القوى الامنية التي قمعت الحراك المدني لماذا تسكت عن أنصار أمل؟

لم تحرك القوى الامنية ساكناً لردع الإعتداءات التي نقلت ببث حي على قناة الجديد.. من وراء الإعتداء على قناة "الجديد" ؟

رسائل سياسية وأمنية وجهت ليلة أمس إلى قناة الجديد مع كل حجر رشق على مبناها، صولات وجولات لمتظاهري حركة أمل تحت المبنى إلى أن تطور التحرك إلى مسرح مفتوح لتنفيذ الشغب والإعتداء على مرآى عناصر قوى الامن الداخلي. وقد علق المخرج ومعد البرامج شربل خليل على عملية الإعتداء التي نفذتها عناصر غير منضبة لحركة أمل على قناة الجديد بالقول “مش رمانة.. هيدي قلوب مليانة”.

مصادر أكدت لموقع جنوبية بأن أحد النواب اللبنانيين طلب من المتظاهرين أن يتجمعوا داخل الأحياء التي تسيطر عليها حركة امل في بيروت للتوجه “فوراً” إلى مبنى تلفزيون الجديد.

أما نائب حركة أمل هاني قبيسي فقد هاجم عبر منشور له على فيسبوك قناة الجديد قائلاً “عقْدكم مع بعض النظام الليبي بقيمة ٧٠ مليون دولار لطباعة كتبهم ،أهم من كل قضايا الوطن وأهله، لأنه فرق كبير بين رجلِ أعمال يمتلك محطة تلفزيونية تدافع عن مصالحه، وبين عالمٍ قائدٍ كموسى الصدر أمضى حياته مدافعاً عن مبادئه”.

وفي عودة سريعة إلى مجريات موجة الإحتجاجات التي إجتاحت عدة ساحات لبنانية عام 2015 بعد تفاقم أزمة النفايات، وجهت الأجهزة الامنية سلة إتهامات لمجموعات شاركت في الحراك المدني واتهمت تلك المجموعات بالعمل على زعزعة الحراك المطلبي وتحويله إلى نزاع مع القوى الأمنية. فاعتقلت القوى الأمنية عددا من المتظاهرين وتم إحالة بعضهم إلى محاكم عسكرية بعد ان وجهت إليهم تهم من بينها نشر الفوضى وتحطيم الأملاك الخاصة والإعتداء على قوى الأمن.

إقرأ أيضاً: يا ويلنا من بعدك يادولة الرئيس(3): أمل اللبنانية في زمن الوصاية الايرانية

أما ليلة أمس، فقد إجتمع مناصرو حركة امل أمام مبنى قناة الجديد للتعبير عن غضبهم مما ورد في حلقة “دمى كراسي”، وبدأوا على مرأى من القوى الأمنية بعمليات رشق حجارة للمبنى وتكسير وحرق دون ان تحرك تلك القوى ساكنا. فقد تناولت الحلقة التي تسببت بهذا العنف، ملف الإمام موسى الصدر وكان ضيف الحلقة النائب حسن يعقوب الذي تم إعتقاله السنة الفائتة بتهمة إختطاف هنيبعل القذافي نجل الرئيس الليبي المخلوع معمر القذافي.

وبحسب حركة أمل فإن الحلقة تطاولت على شخص الامام السيد موسى الصدر، إلا أن مضمون الحلقة كان خالياً من أية إهانة للإمام المغيّب، غير ان سياق الحلقة كان بمثابة سهام مصوبة نحو رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري لجهة إستغلال ملف الصدر لتحقيق مكاسب سياسية، كما بدا ذلك في الحلقة.

إقرأ أيضاً: مصدر لـ«جنوبية»: بكبسة زر حجبنا قناة الجديد عن الشاشات

فأمام مبنى الجديد بدا المشهد مختلفاً لجهة الطريقة التي تعاطت بها قوى الامن الداخلي مع مظاهر الشغب والإعتداءات على الأملاك، فلم تعامل بحد ادنى من القسوة التي عومل بها الناشطون في الحراك المدني، وقد نقلت شاشة الجديد رشق المتظاهرين بالحجارة على المبنى، وتبين من خلال البث الحيَّ أن الكاميرا التي نقلت التظاهرة قد تعرضت للكسر مما إضطر فريق العمل الجديد إلى إستبدال الكاميرا بآخرى لإستكمال البث.

ومن جهة اخرى كانت تصريحات المسؤولين الحكوميين ملفتة وملتوية ومن بينها ما قاله وزير الإعلام اللبناني “هناك عدد من الشبان يعتبرون أن إعلام الجديد، أساء لهم”، مستدركا “إعلام الجديد حر”، لافتا “أنا لست متأكدا من حصول إساءة أم لا، وهذا الأمر يتطلب تحقيقا، وأنا بانتظار نتيجة التحقيق”.

كذلك لم تتحدث البيانات الصادرة عن وزارة الداخلية اليوم، عن تنفيذ إعتقالات للمتظاهرين، رغم إرتكبهم لأفعال يعاقب عليها القانون كما حصل مع مجموعة الحراك المدني، ومنها الإعتداء على الأملاك الخاصة وتشكيل مجموعات شغب.

وعن مهاجمة مبنى الجديد وسكوت القوى الأمنية قال مصدر عامل في الجديد رفض ذكر إسمه لموقع “جنوبية” بأن “محطة الجديد ليلة الأمس، اكدت بأنها ليست تابعة لأي فريق سياسي أو حزبي لبناني، ولو كانت كذلك لرأينا مشهداً مختلفاً ولما سمح للمتظاهرين بالتمادي بالإعتداءات.”

لا يجرؤ أحد من المسؤولين اللبنانيين على الوقوف في وجه أزلام زعيم طائفي مستوفية شروط الزعامة فيه، فله دوائره الرسمية وضباطه ومدراؤه وجنوده في الدولة، وله رجال يهتفون باسمه “نفديك بالروح وبالدم”، في حين ان المؤسسة الاعلامية اللاطائفية تبقى يتيمة دون زعيم يحميها وتستأهل كل شرّ!

 

السابق
السجين القائد مروان البرغوثي في فيلم وثائقي
التالي
برّي: حماية لبنان لا يكون إلا من خلال إقرار قانون جديد