وراثة الزعامة الجنبلاطية لتيمور في حياة والده الوليد…

تشكل ظاهرة التوريث السياسي في لبنان ركنا أساسيا من النظام السياسي، فإبن  الزعيم هو حتما زعيم، وفي "المختارة" حيث الزعامة الجنبلاطية، يجرى تدريب تيمور وليد جنبلاط لممارسة الشأن العام السياسي عبر تسلمه مقعد والده في المجلس النيابي.

للمرة الأولى يقوم زعيمٌ لبناني بالتوريث السياسي على حياة عينه، اذ يبدو أن الوقت أزفّ لتسلّم نجل زعيم المختارة تيمور جنبلاط مقعد والده النيابي عن جبل لبنان في الدورة الانتخابية المرتقبة.  وقد صرّح تيمور جنبلاط نجل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لإحدى الوسائل الإعلامية أنه سيترشح للانتخابات النيابية مترئسا اللائحة بالمشاركة مع رفاق والده المخضرمين وكذلك مع وجوه شبابية. وقد رفع تيمور الصوت بوجه مهاجمي والده قائلا أن الحزب “باق ولا يمكن لأي شخص أن يلغيه وفق أي قانون.

عملية التوريث هذه التي كانت تطبخ على نار هادئة على الرغم أن رائحتها فاحت في الفترة الأخيرة، وقد تبين في أكثر من مناسبة وبإعتراف “البيك”، تدريب الإبن على ممارسة الشأن العام والاندراج بالعمل السياسي رويدا رويدا إلى جوار والده الذي أعلن عن نيته بالإستقالة من المجلس النيابي على الهواء مباشرة  إلا أنه تراجع حينها.

فقد جاء تصريح جنبلاط  في شهر نيسان الفائت خلال برنامج كلام الناس مع الإعلامي مارسيل غانم حيث أعلن أنه ينتظر أول الجلسة التشريعية ليقدّم استقالته من مجلس النواب. إلا أنه طوى موضوع استقالته بناءً على اقتراح من برّي “الذي عارض انكفاءه في هذه المرحلة.

إقرأ ايضًا: تيمور جنبلاط: سأترشح للانتخابات.. وجنبلاط نحو الإستقالة!

لكن يبدو أن زعيم المختارة  اتخذ قراره واتجه لمنح تيمور موقعاً ودوراً في الحياة السياسية ليمنحه مزيداً من الخبرة السياسية ستؤهله للمرحلة المقبلة، متحفظا بذلك عن رئاسة الحزب التقدمي حيث فاز جنبلاط بالتزكية في شباط الفائت بموقع قيادة الحزب التقدمي، عكس كل التوقعات التي رجحت أن يستقيل من رئاسته، ويتيح لنجله تيمور مقعداً في مجلس القيادة، كمرحلة انتقالية.

ولكن ماذا يعني تنازل وليد جنبلاط لنجله تيمور عن مقعده النيابي؟ وهل إقتربت لحظة التوريث السياسي بشكل كامل؟

في سياق متصل،كشفت  مصادر مقربة من المختارة لـ “جنوبية” أن “إستقالة جنبلاط الأب ستكون من العمل النيابي حصرا، لكنه سيتابع عمله السياسي بشكل طبيعي”. وأشارت المصادر أن “هذه الخطوة هي في الواقع تمهيدا لتدريج تيمور في العمل السياسي”.

وعن إستقالة وليد جنبلاط الكلية قالت المصادر أن “هذه اللحظة تكون في حال لم يعد جنبلاط قادرا على متابعة العمل السياسي، أو عندما يأخذ الله أمانته”.

وفي سؤالنا  عن مستقبل رئاسة حزب التقدمي الاشتراكي أجابت المصادر أنه “في الوقت الحالي سيستمر جنبلاط  الأب في منصبه سيما أنه من وقت قريب جرت انتخابات الحزب ونجح جنبلاط بالتزكية”.

وفيما يتعلّق بالقانون الانتخابي العتيد وموقف جنبلاط قالت المصادر نفسها أن “المختارة أبدت انفتاحها على كل الصيغ الانتخابية على أساس صحّة التمثيل، شرط دمج محافظة الشوف وعاليه ضمن دائرة واحدة”.  

ولفتت المصادر أن “الكرة الآن في مرمى الطرف الآخر”. وأضافت “من ينفتح على المختلط يعني انفتاحه ايضًا على النسبية”. 

السابق
عن سرّ التضامن اللبناني المفقود في القضايا الانسانية
التالي
خرق بحري إسرائيلي وإنزال غطاسين قبالة الناقورة