لهذا يتمكن داعش من جذب جامعيين وفنانين الى صفوفه

منذ تاريخ نشوء تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" والكثير من علامات التعجب تثار حول قدرته على جذب هذا العدد الهائل من الشباب للقتال في صفوفه وتنفيذ العمليات الانتحارية لصالحه.

لكن ما يستحق الوقوف عنده هي ظاهرة إستقطاب “داعش” للفئة المتعلمة من الجامعيين وأصحاب الاختصاص كالأطباء والمهندسين، إضافة إلى الفنانين سواء كانوا عربا أو أجانب.

ففي وقت ليس ببعيد استطاع التنظيم ضم ما يقارب 18 طبيبا من أصول سودانية برفقتهم ابنة المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السودانية إلى صفوفه.

هذا عدا عن الطبيب السعودي فيصل شامان العنزي، الذي ظهر في إحدى الصور التي ينشرها التنظيم ملوحا بسكين “داعش”، في إشارة لتأييده لسلسلة عمليات ذبح من يصفهم التنظيم بـ”المرتدين”، وذلك قبل أن يفجر نفسه في 11 تموز 2014 في عملية انتحارية في العراق، أسفرت عن مقتل أكثر من 30 شخصا.

إضافة الى طبيبين سودانيين قتلا في العراق، كانا قد تركا دراستهما في بلادهما للانضمام لصفوف داعش، هما أحمد سامي خضير وهشام فضل الله ويحملان الجنسية البريطانية، بحسب صحيفة “ذا تايمز” البريطانية.

اقرأ أيضا:صيد ثمين للجيش.. من هو أحمد أمون أمير «داعش»؟

واللافت، أن هؤلاء يشجعون غيرهم على سلك هذا الطريق المتطرف إذ ظهر أحمد سامي خضير في فيديو ترويجي ل”داعش”، يحث فيه أطباء آخرون على السفر إلى الموصل أثناء المواجهات مع القوات العراقية.

من جهة أخرى، إستطاع التنظيم بحسب تقرير جديد صادر عن (المركز الدولي لمحاربة الإرهاب) في لاهاي، جذب حوالي 20% من  المقاتلين الأجانب لتنفيذ عمليات انتحارية، بينما بلغت نسبة من يُعتقد أنهم عراقيون أو سوريون 74 في المئة بحسب المركز. ومن بين الجنسيات الأجنبية الروس والصينين والبريطانيين.  إذ عرف أن 850 شخصا من حاملي الجوازات البريطانية، ذهبوا لسوريا والعراق للانضمام الى “داعش”.

وإلى جانب حملة الشهادات الطبية، استقطب “داعش” الفنانين والمغنيين كمغنّي”الراب” التونسي مروان الدوري المعروف باسم “امينو” (25 عاما)، مع التحدث عن نسبة كبيرة من الشباب التونسي (يقال أنهم بلغوا 3 آلاف شاب)، اضافة الى الفتيات اللواتي انضممن إلى هذا التنظيم الارهابي .

كما وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنها أدرجت على لائحتها السوداء للمنظمات الإرهابية مغني الراب الألماني السابق دنيس كوسبرت، الذي يعتبر مقاتلا في صفوف “داعش”. وذكرت الخارجية الاميركية ان كوسبرت، الذي بات يدعى أبو طلحة الألماني، انضم إلى “داعش” عام 2012، وظهر منذ ذلك الحين في العديد من أشرطة الفيديو التي بثها التنظيم، وآخرها في تشرين الثاني 2016 حين ظهر حاملا رأسا مقطوعا، مؤكدا أنه يعود إلى رجل تم إعدامه لمناهضته الدولة الإسلامية.

وفي هذا السياق، تحدث الخبير في الحركات الاسلامية الأمين العام للتحالف المدني الإسلامي في لبنان الأستاذ أحمد أيوبي عن “”ميزة” تنظيم “داعش” بدرس الحالات التي يستهدفها بدقة، إذ يخصص شبكات على مواقع التواصل الاجتماعي تعمل بمثابة الدعم الخلفي غير المنظور تجاه “داعش”، وتعمل هذه الشبكات على دراسة الأوضاع النفسية والاجتماعية للحالات التي يتم رصدها على هذه المواقع كتعرض لحادث معين أو حالة وفاة أحد المقربين منه فيستغلون نقاط الضعف هذه، ليدخلوا عليه من باب التواصل والدردشة عبر وسيلة التواصل دون الإشارة إلى التنظيم”.

إلى ذلك، أشار الأيوبي إلى “مراقبة شبكات “داعش” الالكترونية الألعاب القتالية من حيث رصد الماهرين في هذه الالعاب، ويتم التواصل معهم بغية استقطابهم”. وتابع “يقوم هؤلاء بإستغلال نقاط ضعف معينة، وتتكون الشبكة من مجموعة من المتخصصين والمحترفين بالاستقطاب ليتمكنوا من تسجيل خروقات في هذا المجال”.

ورأى الأيوبي أن “التطورات الميدانية في سوريا والعراق تدفع المنجذبون لهذا التنظيم التفكير مرات عديدة قبل الانضمام إلى صفوفه، خصوصا أن الصورة الأسطورية ل”داعش” بأنه الجيش الذي لا يقهر بدأت تنهار، وسيتعرض هؤلاء للصدمة والتراجع، لاسيما أن جزءا من الماكينة الاعلامية ل”داعش” ستنهار حتى، ولو استغرق هذا الأمر وقتا طويلا بفعل الإحتقان المذهبي الحاصل في المنطقة”.

السابق
هل يصحو الأمير النائم من غيبوبة الـ11 عاماً؟
التالي
الوزير فنيش لـ«جنوبية»: حزب الله مع النسبية لأنه الأكثر تمثيلا