توطين الفلسطينيين في سيناء مشروع سوريالي أم واقعي؟

ما هو المشروع الذي تظهر بوادره بعد تسلم الرئيس الاميركي الجديد فيما يخص الفلسطينيين؟

رغم نفيّ إسرائيل ومصر رسميّا، لما زعمه أحد وزراء الكيان الغاصب، إلا أن الفكرة، أثارت مخاوف فلسطينية، في ظل كلام قديم عن مخطط لتوطين الفلسطينيين في محافظة سيناء المصرية، المحاذية للحدود الفلسطينية.

وكان، الوزير أيوب قرا، الوزير الصهيوني، قد نقل عن أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تحدث عن وجود طرح يتعلق بتوطين الفلسطينيين في سيناء المصرية، كبديل لـ”حل الدولتين”، مما أثار مخاوف الفلسطينيين وجدلا واسعا في اوساطهم.

إقرأ ايضا: اختراعات ابتكرها سكان غزّة من اللاشيء

وكان الوزير أيوب قرّا، وهو إسرائيلي درزي، قد عبّر في تغريدة له عبر حسابه على موقع “تويتر” أن الرئيس الاميركي دونالد ترامب، والرئيس الصهيوني بنيامين نتنياهو سيُعدان لخطة تسمح باقامة دولة فلسطينية تمتد من غزة الى صحراء سيناء، مدعيّا ان ذلك بعلم وموافقة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

محصول الزراعي غزة

وقد نفت وزارة الخارجية المصرية هذا الحديث، معتبرة ان ذلك (عارٍ من الصحة تماما).

وكانت صرحت شخصيات فلسطينية أن مجرد التفكير بصحراء سيناء كبديل عن الأراضي الفلسطينية يُعد تفكيرا سخيفا، لان جزيرة سيناء هي أرض مصرية، ولا لإقامة لدولة فلسطين عليها. وبالتأكيد لن تتخلى مصر عن سيادتها عليها وهي التي حررتها من الاحتلال الاسرائيلي بعيد اتفاقية كامب ديفيد في عهد الرئيس الراحل أنور السادات مع نهاية السبعينيات من القرن الماضي.

واعتبر محللون فلسطينيون، ان فكرة توطين الفلسطينيين في محافظة سيناء عملية معقدة وغير واقعية. لكن محللون فلسطينيون آخرون لم يعتبروا هذا الطرح “مستحيلا”. اذ سبق أن تم طرح الفكرة في عهد الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر. وأن إعادة طرح هكذا مشروع، يحمل دلالات معينة في ظل ادارة دونالد ترامب المجنونة.

وقد تلجأ اسرائيل الى هذه الخطوة من خلال شنّ عدوان على غزة، مما يولد عملية نزوح باتجاه سيناء، بعد إزالة الحدود المصرية الفلسطينية. كما رأى الباحث الفلسطيني عدنان أبو عامر.

أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة بغزة عدنان أبو عامر قال لوكالة الاناضول إن توطين الفلسطينيين في سيناء هو مقترح قديم”سبق أن تم طرحه في عهد الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر”. مضيفا ان اعادة طرح هذا المشروع بعد وصول ترامب للسلطة يحمل ابعادا خاصة،فالرئيس الأمريكي الحالي مؤيد بقوة لاسرائيل ويمكن ان يساعد على تطبيق مخطط التوطين”.

ورغم تأكيده على أن تطبيق هذه الفكرة يواجه إشكاليات كبيرة من الناحيتين “القومية والعرقية”، قال إنه قد يحدث بـ”استخدام القوة”، ودون موافقة من الطرفين الفلسطيني والمصري.

وفسر أبو عامر سيناريو “استخدام القوة”، قائلاً: “من الممكن تحقيقها من خلال مثلا شن عدوان شرس على القطاع، على إثره يتم تهجير سكان غزة وإزالة الحدود المصرية الفلسطينية”.

ويعود الحديث الى توطين الفلسطينيين في محافظة سيناء، الى البحث عن طرق لإحلال السلام في المنطقة. بحسب محللين فلسطينيين مستقلين. كما نقلت وكالة “الاناضول” التركية.

فهل يكون هذا المشروع الاميركي-الاسرائيلي-المصري هو ضمن آلية سياسية جديدة لرسم خارطة الشرق الأوسط من جديد، في ظل غياب تام للقرار الفلسطيني والعربي الذي لا يملك حق الرفض حتى.

ومشروع التوطين هذا، قد يكون انطلاقة للحل فيما يتعلق بالصراع العربي-الإسرائيلي، وانطلاق عمليات السلام في المنطقة ككل. وقد يكون مشروع توطين الفلسطينيين من أجل تجاوز مسألة الانفجار الديموغرافي داخل غزة.

فهل ينجح دونالد ترامب في ابعاد فكرة حلّ الدولتين المطروح بقوة حاليا؟ وتكون مصر جزءً من الحل؟ وهل يرضى الفلسطينيون بهذا البديل؟ علما ان دماء الالاف الفلسطينيين قد سالت في اصقاع الارض لتحرير أرضهم، فهل يرضون ببديل عنها وان كانت ارضا عربية محاذية؟

إقرأ ايضا: واقع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان عام 2013 في تقرير

وما هي المصادر التي سيعيش منها الفلسطينيون بعد ان يكونوا قد أُسكنوا في سيناء الصحراوية؟ التي لو كانت تملك أية امكانيات لما تركتها الدولة المصرية، وتركت شعبها يختنق جراء الانفجار السكانيّ في مختلف المدن المصرية؟ وما هو الثمن الذي ستقبضه مصر جراء القبول بهذه المبادلة كا حصل خلال عهد السادات؟

 

السابق
بعد ادعائه أنّه «المهدي المنتظر» الشيخ ميزو في السجن!
التالي
بعد سجن 3 سنوات.. اللقاء الأول بين بهيج أبو حمزة وأولاده