تهديدات بلا حروب بين حزب الله وإسرائيل

عشرات التقارير الصحفية اللبنانية والإسرائيلية تتناول إمكانية إندلاع الحرب. مصدر مقرب من حزب الله لموقع جنوبية يستبعد حصول حرب "لأن الوضع الحالي هو الأفضل بين الطرفين، ولأن توازن الرعب بينهما تحول إلى إستراتيجية يهدد بها الطرفين بعضهما البعض ويسعيان من خلالها إلى المحافظة على إتفاق 1701."

فرضت حرب تموز عام 2006 على الحكومة الإسرائيلية مراجعة الإخفاق العسكري الذي أظهره الجيش الإسرائيلي، ومع عام 2008، خلصت نتائج لجنة التحقيق الاسرائيلية الرسمية “فينوغراد” الى ان حرب لبنان شكلت إخفاقاً كبيراً وخطيراً. ومنذ فينوغراد تستعد إسرائيل إلى اي معركة جديدة مع حزب الله، من جهة اخرى سمحت الحرب السورية لحزب الله بأن يوسع دائرة إنتشاره العسكرية في سوريا ولبنان ومراكمة انواع مختلفة من الصواريخ والأسلحة داخل مخازنه.

تمتلك إسرائيل منظومة تكنولوجية (أمنية وعسكرية) يصفها الباحث الإسرائيلي يعكوف كاتز بأنها الاهم مقارنة بالجيوش الحديثة، ففي مقالٍ لكاتز نشرته صحيفة “نيويورك بوست”، أشار فيه إلى أن إسرائيل تتقدم عسكرياً على كافة دول المنطقة لجهة التكنولوجيا العسكرية.

وبعد ان كانت صادرات إسرائيل للخارج قبل 67 عاماً تقوم على الخضار والفواكه، باتت اليوم واحدة من أفضل دول العالم في تصدير الأسلحة بمكاسب مالية تتعدى 6.5 مليار دولار سنوياً. ويضيف كاتز “اليوم إسرائيل واحدة من أفضل الدول المصدرة لطائرات بدون طيار. وتخصص 4.5% من ناتجها المحلي على الأبحاث العسكرية، وتحدد 30% اخرى لتطوير للصناعات العسكرية.”

وبحسب الباحث الاسرائيلي، لا يمكن لأحد ان يظن بأنه يستطيع التفوق على إسرائيل عسكرياً لانها منذ لحظة تأسيسها خاضت حروب ومازالت إلى يومنا. هذا الوضع فرض على الإسرائيليين أن يكونوا أكثر أبتكاراً. وفي السنوات العشر الاخيرة، تمكن الجيش الإسرائيلي من تطوير الروبوتات القابلة لأن تتحول إلى جندي ألكتروني يخوض المعركة ويرصد ويستشعر المخاطر والألغام وبدأت تنتشر تلك الروبوتات على الحدود مع غزة وسوريا والجنوب اللبناني.

موقع “سبوتنيك” الروسي، وصف عام 2016 بأنه عام الـ”أف – 35″ الإسرائيلية، بعد نجاح عدد كبير من الصفقات لشراء الطائرة الفتاكة بحيث بلغت قيمتها مليار دولار وبنسبة 33% من حجم الصفقات العسكرية الإسرائيلية.

صفقة طائرات “أف 35” تندرج في أضخم برنامج عسكري بتاريخ إسرائيل والهادف إلى تزويد الجيش بالأسلحة النوعية وبحسب “سبوتنيك” فإن إلى جانب ذلك تهتم إسرائيل بتطوير الخوذ التي يرتديها الطيار الإسرائيلي عبر مشروع تفوق قيمته 206 مليون دولار وذلك بعدما كشفت عدة دول من بينها إيطالية وبالإضافة إلى جنرالات في الجيش الاميركي بأن خوذ الطيارين تعاني من مشاكل ضخمة قد ينتج عنها كارثة.

إقرأ ايضاً: إسرائيل رداً على نصرالله: سوف ندمر لبنان

ولكن بالعودة إلى تحقيق لصحيفة يديعوت احرونوت صدر في مطلع شهر شباط الحالي، أشار إلى نجاح حزب الله في إختراق المجال الجوي لإسرائيل عبر الطائرات بدون طيار وتخللت تلك الخروقات فشل ذريعاً من قبل الجيش الإسرائيلي لعدم تمكنه من رصد تلك الطائرات أو إسقاطها، ما دفع وزارة الحرب الإسرائيلية إلى وضع خطة لسد تلك الثغرة الخطيرة عبر أبرامها صفقات مع شركات إسرائيلية متخصصة بتطوير انظمة الطائرات بدون طيار إلا ان ما من شركة إسرائيلية تمكنت من تصنيع طائرة تتمتع بالمواصفات التي تطمح إليها الوزارة الإسرائيلية.

تقرير اخر لصحيفة يديعوت أحرونوت تناول ما نقلته الأجهزة الإستخباراتية من معلومات ترجح فرضية ان يكون الحزب قد حصل على أسلحة مضادة للبوارج الحربية. وتقول الصحيفة الإسرائيلية بأن جهود إسرائيل بمنع وصول مثل تلك الاسلح إلى الحزب قد تكون باءت بالفشل، وترجح التقارير الإستخباراتية بأن يكون الحزب قد حصل على صاروخ “F-800” أو ما يعرف بإسم صاروخ ياخونت الذي يتمتع بقدرة عالية على استهداف السفن المدنية والعسكرية وتصف صحيفة يديعوت، المصادر التي سربت المعلومات بالموثوقة للغاية ومن غير المستبعد أن يستخدم الحزب تلك الصواريخ لإستهداف البوارج الحربية وتهديد ملاحة السفن الإسرائيلية.

إقرأ أيضاً: غسان جواد لـ«جنوبية»: سيفاجأ الإسرائيلي في السماء وعلى الأرض

مصدر مقرب من حزب الله رفض ذكر إسمه قال لـ”جنوبية”  بأن “المعركة السورية كانت مفصلية لإعادة هيكلة القدرات العسكرية للحزب والإستفادة من الحروب البرية وحروب العصابات، ويستعد حالياً للمعركة الإسرائيلية بعقلية مختلفة عن السابق ويقوم بدراسة الآليات والوسائل التي مكنت المعارضة السورية من الصمود لأشهر رغم كثافة الغارات الجوية من طيران روسيا والنظام السوري.”

“يدرك الحزب بأن أي معركة مع إسرائيل سيكون فيها بوضعية عسكرية مشابهة للمعارضة السورية، رغم أنه من المستحيل مقارنة قدرات الحزب العسكرية بتلك التي تمتلكها المعارضة المسلحة.” ويقول المصدر بأن الحزب “لن يتمكن بأي شكل من الاشكال من عرقلة اداء المنظومة الجوية الإسرائيلية القائمة على طراز متطور من الطائرات المقاتلة.”

لذلك فإن الاخذ والرد بين الطرفين، وإستعراض القدرات “لن تكون مقدمة لمعركة حقيقية بقدر ما هي محاولة من الطرفين لخلق توازن رعب يبرر أسباب عدم الإقبال على المعركة. ويمكن تصنيف ما يحصل بين الحزب وإسرائيل في الوقت الراهن على أنه “حماسة مفرطة بالتهديد يرافقها نوع من اللاحماسة لخوض الحرب، لذلك قد تكون حرب 2006، خاتمة الحروب بينهما.”

 

السابق
مكب النفايات يثير نزاعا في «شوكين» ورئيس بلديتها يهدد!
التالي
الطائفية من دون إلغاء الطوائف.. ريمون اده يموت مرة أخرى