حزب الله المنهك ليس قادراً على التصدي لاسرائيل

لا يأخذ الكيان الاسرائيلي تهديدات حزب الله على محمل الجد، فالخبرة العسكرية التي يهدد بها امينه العام السيد حسن نصرالله، يقابلها، "انهيار معنوي وشح مالي" بحسب رئاسة ألأركان الاسرائيلية

لم يأخذ الكيان الإسرائيلي تصريحات امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله وتهديداته التي أطلقها في إطلالتيه الأخيرتين لبنانياً وإيرانياً على محمل الجد، وإنّما تعامل معها باستخفاف وبتهديد مقابل، إذ حذر وزير الاستخبارات الإسرائيلي “اسرائيل كاتسر” في اليوم التالي لخطاب التهديد والوعيد أمين عام حزب الله من مغبة أقواله، مؤكداً أنّه في حال تجرأ نصرالله على قصف العمق الإسرائيلي فإنّ الرد الإسرائيلي سيكون بضرب كافة الأهداف المتاحة في لبنان.

اقرأ أيضاً: مستقبل التفاهمات ودور حزب الله في سوريا

الموقف الإسرائيلي من كلام نصرالله لم يتوقف عند التهديد، بل اقترن بغارة اسرائيلية استهدفت يوم أمس الأربعاء جبال القطيفة من سورية وذلك من الأجواء اللبنانية وتحديداً من بعلبك، وكان الهدف منها قافلات تابعة لحزب الله وقد أسفر هذا الاستهداف عن سقوط 7 قتلى بينهم لبنانيين.
حزب الله الذي نفى حصول الغارة رغم تأكيدات اعلامية، استتبع صمته بتعليق رئيس الأركان الإسرائيلي، غادي أيزنكوت، الذي أكّد أمام لجنة الأمن والخارجية التابعة للكنيست أنّ حزب الله يعاني من أزمة اقتصادية ومعنوية وأنّ خبراته القتالية التي اكتسبها في الساحة السورية لا تكفي وحدها لخوضه حرب في وجه اسرائيل.
مشيراً إلى أنّ الهدف من تصريحات نصرالله وتهديداته هو خلق معادلة ترهيب لبقاء الوضع القائم.

ما قاله رئيس الأركان الإسرائيلي يبقى أقرب إلى واقع الحال من تهديدات نصرالله الكلامية، فخسائر حزب الله البشرية في سوريا بدأت تنعكس على حاضنته إذ تخطى عدد القتلى والجرحى عشرة الاف، ناهيك عما يترتب من أعباء مادية لم يعد الحزب قادرا على التكفل بها وهي المتعلقة بعوائل الضحايا والإنفاق عليهم.
هذا الوضع المالي الذي ترجمته مؤخراً حملة “تجهيز مجاهد” والتي دعت للتبرع للمقاتلين بكل الوسائل، موضحة أنّ هذا واجب شرعي، إضافة إلى استعانة مطلقي الحملة برجال الدين الشيعة المنضوين تحت قيادة الولي الفقيه السيد علي خامنئي لإضفاء الشرعية إن لم نقل التكليف الشرعي.

هذا الوضع المادي المتدهور، قد بدأ إثر العقوبات الأمريكية التي فرضت على مؤسسات مالية تابعة لحزب الله، وقد تفاقم مع تخفيض إيران لأموالها المرسلة إلى الحزب بنسبة 40%. والمترافق مع تحقيقات واسعة داخل مؤسسات الحزب حول الفساد المالي.
ليترجم ابتداءً من العام 2015 بعد أن أوقف الحزب البطاقات الصحية عن جزء من حاضنته الشعبية وبعد أن سحب بطاقة “نور” التي تعطي حاملها خصومات، إضافة إلى التأخر المستمر في صرف الرواتب و تخفيض تعويضات أهالي القتلى من 50 ألف دولار إلى 25 ألف دولار.

حملة تجهيز مجاهد ليست الأولى للحزب، ففي العام 2016 أكدت معلومات عن زيارات سرية قام بها عدد من مسؤولي حزب الله إلى بيوت الأغنياء من الشيعة في قرى البقاع والجنوب، طالباً منهم تبني أبناء ضحايا حزب الله مادياً، والتكفل بهم بالتعليم والكسوة. وقد أشار أحد المقتدرين إلى أنّ مسؤول الحزب قال له بالحرف الواحد ” إذا عندك ولد صار عندك اثنين وإذا عندك اثنين صاروا ثلاثة”.

اقرأ أيضاً: حزب الله في سوريا: البقاء المكلف والعودة الصعبة

هذا ناهيك عن النشاطات العديدة التي ألغاها الحزب، وتقليصه لعدد مراكزه، وذلك بهدف تخفيف أعباء الإنفاق.

فإلى أين سوف تأخذ الحرب السورية حزب الله؟ وبأي عدّة سوف يواجه اسرائيل وسط ازمة مالية ومعيشية متفاقمة على مستوى لبنان؟

في سياق ذلك، تؤكد أوساط متابعة أنّه في حال اندلعت حرب فإنّ وضع حزب الله في لبنان سوف يكون أشبه عسكريا بوضع المعارضة السورية في حربها ضد روسيا وايران وداعش ونظام الأسد.

السابق
«ناسا» تكتشف سبعة كواكب وناشطون يعلقون بسخرية
التالي
المريض واختيار الدواء: هل الأغلى سعراً هو الأفضل صحياً؟