متفائل.. وباقٍ في لبنان

بعد أن نشر موقع جنوبية ثلاثة مقالات موقّعة مني خلال الشهر الفائت شباط 2017، وهي مقالات تتحدث عن قراءة للوضع في سورية وعلاقته بالكيان اللبناني وحول الوضع في مخيم عين الحلوة. وصلتني عدة رسائل من الأصدقاء يطلقون عليّ صفة "متشائم" بسبب ما كتبته، والبعض قال أن الوضع ليس سيئاً إلى تلك الدرجة التي وضعتها.

لذلك وجدت نفسي مضطراً لطرح بعض الأسئلة العامة والخاصة علها تجيب إذا كنت متشائماً أو متفائلاً بالواقع اللبناني وبعلاقته مع محيطه.

اقرأ أيضاً: عين الحلوة واستنساخ التجربة اللبنانية

هل يعتقد أحد من الأصدقاء أن الطبقة السياسية الحاكمة التي تضم زعماء الطوائف السياسيين والذين يمارسون سياسة المحاصصة والغنائمية قادرة على بناء دولة ديموقراطية يحظى مواطنيها بالمساواة والعدل؟
هل يستطيع أحد أن يقول أن الفساد المستشري لم يعد جزءاً من النظام الطائفي وأن لا إمكانية لمكافحته في ظل السياسات المتبعة من قبل أقطاب السلطة؟
هل يمكن استعادة المؤسسات العامة الرسمية لدورها في المجالات كافة في ظل سياسة التسلط التي تتبعها الترويكا والمرشحة للتحول إلى مجلس إدارة يضم ممثلين عن الطوائف الأساسية؟
هل يصدق أحد أن لدينا وزيراً لمكافحة الفساد يجلس في مجلس وزراء يضم ممثلين عن جميع من يشتبه بتغطيتهم للفساد ولنهب المال العام؟


هل يعتقد أحد أن السلطة في وارد وضع سياسات تنموية فعلية متوازنة وتسلك طريق الشفافية والمحاسبة؟ هل للسلطة خطة لوقف نزيف الهجرة للشباب إلى بلدان أخرى طلباً لفرص العمل؟
هذا على الصعيد العام، أما على الصعيد الخاص، أنا بحاجة إلى عملية جراحية لكني لست مضموناً ولا أملك علاقة مع طرف سياسي يستطيع أن يؤمن علاجي على حساب وزارة الصحة.
وأعمل في عمل غير ثابت ولا أحظى بأي ضمانات اجتماعية أو اقتصادية؟

اقرأ أيضاً: الخطر الداهم في سورية وليس جنوب لبنان

ابني استقر وعائلته في أحد بلدان الخليج العربي، يزور الوطن في المناسبات. ابنتي وعائلتها في كندا ولن تعود في المستقبل المنظور. وابني الصغير مصرّ على البقاء في الوطن يبحث عن عمل يؤمن له العيش بكرامة. وزوجتي في كندا وتفكر في البقاء هناك. وأنا أصرّ على البقاء في الوطن وأحكم على نفسي بأمل لا شفاء منه بأن التغيير آت لا محالة وأن دولة المواطنة الديموقراطية ستقوم ولو بعد حين، لست من أتباع المدينة الفاضلة، ولا من أتباع الحتمية التاريخية، لكني مقتنع أننا نستطيع أن نبني بلداً ونصحو على وطن لكن وصف الواقع مخيف ويدفع البعض إلى التشاؤم لكني متفائل وباقٍ في لبنان.

السابق
هل فرّ جاد خليفه الى سوريا ومن ساعده؟
التالي
جنبلاط سيعلن زعامة تيمور في مهرجان حاشد في المختارة