الاعتدال زينة الأمم

الاعتدال هو التزام المنهج العدل الأقوم، والحق الذي هو وسط بين الغلو والتنطع، وبين التفريط والتقصير، فالاعتدال والاستقامة وسط بين طرفين هما: الإفراط والتفريط، كما هو التوسط والخيرية.

فالاعتدال يرادف الوسطية التي ميز الله بها هذه الأمة، قال تعالى: (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلاَّ لنعلم من يتبع الرسول الأكرم ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم).

اقرأ أيضاً: إصلاحا للخلل القانوني(14): نحو إدارة سليمة لأوقاف الطائفة الشيعية في لبنان

وذلك بالنهي عن التطرف في الدين وحرمة الابتداع فيه زيادة ونقصانا، ونحن حينما ندعو الى الوسطية الاسلامية انما نقصد عدم التطرف في فهم النص الديني والالتزام به كما ورد دون زيادة أو نقصان، كما تستعمل الوسطية في المعاني الاخلاقية وعدم التطرف فيها افراطا أو تفريطا كوسطية الاقدام على نصرة الحق، والتي تسمى بالشجاعة دون تهور ولا جبن.
وقد فسر الرسول الأكرم هذا بقوله: (والوسط: العدل).


وتعني الوسطية عدم التطرف في فهم معاني الحق والعدل والخير، والتطرف يكون اما بالزيادة فيها والذي يطلق عليها الغلو واما بالنقصان فيها والذي يطلق عليه التقصير.
واستغلال البعض للوسطية لا ينتقص من أهمية معناها، ولا يقلل من أهمية شأنها، وعليه فالوسطية ليس لها الا معنى واحد، وهو الحق دون غلو ولا تقصير، وهذا ما ندعو اليه. ولا يخفى انه من أهم معاني الوسطية عدم الغلو في الدين او التقصير فيه .
من هنا نجد أن الوسطية لا تعرف أبداً معنى التفريط في شيء من القيم والثوابت، وأصول التشريع، وأسس العبادات، كما لا تعرف التنطع والمغالاة المرفوضة الخارجة عما أمر الله سبحانه وتعالى به.

اقرأ أيضاً: الاعتدال بين الطمأنينة والقلق

وعليه.. فالوسطية، والاعتدال معنيان مترادفان في المفهوم اللغوي، والشرعي والاصطلاحي، فهما: العدل، والاستقامة والخيرية، والاعتدال، والقصد، والفضل والجودة.
فالاعتدال والوسطية منهج الحق ومنهج الأنبياء والمرسلين وأتباعهم، ويتمثل ذلك بالإسلام الذي أتم الله به الأديان وأكملها، بما حمله رسول الهدى محمد (ص) للبشرية جمعاء.

 

السابق
من هو «المعلّم» الذي يُخرِّب عين الحلوة؟
التالي
مكسيم خليل: من يقتل مئات الألوف لن يحرك ضميره الأوسكار