غارة «القطيفة» ونفي الإعلام الحربي: حزب الله يتفادى الاستدراج الاسرائيلي

بعد تحذيرات أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله من منبرين لبناني وإيراني، باستهدافه مفاعل ديمونا النووي، في حال تعرض لبنان لأي عدوان اسرائيلي، ضجّ الإعلام بمعلومات عن غارة اسرائيلية استهدفت مواقعاً لحزب الله وللحرس الثوري في جبال القطيفة السورية.

تخبط إعلام الممانعة في التعامل مع الغارة الإسرائيلية التي استهدفت من سماء بعلبك اللبنانية مواقع تابعة لحزب الله وقافلة محملة بالأسحلة تابعة ايضاً للحزب في جبال القطيفة السورية، فناهيك عن موقعي العالم الإيراني وروسيا اليوم، ونقلهما لخبر وقوع الغارة دون النفي، عمدت محطة الميادين الى تأكيدها نقلاً عن مصادرها الخاصة ومن ثم تراجعت عن معلوماتها بعدما أصدر كل من الإعلام الحربي التابع لحزب الله وإعلام النظام السوري نفياً لهذا الاستهداف.

إلا أنّ هذا النفي الضعيف قوبل بمعلومات تؤكد حصولها وبشهود عيان وثقوا لحظة الاستهداف، وما يدعم هذه الفرضية أنّ غارة القطيفة ليست الأولى فقد سبقتها عدة استهدافات لحزب الله في سوريا من قبل الطيران الاسرائيلي وجميعها لم تلقَ رداً منه، فيما كان تعليق النظام السوري الدائم “الرد في المرة القادمة”.

في سياق آخر، يتوقف المراقبون عند توقيت هذه الغارة، بعد اللهجة التصعيدية لخطاب السيد حسن نصرالله تجاه اسرائيل، فهل هذا الاستهداف هو رسالة له؟

عضو المجلس السياسي في تيار المستقبل الكاتب والمحلل السياسي راشد فايد أكّد لـ”جنوبية” في معرض الإجابة عن هذا السؤال أنّ “السيد حسن نصر الله يتبرع بلحظة مناسبة لإيران بتهديد اسرائيل ووصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالأحمق، وذلك في محاولة الرد على ما نُقل عن الإدارة الأمريكية الجديدة بأنها ستوقف الاتفاق النووي أو ستلجأ إلى تعديله”.

غارة

 

مضيفاً “نصرالله يعتبر أنّ تقويض الإتفاق النووي سوف يجابه باستهداف مفاعل ديمونا وخزان أمونيا الواقعين في الأراضي الفلسطينية المحتلة”.

إقرأ أيضاً: حزب الله ينفي الضربة الاسرائيلية وإعلام «الممانعة» يرتبك

ولفت فايد إلى أنّ “الغارة هي بمثابة رد تقول به اسرائيل لكل من حزب الله ومن معه إن كنتم فعلاً قادرين على ذلك فهذه عملية جديدة، إلا أنّ السيء في هذه العملية أنّها ليست الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة، وفي كل مرّة يتم التصريح أنّ الرد على الغارات الإسرائيلية سوف يكون في المرة المقبلة، ولكن في الواقع الجهة التي تقوم بالرد في كل مرة مقبلة هي اسرائيل نفسها لا نظام الأسد ولا إيران التي تهدد اسرائيل بنا بينما لا تقدم على أي مواجهة من جانبها” .

وفيما يتعلق بالنفي الذي صدر عن كلّ من إعلام النظام والحزب أوضح “إذا ثبت انّ الغارة قد حصلت فعلياً وقد تعمد كل من النظام السوري وحزب الله نفيها، فمعنى ذلك أن حزب الله لا يريد أن يضع نفسه تحت الامتحان، بحيث تصبح تهديداته الكلامية خالية من أي ترجمة فعلية”.

إقرأ أيضاً: إيران تسلم حزب الله صاروخ «فاتح 110» بالتزامن مع تصعيد إسرائيل

من جهة ثانية اشار الكاتب والمحلل السياسي مصطفى فحص لـ”جنوبية” أنّ “الغارة الإسرائيلية التي استهدفت جبال القطيفة السورية هي عبارة عن استفزاز واستدراج لحزب الله”، معتبراً أنّ “نفي حزب الله للغارة هو تجنب للأزمة”.

السابق
سبعة قتلى في الغارة الاسرائيلية على «القطيفة» بينهم لبنانيين
التالي
مراسل اسرائيلي يوثق معركة الموصل تحت راية الحسين