هذه وظيفة سلاح حزب الله

وظيفة السلاح ليس القتال ضد اسرائيل ولا تحرير مزارع شبعا، فضواحي حلب وحمص أولى بهذا السلاح من مزارع شبعا، وظيفة سلاح حزب الله ليس تحرير فلسطين ولا القدس بطبيعة الحال، فمقام السيد بشار الأسد في قصر المهاجرين أولى بمقاتلي الحزب ودمائهم من أَولى القبلتين وثالث الحرمين.

وظيفة السلاح هي الإستحواذ على السلطة، والتهويل على كل من يخاصم إيديولوجيا قاسم سليماني أو سلطته في لبنان، وإمّا وظيفة التهويل والإستعراض الخطابي على اسرائيل، فهو في سبيل المزيد من السطوة على الداخل اللبناني. والحرب يا أحبة مع اسرائيل، لن يقوم بها حزب الله، فهذا الحزب فيه من المُنعمين والأغنياء، الذين صاروا يمسكون بنظام مصالح اقتصادي خاص ومع الحكومة والبلديات يعرفه الجميع ولا يحتاج إلى إثبات، من يملك هذه السلطة وهذه المصالح لا يذهب إلى قتال اسرائيل، لأنّ الحرب مع اسرائيل هذه المرة هي انتحار وتضحية بالنعيم المادي والسلطوي، وحزب الله لا يحب أن يكون من المنتحرين.

ربما يسأل البعض إذاً لماذا ذهبوا إلى القتال في سوريا؟ من قاتل في سوريا هم البسطاء والفقراء المخدوعون بشعارات مذهبية، والأهم أنّ المجتمع الدولي أعطى إشارة قبول بمشاركة حزب الله وإيران دعماً لنظام الأسد، واسرائيل شجعت ورحبت بهذا الدخول، لذا لم يتلق لا حزب الله ولا الحرس الثوري أيّ ضربة اسرائيلية في سوريا بسبب قتاله السوريين، أمّا الضربات المحدودة فهي اقتصرت على ما تعتقد اسرائيل أنّه يمس أمنها، وما دام أنّ الفتنة المذهبية هي نتيجة لتورط حزب الله في سوريا، فإنّ الغطاء الدولي والإسرائيلي مستمر وحزب الله في آمان منهما.

السلاح أيّها اللبنانيون إذاً هو لتأديب اللبنانيين، لا لشيء آخر، للاستقواء ولمزيد من إضعاف الدولة، هذه الوظيفة مطلوبة اسرائيلياً وما دام حزب الله مستمر بتنفيذها فلا خوف عليه، بل الخوف على اللبنانيين والدولة التي صارت شبه دولة في زمن الإنتصارات الإلهية… والله وليّ التوفيق.

السابق
سفارة دمشق في بيروت.. رعب اللاجئ من اجهزة المخابرات
التالي
«فيتو» على التنورة في مجلس النواب الإسرائيلي