مدام لوبان… إنّه منديل أبيض وليس حجاباً

مارلين لوبان
بحدسي الصحافي ورغبتي المهنية لم أر في زيارة زعيمة اليمين الفرنسي المتطرف مارين لوبان، تصويرياً سوى هل ستتجول في شوارع بيروت؟ وهل ستضع المنديل الأبيض عند لقائها مفتي الجمهورية؟

إنّ لقاءاتها مع المسؤولين السياسيين لا تهمني مهنياً لأنني لا أرى فيها ما يثير اهتمامي الصحافي. وبالفعل صورتها وهي تتجول بحرية في شوارع بيروت يوم أمس، بيروت المدينة المتعددة الثقافات وأم الشرائع وست الدنيا “اللي قلبها كبير وبيساع الكل”.
باكراً وصلت إلى الدار وقبل الموعد المقرر بنصف ساعة انتظرتها مع العديد من الزملاء وكان الحديث العام المتداول بيننا هل ستضع غطاء الرأس أم ترفضه؟

اقرأ أيضاً: بالفيديو.. هكذا رفضت لوبان ارتداء حجاب على باب دار الفتوى

المستشار الإعلامي لدار الفتوى ولسماحته خلدون القواص تحسباً أحضر منديلاً أبيض ووضعه جانباً وقال نحن أخبرناهم حين طلبوا اللقاء بضرورة أن تضع منديلاً على رأسها حفاظاً على التقاليد المتبعة، وأنّ سماحته لا يستقبل اي أمرأة بدون غطاء رأس احتراماً لهذه التقاليد.
عند خروجها من السيارة عند مدخل الدار لاحظ المستشار الإعلامي أنّها لا تضع منديلاً على رأسها ولا تحمله بين يديها، تناول خلدون القواص المنديل الذي وضعه قربه وتقدم نحوها بهدوء وهو يبتسم وقال لها بالعربية أهلا وسهلاً ثم بالإنكليزية وحاول تقديم المنديل إليها قائلاً “اسمحي لي أحتراما لعاداتنا أن تضعي غطاء الرأس هذا”، أجابت “أرفض ذلك!!!”.
ارتبك خلدون ساد الصمت على اللقاء أضافت لوبان مرة أخرى أرفض أن أضع المنديل على رأسي، خلدون المرتبك قال لها ثانية إنّها عاداتنا، وهذه العادات متبعة منذ مئات السنين، حاول الوفد المرافق لها من اللبنانيين تلطيف الأجواء وقالوا “بس شيخ الأزهر استقبلها دون غطاء رأس”.
رفضت مارين لوبان وضع المنديل وخرجت من باحة الدار إلى مدخله باتجاه موكبها. المستشار الإعلامي القواص لحق بها إلى الخارج محاولاً إقناعها وأنّها عاداتنا وأنّ سماحته لا يخالف التقاليد التي تقتضي أن لا يستقبل أيّ امرأة تدخل دار الفتوى بدون غطاء رأس. لوبان المعترضة بشدة والمحتدة قالت لكن شيخ الأزهر استقبلني بدون غطاء، أجابها قواص أنّه “منديل يوضع على الرأس ” بينحط عادي” وليس “حجاب”، سيدتي إنّها تقاليد دار الفتوى وشيخ الأزهر هو حر بداره ونحن هنا أمناء على تقاليدنا ولا نستطيع كسرها ولقد أخبرناكم بذلك حين طلبتم اللقاء مع سماحته”.
أزاحت وجهها عن خلدون “بحرد لافت” رجعت الى الوراء رافضةً كلياً وضع المنديل. نقاش متوتر دار بين القواص والمرافقين اللبنانيين الذين كانوا يدركون حرفياً ما يقوله القواص بينما زعيمة اليمين الفرنسي قد فهمت مباشرة منذ أن شاهدته يعرض عليها وضع المنديل أنّ المفتي لن يستقبلها من دونه، تسلحت بأنّ لقائها مع شيخ الأزهر كان بدون المنديل. خلدون قواص ازداد ارتباكاً وقال لمن حولها بالعربية أن الأمر سهلولا يحتاج الى هذا التعقيد فما كان من مارين لوبن وسط هذا الجو المتوتر والجميع يتكلم في نفس الوقت إلا أن اتجهت نحو موكبها وغادرت دار الفتوى وهكذا انتهى اللقاء الذي لم يحصل فكانت هذه اللقطات الصحافية.

السابق
العصابات.. أبطال «حروب الشوارع» في ضاحية بيروت الجنوبية
التالي
سامنتا باور نعت عدوها اللدود فاتيلي تشوركين: كان ودوداً جداً