الإعلام الايراني في لبنان بين الاقفال وتقليص النفقات

هي ليست المرة الأولى التي يتم الحديث فيها عن أن قناة "العالم" الإيرانية بأنها تستعدّ لاغلاق مكاتبها في بيروت إثر الأزمة المالية الحادة التي تعصف بها. فما صحة هذه الأنباء؟ وما دقة بيان النفي الصادر عن "القناة"؟

على الرغم من بيان النفي الذي صدر أمس عن القناة، لا تزال هنالك شكوك حول إستعداد قناة “العالم” لطي آخر صفحاتها في لبنان،  وسط غموض يلف مصير العاملين فيها، وذلك بعد الكلام اول أمس عن إستدعاء ادارة شركة “فلك” التي تتبع إليها القناة الموظفين عبر تطبيق “الواتساب” للحضور إلى مبنى وزارة العمل اللبنانية لتصفية اعمال الشركة وإغلاقها بسبب الظروف المالية الصعبة.

 

المحطة اصدرت نفيا جملة وتفصيلا، وأن لا صحة لانهاء القناة أعمالها في بيروت وصرف العاملين فيها دون دفع حقوقهم موضحة أن لا نية لذلك، وإن ما يجرى هو اعادة هيكلة إنتاج بعض البرامج. ”

 

إذن، لم تنكر محطة العالم صرف عدد من موظفيها، ولكن بررتها بسبب ما اسمته اعادة الهيكلة، لكن المستغرب، أن هذه الأخبار تم تداولها بعد أيام من ورود أنباء عن اضطرار قناة المنار التابعة لحزب الله إلى تخفيض عدد العاملين بها لصعوبات مالية تواجهها. وهو ما يوجه الأنظار لتساؤلات حول الأزمة المالية التي تعيشها ايران والتي على ما يبدو بدأت تؤثر على أذرعها الإعلامية في المنطقة.

اقرأ أيضا:صفقة إيران السرية لتجاوز العقوبات الاقتصادية

إلى ذلك يجدر التذكير أن مشكلة التمويل التي واجهت قناة “العالم”، ظهرت بعد بداية ولاية الرئيس الايراني حسن روحاني بفترة قصيرة حيث بدأ التأخر بوصول أجور الموظفين، أي أن هذه الأزمة قديمة العهد وإنتفاضة العاملين فيها ليس بجديد. حيث وضع أحمد السادات مدير قناة العالم في آب الماضي، اللمسات الأخيرة على عملية إغلاق المكتب الذي يؤمن أكثر من 90% من انتاج البرامج للقناة. إضافة إلى الإستغناء عن نشرة اقتصادية تبث ثلاث مرات يومياً، بما يقارب أكثر من ثماني ساعات بث في اليوم، يعمل فيها حوالى ثمانين موظفاً.

 

وهو ما يطرح تساؤلات كثير حول أزمة التمويل التي تلاحق الإعلام في المنطقة، التي وصلت إلى الإعلام الايراني المباشر، علما أن “العالم” هي قناة إيرانية رسمية. وهو ما يعزز بدوره من نظرية تأثير الصراع المباشر بين إدارة الرئيس حسن روحاني الإصلاحية، والحرس الثوري التابع مباشرة للمرشد الأعلى السيد علي خامنئي والذي يسيطر على الإعلام.

 

ومن المرجح أن تفاقم الأزمة حاليا وفي الفترة المقبلة سيكون بسبب عودة العقوبات الاقتصادية على ايران، نتيجة التصعيد الجاري بين إيران  الولايات المتحدة الأميركية سيما مع وصول الرئيس الاميركي دونالد ترامب إلى البيت الابيض، وكذلك الهبوط العالمي لأسعار النفط، الأمر الذي سيدفعها إلى ترشيد نفقاتها حتى لو كان على حساب الاعلام الذي يشكل ركيزتها الأساسية في تنفيذ مشروعها التوسعي في المنطقة،سيما في لبنان .

 

وامام هذه الضغوطات ستكون إيران مضطرة أن تقلص نفقاتها على القطاع الاعلامي بوقف التمويل ودفع الرواتب او تقليصها لمواجهة المرحلة المقبلة الخطيرة، حيث بات من الواضح أن الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس ترامب، هي جادة في وضع حد لنفوذها خاصة بسوريا والعراق.

 

السابق
بالفيديو: سقوط جرحى في فرنسا بمظاهرات ضدّ لوبان
التالي
قاووق: لا تخيفنا تهديدات ترامب…