مخطط لمعركة بين داعش وحزب الله ضحاياها لاجئون وبقاعيون

داعش
هذا ما يخططه حزب الله بعد تحجيم دوره سورياً، واقتراب انهاء مشاركته في هذه الحرب، فما حقيقة الاتفاق المبرم بينه وبين داعش؟

لم يعد الحرج الذي يلف وضع حزب الله في سوريا خافياً، فالأزمات المادية والمعنوية، والتحجيم الروسي، والعقوبات الأمريكية على إيران، وتغيّر السياسة الدولية تجاه الحرب السورية جميعها عوامل فرضت ثقلها على الحزب في عهد الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب.

اقرأ أيضاً: حزب الله المنهك ليس قادراً على التصدي لاسرائيل

إلا أنّه كما يبدو حزب الله ليس جاهزاً لخسارة الميدان السوري بعدما أضاع به شرعيته كمقاومة، وبعدما قدّم الألاف من القتلى والجرحى، وفي هذا السياق تشير مصادر في المعارضة السورية إلى مخطط جديد يحاول حزب الله تطبيقه على الحدود اللبنانية، وذلك بفتح المجال أمام داعش لتنفيذ استهدافات أمنية في منطقة القصير في القلمون ورأس بعلبك اللبنانية، وتلفت المصادر نفسها إلى انّ الهدف من وراء ذلك اكتساب غطاء دولي لتواجد مقاتلي الحزب تحت مسمى حماية المسيحيين من الإرهاب التفكيري والدفاع عن أمن لبنان وحدوده.

ولمعرفة تفاصيل هذا المخطط تواصل موقع “جنوبية” مع مستشار شباب الحراك الثوري السوري وائل الخالدي الذي أكّد هذه المعلومات، موضحاً انّ “السوريين والجيش الحر يراقبون تحركات كل من داعش وحزب الله في المنطقة وخاصة في القلمون، ويسجلون كل تحرك ودعم تمويني أو عسكري يصل إلى الطرفين بحكم حق الوجود وحق الدفاع عن النفس، وينظر السوريون للطرفين بنفس القدر من العدائية ونية التخلص منهما، خاصةً وأنه بات واضحاً تسهيلات حزب الله لمرور مادة المازوت والتموين والسلاح إلى داعش في الجرود كما يؤكد الخالدي، بينما يقبع عشرات الآلاف من اللاجئين والسوريين في جوعٍ وحصار تحت شرط التهجير خدمة لمشاريع داعش وحزب الله”.

وأضاف الخالدي “في دراسة للتحركات العسكرية مؤخراً وتبدلات المواقع لدى داعش وانشقاق ثلاثة قادة كتائب وهروبهم بعدما سجنهم التنظيم، حيث أكد المنشقون وهم من مدينة القصير، وجود اتفاق تحت الطاولة بين داعش وحزب الله، يقضي بتسليط داعش ودعمها بوجه أهالي المنطقة ليترك عناصر التنظيم مخابئهم في الجبال فيقتلون ويمارسون الجرائم فيما يقوم الحزب بتمثيل عملية ” الانهيار”، باتجاه مدينة القصير، والتي سيكسب داعش فيها شعبية كبيرة في حال تمّ تحريرها على يديه، ممّا سيسمح باستقطاب أعداد كبيرة من الحاقدين والراغبين بالثأر من حزب الله والتوجه الى المناطق اللبنانية للإنتقام”.
لافتاً إلى أنّه “لا يمكن هنا تغييب دور اللاجئين الذين سيصبحون مكسر عصا بين الطرفين وسبباً لزيادة التوتر وعملية الاستقطاب، وذلك تمهيداً لدخول داعش أراضي لبنان وارتكاب مجازر وعندها سينفجر الإعلام الدولي والداخلي مطالباً بحماية الناس والمسيحيين والشيعة من داعش، ولن يكون حاضراً لهذه المهمة سوى حزب الله، وليس الجيش اللبناني الذي وصفه رئيسه ميشال عون بـ (الضعيف)، فيكتسب الحزب دعماً وإعادة تدويل”.

وفيما يتعلق بوضع الحزب سورياً، اشار الخالدي إلى أنّ “وضع حزب الله في الميدان السوري ضعيف جداً ومكلف جداً، لأن هذا الانتشار الواسع والاستنزاف الدائم من قبل قوات المعارضة، لا يمكن حتى لجيوش كبرى أن تتحمله، وكل التجميل الحالي الذي يحاول حزب الله تصويره هو دعاية كاذبة معتمدة على تغييب المعلومة عن الطرف الآخر فقط، إنما الواقع مأساوي داخل عناصر الحزب من جهة التعداد والدعم وعدد القتلى”.

موضحاً أن “اسرائيل ليست غافلة عن هذا وكانت المعارضة قد لاحظت تحركات اسرائيلية دولية لحشد تأييد قبول إنهاء وجود ميليشيا حزب الله وتحويلها إلى حزب سياسي، ويبدو أن الدول الكبرى فعلاً أصبحت ميالة لذلك، وهكذا قرأ الثوار تهديد نصر الله لإسرائيل بضرب المفاعل النووي، في أن الحزب يتجهّز لخوض حرب وجودية حياة أو موت”.

اقرأ أيضاً: «داعش» في أيامه الأخيرة.. وتنظيمات أشد ستظهر

ولفت الخالدي إلى أنّ “أهم وأسهل وأسلم الحلول المطروحة والمؤيدة من قبل الأهالي والثوار هو الدعم الفوري للجيش الحر في القلمون ليتمكن من الصمود في وجه داعش، بل والقضاء عليها، وتطبيق المشروع الذي تمّ طرحه مؤخراً الذي يقضي بعودة اللاجئين للقلمون وخاصةً لمدينة القصير وحمص، لأنه حينها سيسجل نصراً للشعب السوري الذي سيقف سداً منيعاً بين داعش وجرائمه في سوريا ولبنان، وسيسمح بسحب قنبلة اللاجئين من التلاعب في يد الحزب وداعش، وتجنيب الشعبين السوري واللبناني، حرباً انتقامية وثأرية لن ينهيها أي اتفاق سياسي مطروح لمستقبل سوريا وأهلها”.

السابق
الخطوط الملتوية.. ماذا لو كانت اميركا تدعم حزب الله عسكرياً؟
التالي
فشل مساعي وفيق صفا بجمع المردة مع الحر