قبل أيام قليلة من انعقاد جولة مباحثات جنيف4 يتصاعد الضغط العسكري من قوات نظام الأسد و الميليشيات المساندة له في تجاوز خطير لجميع اتفاقيات و تعهدات وقف إطلاق النار المعلنة من 30 ديسمبر 2016
حيث شهد حي الوعر المحاصر في حمص عدة غارات جوية بالإضافة إلى القصف العنيف بالمدفعية و الصواريخ الأرضية و عمليات القنص سقط ضحيتها عدد من الشهداء بينهم أطفال
كما استمر الحشد العسكري على حي القابون في مدينة دمشق الذي تعرض لعدد كبير من الغارات الجوية و القصف المدفعي و مما خلف عدداً كبيراً من الشهداء و المصابين ليفجع الحي الدمشقي بمجزرة مروعة مع استهداف إحدى جنازات الشهداء بقذائف المدفعية و الصواريخ ليسقط إثر المجزرة أكثر من 13 شهيداً
و استمرت الاشتباكات و القصف العنيف على جبهات الغوطة الشرقية في ريف دمشق و خاصة مدينة حرستا و كذلك بلدات درعا و حماة و إدلب و ريف حلب.
إقرأ أيضاً: بالفيديو.. بعدما أحرقوا داريا وهجّروها، إرهاب النابالم يحرق أطفال حي الوعر في حمص
كل هذا التصعيد و الخروقات السافرة تأتي بين اجتماعات الأستانة و التعدات الروسية الضامنة لقوات نظام الأسد و حلفائه و لقاء جنيف4 المدد في 23 فبراير الجاري
لتبقى الالتزامات و التعدات الروسية في مهب الريح و تثبت مجدداً إمعان الأسد و حلفائه على الحل العسكري و إجهاض جميع السبل السياسية التي تتفاعل معها قوى الثورة و المعارضة سعياً لرفع المعاناة عن الشعب السوري و إيقاف شلال الدم في عموم المناطق السورية.
إقرأ أيضاً: محرقة حي الوعر في حمص: «الجريمة الأسدية» مستمرة تحت انظار العالم
و مع غياب الضامن الحقيقي لتحقيق وقف إطلاق النار و غياب الموقف الدولي المتردد بين ترتيب ملفات القيادة الأمريكية الجديدة و مداراة جنيف4 المهدد بطلقة الرحمة قبل ولادته تبقى المسؤولية الكبيرة على المجتمع الدولي لتحقيق مناخ ملائم للبدء بالمفاوضات و عملية الانتقال السياسي و الذي لا يمكن أن يبدأ ليثمر الاستقرار المنشود إلا بالالتزام الحقيقي و الجاد بوقف إطلاق النار
وائل علوان
المستشار الإعلامي لوفد المعارضة إلى جنيف