امتعاض الحريري والخشية من عودة الاصطفافات تعكر صفو الحكومة

سجّلت مصادر سياسية ظهورَ ثلاث مؤشّرات سلبية أمس، "المؤشّر الأول: تعثّر التوصّل إلى صيغة قانون انتخاب جديد، ورجحان تأجيل الانتخابات النيابية لأشهر عدة، مع إمكانية أخرى هي عدم التوصّل مطلقاً إلى قانون جديد قبل شهر نيسان، ممّا يُحتّم إجراء الانتخابات على القانون الساري المفعول، أي قانون الستّين إنفاذاً لمواد الدستور".

ولفتت مصادر الجمهورية الى ان “المؤشّر الثاني يتمثل ببروز عقَد مهمّة تعيق إقرارَ الموازنة، على الأقلّ بالسرعة التي كانت تتوقّعها الحكومة. فبعد إيجاد صيغة توفيقية للعقدة الأساسية وهي مصير سلسلة الرتب والرواتب، من خلال إقرار مبدئها وإحالة تفاصيلها إلى مجلس النواب، برزت عقدة الخَصخصة التي أثارتها “القوات اللبنانية” بشخص رئيسها سمير جعجع”.

اقرأ أيضاً: برّي يذكر بمرجعية المجلس النيابي وباسيل يلوّح بالأرثوذكسي

وأوضحت أن “المؤشر الثالث والذي لا يقلّ برمزيته عن المؤشّرين الأوّلين هو عدم اكتمال نصاب جلسةمجلس الوزراءأمس، المخصّصة للموازنة، ما استدعى رفعَها وإرجاءَها، وهو أمرٌ لافت، إذ ليس من المألوف في بداية عهد رئاسي جديد وولاية حكومية جديدة أن يُفقد النصاب لأسباب سياسية، في حين أنّ الحكومة هي حكومة وحدة وطنية، مع ملاحظة، أنّ حكومة رئيس الحكومة السابق تمام سلام التي دامت نحو ثلاث سنوات لم تعقد أيّ جلسة فقِد نصابها طوال مدة عملها على رغم كلّ الصعوبات التي عايشَتها”.

وأشارت المصادر الى أن “هذه المؤشرات السلبية الثلاثة تترافق مع انزعاج خليجي ودولي من المنحى الذي تتّخذه السياسةاللبنانية إنْ حيال موضوع “حزب الله” أو القرارات الدولية والنظام السوري”.

واكدت معلومات “الجمهورية” إنّ “الانزعاج الخليجي والدولي سيتبلوَر في الايام القليلة المقبلة عبر تحرّكٍ دبلوماسي تجاه المسؤولين اللبنانيين وفي البيان نصف السنوي الذي سيصدر عن مجلس الأمن بخصوص لبنان ومدى احترامه للقرارات الدولية وخصوصاً القرار 1701”.

بالمقابل أعربت أوساط سياسية عبر صحيفة “الراي” الكويتية عن تخوّفها من عودة “المتاريس” على جبهة قانون الانتخاب الى أعلى مستوياتها، ما يؤشر الى ان حال “التخندق” تتجه الى مرحلة أشدّ قسوة خلف الخطوط الحمر المستعادة حول تواريخ جديدة وطروحات قديمة.

وأشارت الى ان العامل الفعلي والمقرِّر في مسار قانون الانتخاب يبقى “حزب الله” الذي ما زال على موقفه المتمسّك بالنسبية الكاملة والانفتاح على صيغ أخرى تلقى التوافق ضمن معاييره وسلّة أهدافه التي يصعب ان تلتقي مع خصومه، سيما “تيار المستقبل” الذي يقوده رئيس الحكومة سعد الحريري والذي لن يسمح بطبيعة الحال بأيّ تقسيماتٍ أو نظام اقتراعٍ يحوّل المخاطرة الكبرى التي قام بها بايصال مرشّح الحزب الرئاسي الى قصر بعبدا الى خسارة كبرى.

اقرأ أيضاً: أمل وحزب الله…وقانون المساواة في نهب مشاعات الجنوب!

واعتبرت هذه الأوساط ان ما ستحمله الأسابيع القليلة المقبلة على صعيد الملفات الساخنة في المنطقة وتبلور حقيقة ما يخطط له الرئيس الاميركي دونالد ترامب على صعيد التعاطي مع إيران وأذرعها، سيحدد إذا كان “حزب الله”، الذي يضع عيْنه بعناية على اسرائيل، سيعتمد سياسة الاحتواء في لبنان او الاندفاع الى الهجوم .

السابق
روسيا: العلاقات مع أميركا في أخطر مستوياتها
التالي
«عصبة الأنصار»: سحب السلاح الفلسطيني.. فسلاح «حزب الله»!