نصر الله في مسلسل إعادة بيع الأوهام

خطاب السيد حسن نصر الله يوم الأحد الماضي 12/2/2017 كان غنياً... "بالمغالطات"، لا سيما في الشق السوري منه:

يقول نصر الله: “أنا أؤكد اليوم أن حزب الله يؤيد ويساند بقوة، ليس فقط وقف إطلاق النار الذي في الآستانة بل أي وقف إطلاق نار في سوريا يتفق عليه، ونحن نؤيده بقوة، لأننا مع كل إجراء أو تدبير يوقف نزف الدماء، ويحقن الدماء ويعطي الفرصة للمصالحات الوطنية، ويعطي المجال للحلول السياسية”.

اقرأ أيضاً: غسان جواد لـ«جنوبية»: سيفاجأ الإسرائيلي في السماء وعلى الأرض

حسنا؛ إذا كان هذا الكلام صحيحاً فمن قتل أهالي حلب الشرقية ورفض وقف إطلاق النار؟ ومن أوقف إجلاء النساء والجرحى الحلبيين منتصف شهر كانون الأول الماضي على حاجز الراموسة، ثم أطلق النار عليهم وأنزل الركاب وسرقهم وقتل وجرح أكثر من عشرة منهم حتى اضطر الروس لتهديده من أجل إنجاح اتفاق الإجلاء؟ (لم يتم الأمر إلا بعد أن أدخل الحزب الفوعة وكفريا في الاتفاق). ومن الذي حاصر وقصف وادي بردى (أثناء الاستانة)، ونشر إعلامه الحربي صور “انتصاراته” حتى اضطر أهل الوادي للموافقة على نفي أبنائهم المدافعين عنهم مع عائلاتهم إلى إدلب وإعلان الاستسلام المسمى مصالحة؟ ومن الذي يقاتل ويحشد اليوم إلى جانب النظام السوري في كل من درعا والغوطة الشرقية؟!

في شق آخر يقول نصر الله: “الآن الذي يجلس ويحضر بعض الفضائيات العربية، يقول الدنيا خربانة في سوريا. تذهب إلى دمشق الحياة الطبيعية، تذهب إلى حمص الحياة الطبيعية، اللاذقية طبيعية، طرطوس طبيعية، تذهب إلى السويداء طبيعية، كثير من المدن والقرى لست أحفظ أسماءها طبيعية، اليوم الحياة في حلب تستعيد طبيعتها، وهكذا. حسناً، والناس يعيشون ووضع أمني جيد وهناك بعض المدن فيها زحمة سير”.
في 21/3/2012 قال نصر الله “ما في شي بحمص” وكانت حمص تحترق وقد باتت اليوم ركام مدينة، وفي 23/12/2016  قال عنن حلب: “أتوا بصور حصلت في مجازر العدو الصهيوني في الضاحية وغزة وﻷطفال جياع في اليمن” (يعني ما في شي بحلب) وكانت حلب تدك وقد صارت ركام مدينة. فقط؛ أكثر من مليون قتيل وملايين الجرحى والمعوقين ومئات آلاف المعتقلين، ونزوح وهجرة نحو 10 مليون سوري، ودمار شامل للبلد .. وما زال نصر الله يقول الحياة طبيعية…

في شق التغيير الديموغرافي يقول نصر الله: “نُتهم بإحداث تغييرات ديموغرافية في سورية، وهذه كلها أكاذيب من الدول الراعية للإرهاب ومن الفضائيات العربية الداعمة للتكفيريين”.

تفصل الغارديان في تقرير حديث وموثق بتاريخ 14/1/2017 إن “إيران تعيد تشكيل سوريا ديموغرافياً”، وتروي تفاصيل تهجير المناطق المحيطة بدمشق أو التي تربط دمشق بلبنان، وكيف انتقلت 300 عائلة عراقية شيعية إلى الأحياء التي تم إجلاء أهلها في داريا، وماذا يحصل في الزبداني الآن، وكيف يحرق الطابو عمداً، وكيف فاوض الإيرانيون على الفوعة وكفريا.

في الواقع؛ نصر الله ليس متهماً بالتغيير الديموغرافي، وإنّما مدان بالتغيير الديموغرافي والإيديولوجي أيضاً. أهالي القصير والقلمون والزبداني يشهدون. حي السيدة زينب والأمين والجورة (بات اسمه حي زين العابدين) وجوبر والقابون وبرزة والقدم والعسالي يشهدون. بلدات قبر فضة والرملة في ريف حماه تشهد.داريا والمعضمية تشهد. حي الوعر في حمص يشهد.أمجد البهادلي الذي صلى مع مقاتليه وعائلاتهم فوق جثث أهل داريا، كان يفاخر على الإعلام… يشهد.

أما في ملف النازحين؛ فقد طرح نصر الله رؤيته على الشكل الآتي:
1-“الحكومة والقوى السياسية كلها معنية أن تقنع وأن تناقش وأن توصل هؤلاء النازحين إلى المستوى الذي يقبلون فيه العودة”.
2-“الحكومة اللبنانية يجب أن تضع المكابرة جانباً وتقرر وتدرس جدياً كيف تعمل اتصالاً رسمياً ويصبح هناك نقاش مع الحكومةة السورية”.
3-“حزب الله حاضر أن يكون في خدمة الحكومة”.
هذا يعني أن واقع النازحين بات على الشكل الآتي:
1-قتلهم وهجرهم حزب نصر الله من ديارهم.
2-منع عودتهم إلى المناطق التي يسيطر عليها، لا سيما في: القصير والقلمون والزبداني.
3-يريد إعادتهم مستسلمين فيما يعرف بالمصالحات “حتى لو احتجنا أن نأتي إلى أهل هذه القرية وأهل هذه المدينة الموجودينن في لبنان ونأتي بأقاربهم أو وجهائهم أو فعالياتهم الموجودين في سوريا في تلك المدينة ليأتوا ويطمئنوهم ويخبروهم عن نتائج المصالحات”.
4-أن تخضع الدولة اللبنانية للنظام السوري وتعيد التواصل الرسمي معه وتنسق من أجل إعادة النازحين السوريين.
55-أن يقوم الحزب بدور العراب بين النازحين وأقاربهم وبين الحكومة اللبنانية وبشار الأسد.

يخلص نصر الله لسرد الوقائع في سوريا كما يراها:
– “في الست سنوات التي مضت كانت سوريا أمام خطر سقوط الدولة” 12/2/2017 علما أن نصر الله قال في 7/4/2014 “تجاوزناا خطر التقسيم في سوريا والخيار العسكري قد فشل”.
– “الدولة التركية كانت داعماً قوياً لداعش ولكن الآن تحسرت تركيا” علما أن الدولة التركية هي الدولة الوحيدة التي لم تقاتل فيي سوريا إلا داعش.
-“أميركا (أوباما وكلينتون) صنعت داعش وترامب صادق في ذلك” علما ان داعش تعيش على جرائم النظام و”حزب الله”.

اقرأ أيضاً: تهديدات نصرالله لمفاعل ديمونا تتفاعل وتأهيل المختلط قيد البحث

لا يهمه مدى تزييف الحقائق وعدد المرات التي باع فيها الوهم نفسه؛ الأهم أن يستمر نصر الله بعرض انتصاراته ومفخراته لأن: “العالم الآن وهذه الدول التي تحترمونها وتحترمون عقلها وقرارها ومعطياتها ومعلوماتها، بعد 6 سنوات جاءت لتقاتل مَن خَرجنا نحن قبل سنوات لنقاتلهم في سوريا، ولنقول للعالم كله وللبنانيين وللسوريين ولشعوب المنطقة ولشعوب العالم إن السماح لهؤلاء بالانتصار وبالسيطرة على سوريا يعني التهديد الفلاني والفلاني، لا حاجة لأن أعيد”.

السابق
نصرالله وفنون التعتيم على مجازر الممانعة من سوريا إلى إيران
التالي
الأنباء: تحشيد الدروز العرب لدعم جنبلاط