لماذا لا تحاسب المرأة على قدر تمثيلها؟

حقوق المرأة
المرأه نصف المجتمع ولكنها لا تمثل بالمجالس التمثيلية في بلادنا الا رمزيا، فلماذا لا تحاسب بقدر تمثيلها؟!

من أعجب ما قرأت ومن أسوء ما سمعت أو لربما رأيت و عايشت في القرن الواحد والعشرون أن يتم المطالبة بالكوتا النسائية من قبل جمع من الذكور يفوق عددهم الإناث ويتهاتف عليهم منفعلون من جمعيات وجماعات وهيئات مجتمع، يتسابقون إليها من دون إدراك لمخاطرها على حياتها وهي التي حرمتها حق الشهادة الكاملة وجعلتها قليل من كثير مباح أو ملك بعقد لأبد الآبدين، لها نصف ما له، حرمت من الرياسة فكانت من اللاحقين الناقصين، أو في أفضل الظروف و أحسنها هو كل و هي ضلع و يمين مما ملكت الأيمان.

اقرأ أيضاً: أنا أنثى

لا هي ضعيفة، ولا خجولة، ولا ناقصة، ولا تقبل القسمة ولا الضرب ولا هي كانت فقط للجماع، ولا من خصالها أن تركع ولا أمرت بأن تسجد لغير الله، هي خارقة، رائدة، متجددة، مجددة، تخلد جنسها بالإستيلاد، قواها حرضت عليها حتى أعدل الناس، فكان الكل يقيدها والحجة أنها أمانة ومثالها كمثل الفخار عليها أن تمسك بعناية خوفاً من الإنكسار، يحسبونها خمر معتق في قوارير تضاف إلى لائحة الطيبات. هي ليست كلها كمن أغوى آدم المخلوق مثلها من تراب، ولا كانت كأمرأة لوط أو أمرأة نوح حين تركته يوم أتاهم الطوفان.

أما و إن ذلك كذلك، وما كان يراد له أن يكون كان، فلماذا لا تحاسب المرأة أمام القضاء على جنايتها أو جنحتها بحجم ما لها من حقوق؟، لماذا لا تدفع الرسوم والضرائب المتوجبة عليها بما يتلاءم ونسبة تمثلها؟، لماذا لا تكون ساعات العمل المخصصة لها بمقدار ما أعطي لها كمنة؟، إن هذه القوانين أو المطالب الذكورية على ما هو ظاهر تلزم المرأة بإستخدام نسبة قليلة من طاقتها المكتملة التي أثبت العلم أنها تمتلكها دون شريكها، سواء منها القدرة على التركيز العالية وسعة وعمل دماغها الدائم حتى في منامها والمستخدم بنسبة تفوق ما هو مثبت عند الرجال، هذا عدا عن تبدل دمها الذي فيه صحة تجنبها أعراض وأمراض منتقلة منه إليها.

إن ما لا يفقهه المطالبين بالكوتا أو هم غافلون عنه أن بإمكان النساء أن يدبروا ما استطاعت براكساجورا الأثينية “ذات التدبير المحكم” أن تدبره من مؤامرة مع بنات جنسها ضد الرجال،لأنهم أي الرجال أغرقوا البلاد في الويلات، فارتدت مع صويحباتها زي أزواجهن النائمين، وتسللن خارجات من بيوتهن قبيل بزوغ الشمس، وقمن بالذهاب إلى الجمعية العامة، وهناك استصدرن قانوناً بأغلبية الأصوات – لأن معظم الحاضرين كانوا في الغالب من النساء المتنكرات في زي الرجال – بأن تسلم أمور الدولة ومقاليد الحكم فيها إلى أيدي النساء، حيث أن الرجال قد عجزوا عن إدارتها.

تأخرهن كان ومازال بسبب تقدمهم، وإستسلامهن من إستقوائهم عليهن، والقيود الملقاة هم صناعها، فوجب لزاماُ عليهن أن لا تغريهن نسبتهم ولا كوتاتهم لأنها ستبقيهم قوامون عليهن والتفضيل واضح وهن قانتات حافظات.

السابق
تأجُّج الصراع الإقليمي يُشعل حرباً في لبنان!
التالي
فيديو يرصد بدقة اغتيال الاخ غير الشقيق لحاكم كوريا الشمالية