الوزير فنيش لـ«جنوبية»: حزب الله مع النسبية لأنه الأكثر تمثيلا

قانون الانتخاب النسبي طرح يناسب جميع الفئات السياسية في لبنان على حدّ قول حزب الله، فهل سيبقى الحزب مصرا عليه رغم اعتراض بعض الفئات التي تدعي ان النسبية تغبنها؟ وهل سنرى عدالة التمثيل في مجلس العام 2017؟ وبماذا أجاب الوزير محمد فنيش "جنوبية" عند سؤاله عن سبب اصرار الحزب على النسبية رغم الاعتراضات؟

مع اصرار أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله على اعتماد النسبيّة الكاملة في القانون الانتخابي القادم، يقع عدد من الافرقاء السياسيين بأزمة تحديد مواقعهم واحجامهم. فلا نعود نسمع عن زعماء محليين لهم حيثية مناطقية، والى ما هنالك من معزوفات طابعها شخصي، لا علاقة له بحقوق الناخبين وحرية اختيارهم. إذ دوما كان اللبناني ينتخب مجلسا معلبّا مسبقا ومعروف النتائج، إلا من بعض الخروقات النادرة.

فالقانون الانتخابي المعتمد منذ العام 2009 هو المعروف بقانون 1960 الذي رُسم على قياس الزعماء حينها. ورغم كثافة الدعوات من الجمعيات المدنية والحقوقية لتغيير هذا القانون “الاكثري” المعتمد في دوائر صغيرة ومتوسطة، فكرس بذلك ما يعرف بالمحادل، الا انه كانت لتبريرات السياسيين دوما أعذارا أمنيّة او تقنيّة او زمنيّة.

وفي هذا الاطار، لازال حزب الله، الحزب الأبرز نيابيا الذي يُطالب بقانون النسبيّة الكاملة رغم احتمال خسارته، جراء اقرار هذا القانون، لعدد من المقاعد في بعض المناطق التي له فيها مناصرين، الا انه مصر على ان يتمثّل بوجوه متنوعة من خارج الطائفة.

اقرأ أيضا:عن خطاب السيد حسن نصرالله الهادىء بعد «انتصار حلب»!

وقد اكدت مصادر إعلامية أن السيد حسن نصرالله ليس بوارد التراجع عن قراره، ولو أدى ذلك إلى تعطيل الاستحقاق الانتخابي. رغم حرص حزب الله على تمثيل الأقليات- وعلى رأسهم الدروز ومنهم الوزير وليد جنبلاط الذي اعلن تأييده للقانون المختلط، بعد يأسه من إقرار قانون الستين، ولو معدّلا- وتجنّب السيد إحراجه والتضييق عليه في مناطقه وبين جماعته-، وبالتالي الحفاظ على مكانة جنبلاط السياسية والتمثيلية، اضافة الى اعتراض أكبر كتلة سنيّة في مجلس النواب وهي كتلة تيار المستقبل على النسبية الكاملة أيضا.

وفي اتصال مع “جنوبية” لتعليل اصرار حزب الله على قانون النسبية في الانتخابات القادمة، تحدث الينا وزير الشباب والرياضة والنائب في كتلة الوفاء للمقاومة عن حزب الله الحاج محمد فنيش بالقول: “اننا مع النسبية لانه ليس من قانون تمثيلي يحقق عدالة التمثيل، ويتلافى سلبيات القوانين السابقة، ويخلصنا من القوانين السابقة، سوى النسبية الكاملة، على صعيد لبنان، ولأن هذا المبدأ يتلاءم مع الواقع اللبناني، ولحرصنا على تأمين القانون الصحيح، نحن مستمرون بالمطالبة به”.

وتساءل الوزير فنيش: “اذا رغبنا بقانون نحقق من جرائه العدالة يكون الامر محلّ سؤال؟ نحن نراعي الهواجس وطبيعة الدوائر”.

وبالنسبة للوقت الذي يمرّ دون اقرار القانون الانتخابي في مجلس النواب يؤكد فنيش ” نعم أخذنا وقتا، ونحن قلنا من لديه قانون مناسب فليقدّمه”. لأنه “لا عدالة في أيّ قانون انتخابي متوفر، وموقفنا هو بسبب غياب الطرح التمثيلي والعدالة”. واختيارنا النسبيّة هو “لأنه الأكثر تمثيلا لجميع الفئات”.

واما بالنسبة لاستنفاذ الوقت الذي يتيح الدعوة الى الانتخابات، يقول الوزير فنيش “أكيد الوقت يضيع، والاستحقاق يقترب، وقانون الستين انتهى أمره، واذا مشينا بقانون آخر غير النسبية نكون قد وُفقنا”. وهل سنحظى بانتخابات في الوقت المناسب؟ قال فنيش “نأمل أن يتم ذلك”.

وحول ما تعتبره بعض الفئات بانها تتعرض للتهميش بفعل النسبيّة المطروحة مما يؤثر على التوافق المعمول به في لبنان في كافة المناصب؟ أجاب الوزير فنيش  “نحن بذلك نبرر كل ما كان يحصل سابقا، والذي كان محل سخط الجميع واعتراض من الغالبية الساحقة من اللبنانيين”. وختم  الوزير فنيش بالقول “نحن مع عدالة التمثيل”.    

السابق
لهذا يتمكن داعش من جذب جامعيين وفنانين الى صفوفه
التالي
أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الجمعة 3 آذار 2017