حرب شعواء بين سندريلا المُمانِعة وجيري ماهر

حوار ناري في برنامج "الإتجاه المعاكس" بين النقيضين جيري ماهر المعارض الشرس لحزب الله، وبين الكاتبة السياسية والمحامية اللبنانية سندريلا مرهج، خلق جدلا واسعاً على وسائل التواصل.

لا يزال صدى الحلقة الاخيرة من برنامج  “الإتجاه المعاكس” مع الإعلامي فيصل القاسم يتفاعل، وهي التي تناولت قبل يومين دور “حزب الله” في الحرب السورية إلى جانب قوات النظام، وارتباط مشروع حزب الله بإيران عبر مشروع “ولاية الفقيه”، سيما أن الحلقة جمعت بين نقيضين، الإعلامي جيري ماهر المعارض الشرس لحزب الله، وبين الكاتبة السياسية والمحامية اللبنانية، سندريلا مرهج التي تنتمي للتيار الوطني الحر عقائديا ومؤيدة لحزب الله عاطفيا وقلبيا.

أجواء الحلقة كانت نارية بإمتياز إذ شهدت حوارا ومواجهة ساخنة بين الضيفين اللذين دافع كل منهما عن توجهه السياسي بشراسة.

وفيما دارت الحلقة حول حزب الله وهل تغيرت بوصلة سلاحه من اسرائيل الى العرب، رأى ماهر  “أن ما يفعله الحزب ليس حركة مقاومة، بل وجها آخر لتنظيم الدولة الإسلامية، متسائلا ما الفارق بين ما “تفعله داعش في دير الزور والرقة” وما يفعله حزب الله الذي يهدد لبنان بالعنتريات والقمصان السود؟

أما مرهج فتمسكت بالدفاع عن خط المقاومة وتوضيح معادلة الجيش والشعب والمقاومة. وقصف الجبهات بدأ منذ أول الحلقة و تحولت المواجهة النارية إلى حلبة مصارعة بين الضيفين حيث بدأت مرهج كلامها بالرد على غريمها فصوبت على أنها “لا تريد أن تنزل إلى هذا المستوى المتدني الذي بدأ به “جيري” كلامه  كما الرد على الهرطقات والاتهامات التي تفوها به إذ تكلم بلسن إسرائيل”.

هذا نموذج عن الأجواء التي سادت أثناء الحلقة، والتي لا تقل حدّية عن تفاعل الجبهتين المؤيدة من جهة لحزب الله والمعارضة له على وسائل التواصل الاجتماعي.

اقرأ أيضا:جيري ماهر يسقط حساب نجل نصر الله وزهري

والطريف أن سندريلا “الممانعَة” صدر لها أنشودة على الفور ، فأصبحت صوت الحق وصرخة في وجه الظلام وهو ما تُرجم في الأنشودة التي أعدها منشد حزب الله علي بركات “للمناضلة” مرهج بسرعة البرق كمكافأة لها على موقفها في حلقة “الإتجاه المعاكس”. وهو ما يعكس درجة التفاعل التي خلفتها الحلقة.

https://www.youtube.com/watch?v=GhVq9zj9Yfk&feature=youtu.be

فجمهور الحزب يقدر لـ “سندرلّته” مواقفها الداعمة له بإستمرار، سيما أنها تسير على نهج الاعلامية غدي فرنسيس بالتشيع السياسي من خلال المشاركة بمراسم عاشوراء، وارتداء اللباس الأسود على نهج فرنسيس كما زيارة المقامات الشيعية والتقاط الصور الفوتوغرافية بجانب الأضرحة.

من جهة ثانية، تعرضت مرهج للمضايقات من قبل جمهور الطرف الآخر من تعليقات سلبية وتهجم إضافة إلى إغلاق حسابها على فيسبوك كما أعلنت، إذ كتبت على حسابها الثاني الجديد ” عدت إليكم بعد أن تم تسكير حسابي من فيلق الدواعش على الانترنت الذين ماتوا قهرا من حديثي عن المقاومة على الجزيرة ….تم كشف هوياتهم و أحيلت أسماؤهم لمكاتب التحقيقات الأمنية …تحياتي للأصدقاء..”.

https://www.youtube.com/watch?v=4Po8UgdJjzg

أما جيري ماهر المعروف بموقفه المتطرف والحاد تجاه حزب الله فقد ردّ بعد الحلقة على مرهج على الفيسبوك بستاتوس “اردت شراء هدية صغيرة لسندريلا مرهج بعد فشلها في الدفاع عن حزب الله في الاتجاه المعاكس، شعرت انها اضاعت البوصلة وحذاءها الشهير ايضاً. فحصلت لها على حذاء جديد، نحن بالخدمة يا عزيزتي “.

إقرأ ايضًا: هكذا شيّع حزب الله غدي فرنسيس المسيحية وسالم زهران السنّي 

وماهر الذي دارت شكوك كبيرة حول هويته نظرا لمدى تخطيه الحدود لمدى كراهيته لحزب الله عبر تعليقاته، عاد وظهر إعلاميا بشكل واضح  وتم التأكد أنه ليس شخصية وهمية بل هو معارض لحزب الله وبيئته بشكل شرس. ومن أكثر التعليقات المسيئة  التي خلق فيها جدلا في صفحته في “فايسبوك”،  هي “الدعوة الى رمي النفايات اللبنانية في مقبرة “روضة الشهيدين”، كحل لأزمة النفايات”. إضافة إلى أنه سبق له ان تطاول على مقدسات الطائفة الشيعية بما خص شخصياتها الدينية، وطالب بهدم الحُسينيات والمساجد لأنها تُصدّر الإرهاب، وغيرها من التغريدات العنصرية  المماثلة. فلم يفلت من ردود فعل الضفة الأخرى ايضا، سيما أنه يواجه جيشا من المعارضين له  من جمهور حزب الله لتغريداته التي ذكرت سابقا.

هذا المستوى الذي ظهر في حلقة “الاتجاه المعاكس” والتعمّد إستضافة فريقين يمثلين جبهات متناقدة لحد التطرّف لخلق البلبلة الإعلامية في سبيل “الرايتينغ” يعكس مدى الإنحطاط الإعلامي وتدني مستوى التخاطب الإعلامي.

 

 

السابق
دول عربية لن تزورها أمل علم الدين بسبب حملها!
التالي
بهيج أبو حمزة خارج السجن…