسيا من أجل وضع الخطوط العريضة التي توصلت إليها في “منصة استانة”. فإتهمت المتحدثة بإسم “مجموعة حميميم المعارضة ميس الكردي المبعوث الاممي الخاص لسوريا ستيفان دي مستورا بالتحيز لصالح القوى غير الوطنية، واعربت عن آسفها من محاولات الولايات المتحدة الاميركية عرقلة جهود روسيا.

ثمانية ايام كانت كافية للكشف عن مراوغة وفد النظام السوري وتجديف إيران عكس التيار الروسي من خلال إتهام الوفود المعارضة بالإرهاب. وحاولت موسكو توفير مناخ دافئ للفصائل المعارضة في جنيف للتأكيد على انها جدية في خيارها لإنهاء الحرب السورية، وقد قالت المصادر الرسمية في موسكو بأن المفاوضات وصلت إلى مستوى عميق في المسائل المرتبطة بمستقبل الإنتقال السياسسي.

وكان ديمستورا قد إقترح على الوفود الدولية تشكيل حكومة غير طائفية ومن ثم صياغة دستور جديد وإجراء إنتخابات بإشراف أممي ومحاربة الإرهاب. في المقابل سعى وفد النظام السوري إلى تصويب نيرانه على العملية الإنتحارية التي إستهدفت مقرات الأمم المتحدة في مدينة حمص، وإنتزع إعترافاً من قبل الحاضرين بأن العملية إرهابية. المكسب المحقق من قبل نظام الأسد عمد إلى تكريسه خلال المفاوضات فبدأ بقذف التهم يميناً ويساراً على وفود الفصائل المسلحة، علماً بأن المعارضة المشاركة في جنيف كانت قد اعلنت عن قبولها في بيان “استانة” المشاركة بالحرب على الإرهاب وأقرت بأن جبهة النصرة تعد منظمة إرهابية.

إقرأ أيضاً: تخبط علاقة روسيا بإيران.. هل هو فرصة للمعارضة السورية؟

المتخصص بالشأن الروسي خالد عزّي قال لـ”جنوبية” بأن جنيف أربعة فشل رغم تعنت الأفرقاء المشاركين الإعتراف بذلك، وموسكو تدرك أن النظام يسعى إلى إحراجها أكثر وإتاحة الفرصة لإيران للمشاركة بالتشويش على روسيا.”

ويضيف عزّي “روسيا مدركة حجم التأثير الإيراني على النظام السوري، ويتضح مع مرور الزمن أنها تعجز عن التعامل معه، وقد تمكنت طهران من إعاقة المساعي الروسية ورأينا محاولات إيران الناجحة في وضع العصي في دواليب موسكو في مؤتمر “أستانة” السابق وكرر الوفد الإيراني فعلته في جنيف 4.”

ولكن كان هنالك نقاط بارزة بين وفد روسيا ووفد الفصائل، وأرسلت موسكو أكثر من رسالة حسن نواية إلى الجانب السوري المعارض مفادها أنها تريد حل النزاع السوري وتريد من المعارضة ان تكون شريكاً أساسياً فيه، وفي اليوم الاخير للمؤتمر فرضت روسيا على مجموعة الأسد الخضوع والإلتزام بسلة ديمستورا.

إقرأ أيضاً: ترامب كما أوباما يريد استنزاف روسيا في سوريا

“ان المؤتمرات الدولية تظهر عمق الخلاف الروسي الإيراني”، ويختم عزّي، كانت روسيا تريد من جنيف أربعة دعم ديمستورا المتهم بالتحيز لها وللنظام، لأن المبعوث الاممي ستتنتهي مهمته في شهر نيسان القادم ولا يعقل ان يقدم ورقة ختامية لأعماله في سوريا يشير فيها إلا انه لم ينجز شيء رغم طول المدة التي تولى فيها مهمته لحل النزاع السوري.

 

 

السابق
التفاهم بين امل وعون بعد حزب الله يقضم هيبة الدولة
التالي
سياسة محشوة بالمذهبية أو أسباب مذهبية مدهونة بالسياسة.. والله أعلم