لماذا تستنجد الثنائية الشيعية بالنظام النسبي؟

حركة أمل
يصر حزب الله على القانون الانتخابي النسبي الذي لا يتيح المنافسة المشروعة داخل بيئته الحاضنة، ويجعله يقضم من حصص منافسيه المقابلين وعلى رأسهم تيار المستقبل.

لم يخرج إلى الان القانون الانتخابي من عنق الزجاجة، يبدو أن تشتت الاقتراحات حوله وصراع الافرقاء فيما بينهم يزيد الشرخ بين القوى المتحالفة والمتخاصمة ويدفع عملية الإتفاق على القانون إلى اجل غير مسمى. ففي حين أظهر التيار الوطني الحر إصراراً على القانون المختلط، يتشبث كل من حزب الله وحركة أمل بالقانون النسبي.

أما لجهة رئيس حزب الكتائب اللبنانية، فقد أكّد النائب اللبناني سامي جميل على أنّ استقرار لبنان ليس على ما يرام بعد أن وصل اللبنانيون إلى لحظة مفصلية نتيجة إنقضاء مهلة الدعوة إلى اجتماع الهيئات الإنتخابية. التخوف الكتائبي من الوضع السيء يرافقه تخوف وليد جنبلاط من اصرار كتلة بري البرلمانية على خيار النسبية التي ستضر بعدد مقاعد كتلته في الجولة الإنتخابية القادمة. أما حزب الله، فانه أثبت في السنوات الاخيرة قدرته على فرض خياراته نتيجة للخيار للسماح الدولي له ولايران بلعب دور اقليمي في سوريا.

إقرأ أيضاً: التصعيد ضد اسرائيل من قبل حزب الله سيناريو خطابي لن يولد حرباً

إصرار حزب الله على القانون النسبي ليس بسبب ثقته الكبرى بأن الشيعة سيعيدون إنتخابه بل لأنه غير مهتم بنوع القانون الانتخابي، فبحسب خصومه فإن شروط الإنتخابات والديمقراطية غير متوفرة داخل مناطق نفوذه، والحزب قادر من خلال القمع بأن يفرض خياره السياسي على المواطنين الناخبين، وفي حال ظهرت منافسة فسيكون كفيل عبر وسائله الترهيبية بقمعها وعزلها، وتضيف المصادر بأن الثنائية الشيعية لا تفهم مبدأ الإنتقاد المشروع، فعندما يوجه إليهما اي اعتراض هامشي يقومون بالتصويب عليه ومهاجمة الجهة المعترضة، فكيف إذا جرت إنتخابات وفق القانون النسبي الذي يفرض وجود منافسين وخصوم له في مناطقه؟

وكذلك حركة امل، وعلى الرغم من تمسكها بقانون النسبية ومبدأ الديمقراطية المرافق له، إلا أنها لم تتحمل الانتقاد الذي وجهته إليها قناة الجديد، وفي دورة الإنتخابات البلديات الماضية لم تتحمّل وحليفها حزب الله منافسة اللوائح المقابلة.

من جهة اخرى وفي السياق نفسه، يرى الباحث في الشركة الدولية للمعلومات محمد شمس الدين في حديثه لموقع “جنوبية” أن حزب الله وحركة امل يفضلان القانون النسبي “لأن كل استطلاعات الرأي والإحصائيات تؤكد انهما قادران على الحصول على نسبة 90% من الأصوات الشيعية، وعليه فإن الـ10% المتبقية لن تؤثر عليهما بأي شكل من الأشكال.”

إقرأ أيضاً: صيَغ قوانين الانتخاب تتوالى…ونقاشات دون جديّة

ويضيف شمس الدين بأن “ابرز المتضررين من النسبية التي تطالب بها الثنائية الشيعية هو تيار المستقبل، لأنه سيحصل على 40% من اصوات الطائفة السنية، في الوقت الذي يبلغ تمثيله في الطائفة السنية ما يقارب الـ60 بالمئة. كذلك إن “الحزب والحركة” قادران على استقطاب الشيعة لهما بعكس بقيت الاحزاب التي تراجع تمثيلها ضمن طوائفها، وتستطيع الثنائية الحزبية إستغلال ذلك لتحقيق اهدافها الإنتخابية. لذلك هنالك “مشكلة في الطرح النسبي الذي تنادي به الاحزاب الشيعية، فهو يحقق مصالحها ولا يحقق التمثيل السياسي للمواطنين.”

 

السابق
يورغن كلوب: إقالة رانييري أغرب القرارات
التالي
بارود: قانون الانتخاب معطل لأن التسوية السياسـية لم تشمله