الخامنئي يناقض دعوته الى الوحدة الاسلامية في احياء عزاء الزهراء

النبي محمد الشخصيّة الاساسية التي من المفترض ان تعمل عل توحيد المسلمين، كما ابنته السيدة فاطمة الزهراء التي دخلت حديثا في المراسم العاشورائية لتتحوّل ضحية الخليفة الثاني عمر بن الخطاب. فماذا بقي من المشتركات بين المذهبين؟

تداولت مواقع إلكترونية إيرانية أخبار مشاركة الولي الفقيه في مجالس العزاء التي تُقام بمناسبة ذكرى “استشهاد” السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله، وهي التي توفيت عن عمر 32 عاما كما تقول الروايات في القرن السابع الميلادي، في عز شبابها، ولم تقتل كي تسمى شهيدة، الا اذا كان المحتفِل يتبنى ما يراه متطرفو الشيعة من مسؤولية تقع على الصحابي الخليفة الثاني عمر بن الخطاب وذلك بعد مرور أكثر من 14 قرن أو 1400 سنة على وفاتها.

اقرأ أيضاً: خفايا حياة خامنئي (1): الوجه الآخر للزعيم الزاهد

وقد ورد الخبر على الشكل التالي “برعاية وحضور قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي. اقيمت مراسم العزاء في حسينية الامام الخميني، بعد اقامة صلاتي المغرب والعشاء بحضور عدد من المسؤولين. وتحدث احد الخطباء عن مناقب وفضائل الصديقة فاطمة الزهراء، كما القيت في المراسم اشعار المراثي على مصائب أم الأئمة وأهل البيت الطاهرين عليهم السلام”.

هذا الخبرالمتداول، يعكس الاهتمام الرسميّ الديني الشيعيّ من أعلى سلطة شيعية في العالم الإسلامي، مما يتناقض تماما مع الدعوات التي ترفض إثارة الطائفية والمذهبية والتي تطلق دوما من قبل ولي الفقيه علي الخامنئي والسيد علي السيستاني، حيث ان المتهم بالقتل هو عمر بن الخطاب الخليفة الثاني للمسلمين، والذي هو بنظر اتباع المذهب السنّي في العالم أجمع خليفة الرسول، مما يُثير النعرات المذهبيّة التي أوصلت المجتمع المسلم العربي وغير العربي الى مزيد من التفرقة والشقاق والخلاف.

علما ان عددا من العلماء الشيعة- لا يزال رقما متواضعا – يرفضون إحياء هذا الذكرى بالطريقة التي تتم فيها، نظرا لأن الشيعة يبالغون في إحيائها من خلال قراءة دعاء يتلُون فيه اللعنات التي لا تجوز على المسلم أصلا.
وعادت عمليات الإحياء للمناسبات الدينية الشيعية الى أوجها بُعيد احتلال العراق عام 2003، حيث فتح غياب صدام حسين، الذي قمع الشيعة طويلا الباب امام المؤسسة الدينية لنبش التراث الديني، كما يفعل من يفتش عن إبرة في كومة قش.

فاطمة الزهراء

ويعتبر الشيخ عباس دهيني من خلال دراساته التي ينشرها على موقعه الالكتروني ان مسألة احياء مقتل الزهراء غير مجد، مفنّدا الأحداث التاريخية التي تؤكد عدم صحة الحادثة التي يتداولها الشيعة كثيرا والتي تتلخص بان الخليفة عمر حشر السيدة الزهراء خلف باب منزلها عندما منعته من دخول المنزل بحثا عن الامام علي ليفرض عليه المبايعة، علما ان الامام علي كان يؤكد ان حفظ الاسلام أهم من أي رأي شرعي يتعلق بأحقيته بالخلافة.

الا انه يحفظ للسلطات الإيرانية الدينية منع الاحتفالات بـ”مقتل عمر” الذي يحتفل به المتطرفون الشيعة في التاسع من ربيع الأول من كل عام، ابتهاجاً بذكرى مقتل خليفة المسلمين الثاني عمر بن الخطاب المُتهم بقتل الزهراء.
والسؤال الذي يطرح نفسه، هل ان اثارة هذه المناسبات، المستندة الى روايات غيرمؤكدة، وتثير نعرات نحن بغنى عنها، تعد ضرورية؟

ومن اللافت التناقض الايراني بخصوص منع الاحتفال بموت الخليفة عمر في ظل الاستمرار بالاحتفال بذكرى استشهاد السيدة الزهراء الذي يُتهم بقتلها الخليفة عمر!

هذه المعادلة الصعبة جدا توّلد حساسية متقابلة. الأولى من جهة الشيعة ضد السنة، والثانية من السنّة تجاه الشيعة. خاصة ان زيارة عاشوراء يرد فيها ما يلي: (ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺧﺺّ ﺃﻧﺖ ﺃﻭﻝ ﻇﺎﻟﻢ ﺑﺎﻟﻠﻌﻦ ﻣﻨﻲ، ﻭﺃﺑﺪﺃ ﺑِﻪِ ﺃﻭﻻ، ﺛﻢ ﺍﻟﻌﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭﺍﻟﺮﺍﺑﻊ. ﺍﻟﻠﻬﻢ إﻟﻌﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﺧﺎﻣﺴﺎ).

اقرأ أيضاً: خفايا حياة خامنئي (2): فريق حمايته وأسفاره وتجاراته

ففي الأوساط الشعبية الشيعية تتكرس وبشكل كبير افكار مفرطة في مذهبيتها، كما يلاحظ ان الاوساط السنيّة تتكرس فيها الأفكار نفسها انما بالعكس، ويلاحظ ان “الفيديوهات” المتناقلة عبر وسائل التواصل الإجتماعي لدى الطرفين ترفع من حدة المذهبيّة التي تغذّيها السياسة، والخلاف السعودي الإيراني.

فسقى الله أيام القومية العربية واليسار، حيث غابت الخلافات المذهبية، وخرجت الى السطح القضية القومية الكبرى سواء خلال فترة الانتداب او خلال فترة الاحتلال الاسرائيلي.

السابق
مدارس محيط عين الحلوة : غداً الخميس يوم تدريس عادي
التالي
عين الحلوة واستنساخ التجربة اللبنانية