حُكم الذوات: تعطيل الدستور باسم الصلاحيات

ميشال عون ونبيه بري
انها ذوات زعماء الطوائف في لبنان ألتي تضخمت واصبحت فوق القوانين وحتى فوق الدستور نفسه.

 الذوات جمع ذات اما في لبنان فالذوات هم أعضاء الطبقة الحاكمة الذين يَرَوْن أنفسهم بمصاف الآلهة أو أنصاف الآلهة وكل واحد منهم يختصر المؤسسات بشخصه أو بذاته أو بالأحرى يرى ذاته ارفع شأناً من المؤسسات ولا ضرورة للمؤسسات طالما ان الذوات احياء “يركلون”.
 

رئيس الجمهورية ينسى فجأةً ان هناك حكومة ومجلس نيابي ودستور وقوانين ويريد الذهاب مباشرة الى استفتاء حول قانون الانتخاب. يضع ذاته فوق كل هذه المؤسسات ويعتبر نفسه الدستور الناطق. ثم يذهب خطوة إضافية ليقول انه لن يوقع مرسوم الدعوة للانتخابات لان القانون النافذ لا يعجبه. وهنا يسجّل سابقة خطرة جداً عندما يعطي لنفسه حق تعطيل اَي قانون لا يعجبه.
 

ربما غداً يعطل قانون الايجارات أو قانون الجمارك أو قوانين الضرائب أو سلاسل الرواتب اذا لم يعجبه أياً منها ثم يذهب ابعد من ذلك عندما يعتبر ان الفراغ في المجلس النيابي أفضل من الانتخابات على القانون الحالي. هنا أيضاً يتجاوز الدستور معتبراً ان ذلك من “صلاحياته” وهذا اغرب ما يمكن ان نسمعه: تعطيل الدستور بإسم الصلاحيات الدستورية.
اقرأ أيضا: الحريري سيوقّع مرسوم الهيئات الناخبة وعون لن يوقعه 

اما رئيس مجلس النواب فيقول انه في حال عدم اجراء الانتخابات فأن لديه فتاوى باستمراره هو و”مجلسه” رغم ان الدستور واضح والقانون أوضح في تحديد ولاية المجلس زمنياً ولكن رئيس المجلس يعتبر نفسه فوق الدستور والقانون وهو بذاته العَلية الدستور الناطق أيضاً. بنفس الوقت ورغم وجود سبعة عشر مشروع واقتراح قانون للانتخاب في ادراج المجلس فإن رئيس المجلس يرفض عقد اَي جلسة للتصويت على المشاريع وإعطاء النواب حق اقتراح غيرها. دفن هذه المشاريع بذريعة “التوافق”.
عملياً يعطل بري المجلس ويمنعه من القيام بواجباته ويضع التوافق محل الدستور والقانون.. يعتبر انه بذاته اهم من الدستور وله الحق بتعطيله وانه أيضاً اهم من المؤسسات وصلاحياتها. “توافق” بري من نفس قماشة “استفتاء” عون.

 

بعد كل هذا أو هذه الشخصنة  وحلول عقلية الميليشيا محل عقلية المؤسسات يتحدث الحريري عن استعادة الثقة ويسمي الحكومة بهذا الاسم فليخبرنا من وكيف يمكن ان يثق بلبنان.اَي مسؤول أو مواطن عربي أم غربي وهو يرى هذه الممارسات تقتل البلد والدولة.من هو المستثمر الذي يريد وضع امكانياته في بلد كل شيئ فيه مرهون بإرادة هؤلاء “الذوات” ولا قيمة فيه للدستور والقانون. الحريري دخل بتسوية لإستعادة دور المؤسسات فإذا بالامور تتجه لتجاوز وتجاهل الدستور والمؤسسات الدستورية.لا نحسد الحريري على موقعه فالأنا المتضخمة عند كل هؤلاء وغرور القوة والسلاح ستستمر بالتضخم حتى تخنق الحريري ومشروعه الانقاذي وطبعاً كل هؤلاء المعجبين ببشار الأسد وتدميره لسوريا وشعبها لن يرحموا لبنان وشعبه.

السابق
مارين لوبان تعمّدت استفزاز السياسيين والروحيين في لبنان
التالي
إيران تلوح بحزب الله للجم ترامب وتطويق انكسارات اليمن