عباس دعا لسحب السلاح الفلسطيني…فاشتعل «عين الحلوة»!

عين الحلوة
لا يبدو أن الأمور ذاهبة في مخيم عين الحلوة نحو التهدئة، حيث لم تنجح مساعي القوى والفصائل الفلسطينية في تثبيت قرار وقف اطلاق النار وسحب المسلحين من الشوارع والازقة واسطح البيوت والمنازل.

لا تزال شرارة زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى لبنان وتصريحاته وما نتج عنها من ردود فعل معارضة متقدة في المخيم. فلا يبدو أن الفصائل الفلسطنية المتطرفة إستلطفت تصريح عباس الداعي لسحب السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وداخلها، وكان ردّ الناطق باسم “عصبة الأنصار” أبو الشريف عقل لافتا إذ علق قائلا “إذا سُحب السلاح الفلسطيني فإن الأصوات ستعلو للمطالبة بسحب سلاح “حزب الله”.

اقرأ أيضاً: علي بركة لـ«جنوبية»: لا علاقة لحماس باشتباكات عين الحلوة

وتستمر الاشتباكات المتقطعة في مخيم عين الحلوة حتى الساعة حيث توفي طفل فلسطيني – سوري يدعى عرفات مصطفى وهو ابن عنصر في حركة فتح متأثراً بجروح اصيب بها جراء رصاص القنص الذي وقع صباحا على الشارع الفوقاني في مخيم عين الحلوة. هذا وسقط عدد من الجرحى بينهم موظف في الاونروا يدعى زياد العلي. وتستعمل في الاشتباكات الاسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية. وطاول الرصاص مناطق خارج المخيم لاسيما منطقة سينيق مسجلا إصابات، كما تسببت الاشتباكات باندلاع حريق بالقرب من مسجدالفاروق.

وقد شهد المخيم مساءا خروقات أمنية طوال الليل، حيث سجل إلقاء نحو سبع قنابل يدوية و”انيرغا” على الشارع الفوقاني وهو يعد من اكبر الشوارع في المخيم في أوقات متفاوتة من الليل، توزعت عند مفرق سوق الخضار ومفرق بستان القدس مقابل سنترال البراق..

ويشهد المخيم الآن حركة نزوح، بسبب عنف الاشتباكات التي تدورعلى طول الشارع الفوقاني. كما جرى اطلاق قذائف “ب 7″ في اتجاه مفرق سوق الخضر، ترافقت مع رشقات نارية، علماً أنّ الشارع الفوقاني وسوق الخضر لا يزالان شبه مقفلين، وحركة المارة تكاد تكون شبه معدومة فيهما.

ولا تزال كل المراكز التربوية والصحية التابعة للانروا في المخيم مقفلة لليوم الثالث على التوالي، وقد أقفلت جامعة ” LIU” و”اللبنانية” والمدارس في صيدا القريبة من المخيم الى ارسال تلامذتها الى بيوتهم تحسباً للاوضاع، خصوصا بعدما طال رصاص القنص الطائش محلة الحسبة وجسر سينيق في صيدا.

وعلم موقع “جنوبية” أن “القذائف التي تطلق على صيدا والتي طالت مطعم “الماكدونالز” مصدرها حي الطيري الذي يسيطر عليه جماعة بلال بدر”.

وبحسب مصدر متابع لاوضاع المخيم فإن “الاشتباكات تدور بين قوات بلال بدر من جهة ضد حركة فتح ولا علاقة لفتح الاسلام وجند الشام. أما حماس فهي في حالة استنفار دون قتال”.

كما وتشهد المناطق التي تسيطر عليها منظمة التحرير استنفارا دون اشتباكات.
وبحسب المصدر “تجري مباحثات بين الفصائل الفلسطينية الرسمية والجيش اللبناني لاتخاذ خطوات لتجنيب المخيم المخاطر، ولم تقدم منظمة التحرير على أي خطوة داخل المخيم بالتنسيق أو حتى التشاور مع السلطة اللبنانية”.

ووجهت عبر مكبرات الصوت نداءات لأبناء المخيم للتجمع في الشارع التحتاني والانطلاق بتظاهرة غضب واحتجاج في اتجاه الأحياء التي يوجد فيها المسلحون لإجبارهم على وقف إطلاق النار.

من جهته، وجّه رئيس بلدية صيدا محمد السعودي نداء عاجلا إلى القيادات الفلسطينية في عين الحلوة، للجم التدهور الامني في المخيم، ووقف الاشتباكات فوراً.

وفي حديث لـ “جنوبية” مع عضو المجلس الثوريّ لحركة فتح جمال أشمر أكّد أنه “ليست المرة الأولى تحصل فيها اشتباكات داخل المخيم ولن تكون الأخيرة”. لافتا إلى أن “هناك مشروعا لهذه المجموعات التكفيرية وهو خطف المخيم واستخدامه في المواجهة مع جواره كما استخدامه في إطار الصراع الدائر في المنطقة”. مضيفا “قد يكون لهذه المجموعات أهداف بتوقيت الاشتباك مع زيارة للرئيس الفلسطيني إلى لبنان في الظاهر، إنما الهدف منها في العمق استهداف المخيم وجرّه نحو الصراعات الدائرة في المنطقة”.

جمال أشمر

وأضاف أشمر أن “منظمة التحرير لطالما نأت بنفسها عن آتون الصراعات وأصرت على أن لا يكون المخيم ممرا أو مقرا في هذه الصراعات، وبالتالي عدم السماح بإستهداف الأمن والاستقرار في لبنان”.

وفي سؤالنا حول الخشية من امتداد الاشتباكات بين الجيش والفصائل الفلسطينية، رأى أنه “من الطبيعي أن يعزّز الجيش اللبناني من وجوده في المنطقة”. لافتا أنه “لطالما كانت تعمد المجموعات التكفيرية إلى إستهداف الجيش لكن دائما كانت فتح في المرصاد”.

اقرأ أيضاً: جمال أشمر لجنوبية: هدف الاشتباكات هو خطف المخيّم وجره نحو الصراعات

وتساءل أشمر “هل هذه المرّة الأولى التي تندلع فيها الاشتباكات في المخيم؟” مشيرا إلى ان “الفصائل التكفيرية تعمل في كل مرحلة إلى جس النبض لمعرفة امكانيتهم في السيطرة والتوسع داخل المخيم عبر افتعال اشتباكات”.
كما شدد أشمر أننا ” لا نريد أن يكون مخيم عين الحلوة مخيم نهر بارد جديد”.

السابق
من وراء تفجير «عين الحلوة» ولماذا حركة فتح؟
التالي
إصابة رامي العبد من سرايا المقاومة