حزب الله «يتسلبط» على أوقاف حومين الفوقا

يكاد لا يمر يوم على قرى وبلدات الجنوب من دون أن تسمع فيه خبراً أو روايةً على فرض قوى الأمر الواقع سطوتها وبالخصوص حزب الله وما يمارسه من تسلط على شؤون الناس، من خلال التدخل المباشر متحدياً كل الأعراف والعادات وحتى القوى الأمنية في حال تدخلها.

بعد ضرب قائد شرطة صور ومشاهد الفيديو الذي شاهده الجميع منذ أيام وغيرها من الأخبار اليومية، ها هي السلبطة يتكرر حصولها يوم أمس في قرية حومين الفوقا، والموضوع هذه المرة متعلق بوضع اليد على أوقاف تابعة بحسب القانون وبحسب الشرع لسلطة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى.

فبعد أن طلب المسؤول المباشر عن الأوقاف في القرية والمعيّن من قبل المجلس الشيعي من أحد العناصر التابعين لحزب الله، إخلاء المكان المخصص كموقف للسيارات بعد أن حوله هذا الأخير إلى مكان خاص، يستعمله على غير وجه حق كمقهى له، عمد ابن الحزب إلى توسيع المقهى وترسيخه كملكية فردية.

وبعد تدخل المسؤول المعني ومحاولة ردعه ودفاعه عن الموقع والحفاظ على وقفيته، لم يلقَ من المعتدي إلاّ المزيد من الإصرار والمتابعة في عملية التوسيعة والتبليط وما إلى هنالك من أعمال بناء، وحصل حينئذ الهرج والمرج الذي وصل إلى حدود التضارب بالأيدي وطرد المسؤول المعني، الذي لم يجد أمامه إلاّ الإستعانة بقوى الأمن من أجل إحقاق الحق وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح.

المفاجأة الكبرى كانت عند وصول قوى الأمن إلى مكان النزاع، لتجد بانتظارها ما يقارب الـ60 عنصراً من عناصر الحزب، بكامل استعدادهم لمقاومة الدرك ومنعهم من إتمام مهمتهم، وبعد حصار القوى الأمنية من قبل هؤلاء العناصر والتدافع والصراخ اضطروا إلى الإنسحاب من موقع الحدث، ليظلّ المعتدي يسرح ويمرح ويتسلبط على وقف بدون أن يرف له جفن أو وازع ديني أو أخلاقي.

إقرأ أيضاً: حزب الله يترك الضاحية الجنوبية للمافيات

هذه الحادثة، كما مثيلاتها نضعها برسم العهد الجديد أولاً وبرسم وزير الداخلية ثانياً، ومن الآن وحتى وصولنا إلى حلم سيادة القانون والمؤسسات في قرى الجنوب وحتى وضع حد لفئة معينة من اللبنانيين يمتلكون فائضاً من القوة تجعلهم فوق القانون وفوق الدستور، فيختبئون خلف المقاومة وسلاحها ويمارسون كل أنواع التسلط والهيمنة على الأملاك العامة من المشاعات ووصولاً إلى الأوقاف، فإلى ذلك الحين نتمنى أن لا يخبرنا أحد عن القوانين الإنتخابية أو عن حرية الرأي، أو كما يتوهم رئيس الجمهورية بأنّ السلاح لا دخل له بحياة اللبنانيين الداخلية.

إقرأ أيضاً: الضاحية الجنوبية «كبش محرقة» خصوم حزب الله

فطالما أنّ السلطة لا تستطيع حماية ” شقفة ” أرض هي بالأساس وقف عام، وطالما أنّ القوى الأمنية تعود من حيث أتت لا حول لها ولا قوة ، لا يخبرنا أحد إذاً عن طبيعة القانون الإنتخابي المزمع إقراره، لأننا بالأساس في الجنوب لا نأتمن أن تصل صندوقة الإقتراع إلى مراكز الفرز بما تحتويه من أوراق، ونكاد نجزم من الآن بوجود صناديق بديلة حاضرة لا تراعي أصول الديمقراطية ولا تعكس أصوات المقترعين .

السابق
رسالة المسلمين الشيعة الى إخواننا العرب
التالي
اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين الواقع في 20 شباط 2017