الحدث«التحتانية» ليست هي نفسها الحدث«الفوقانية»!

شكوى من أهالي الحدث الشارع التحتاني تضيئ على التمييز الذي يلقاه المقيمون هناك، نظرا لكونهم من مختلف المناطق اللبنانية، في سياسة تكميلية للقرارالذي يمنع الاختلاط بين ابناء الحيين معا. رغم التحالف الذي صار عمره 11 عاما بين حزب الله والتيار العوني.

يعاني أهالي الحدث من الجهة الغربية، أو ما يُعرف بـ”الحدث التحتانية”، من أهمال كبير من قبل بلدية الحدث، التي تسلّمت مهامها مع الانتخابات الأخيرة في العام 2016، والتي يترأسها جورج عون.

اقرأ أيضاً: القوى الامنية التي قمعت الحراك المدني لماذا تسكت عن أنصار أمل؟

وفي جولة على المنطقة التي يشتكي سكانها من اهمال البلدية يتأكد لنا بالعين المجردة وجود الحفر الكبيرة التي فتحتها بلدية الحدث لاصلاح اعطال المياه وتركتها كما هي دون اي ردم، اضافة الى جوانب الطرقات التي تمتلأ بالنفايات والأرصفة المهملة، علما ان سكان المنطقة التي تقع جنوب خط الحدث يدفعون للبلدية الرسوم والضرائب، ولا يلقون مقابل ذلك أية خدمات.

ومن يقطع الخط العام التي يفصل بين الحييّن يكتشف مدى الفرق بين الحدث من فوق، والحدث من تحت، فالحيّ او الشارع الفوقاني مرتب ونظيف ومنسق، اما الصورة الأخرى للحيّ او الشارع السفليّ يؤكد على ان ثمة غياب تام للبلدية وللجهات المعنيّة لدرجة ان احد افراد شرطة المرور لم يعد يحتمل وجود كثرة الحفر والمياه في الحيّ التحتاني يستصرخ الإعلام للإضاءة على اهمال البلدية الفاضح.

ويرى بعض السكان في المنطقة ان معظم المقيمين في الشارع التحتاني للحدث هم من أبناء عكار والبقاع والجنوب، حيث لا أصوات إنتخابية لهم في بلدة الحدث، مما يُعيدنا الى قصة حيّ السلم – الشويفات.

ومن جملة مشاكل القوانين الانتخابية في لبنان ان القانون الإنتخابي الخاص بالبلديات يفرض ان تكون أصوات الناخبين حسب الولادة على الهوية، و طالما ان المقيمين هم من غير إبناء المنطقة، فلا مصلحة انتخابية معهم، ولا خدمات.

وفي جولة، تحدثنا مع أحد أصحاب المولدات الكهربائية في المنطقة، فقال اننا بصدد تقديم عريضة الى البلدية ومخفر الدرك لتغيير هذه الواقع المؤلم، حيث ان البلدية تعمد الى احراق النفايات بقايا “الفضلات النحاسية” المُضرة بالسكان، اضافة الى الحُفر، وهي تتقاضى من الجميع الضرائب دون القيام بتحسينات”.

علما ان أموال الضرائب يجب ان تصبّ في مصلحة المشاريع الانمائية للمنطقة، اضافة الى انتشار الكلاب والقطط والجرذان التي تغطي الأحياء جراء النفايات، مع انعدام الاضاءة ليلا، مما يفقد السائرين ليلا الشعور بالامان.

وفي اتصال مع أم علي شهاب، التي تقيم في المنطقة، قالت: “الفعاليات في المنطقة غائبة كليّا، فيمكن القول ان “فوق الطريق ليس كمثل تحت الطريق”، فعندما أسير بسيارتي أدخل حفرا لا أخرج منها، لان البلدية تحفر الحفرة وتتركها”.

ففي مجمّع يضم ستة أبنية، وكل بناء فيه يوجد أربعة طوابق، وكل طابق يحوي شقتين، ويقع أسفل الطريق العام أي في الجزء الجنوبي من الحدث، أكد عدد من سكانه انهم يدفعون الرسوم البلدية، وجميعهم من عكار والجنوب والبقاع.

وفي تحليل بسيط يشعر المراقب انه ربما لهذا الامر علاقة ما، كون ثمة سابقة بارزة وهي منع بيع المسيحيين املاكهم للمسلمين. هذا القرار سهّل على البلدية الفرز الطائفي وجعلها تخدم من هم من أبنائها فقط لان البلدية تضم 18 عضوا من المسيحيين فقط.

وفي اتصال مع رئيس البلدية جورج عون لايصال صوت سكان الحي الجنوبي للحدث، وبعد اطلاعه على شكاوى الناس، قال: “بالعكس تماما، نحن نخدم المنطقة، وارفض الكلام عن منطقة فوق ومنطقة تحت، لكن منطقة الليلكي كلها مخالفات، وهذا الحي الذي تتحدثين عنه في جزء منه تابع لبلدية الليلكي – المريجة“.

و”نحن كبلدية مسؤولون عن منطقة صغيرة في المنطقة التي هي امتداد للحدث، وهذه المنطقة كلها مخالفات، وتعديات، ومحتلين، وأناس معمرّين فوق قنايات المياه”.

اقرأ أيضاً: مافيات المياه في الغبيري أقوى من الدولة والبلديات

وعن نية توقيع الاهالي لعريضة سيتوجهون بها إليه والى المخفر طالما ان المنطقة ليست كلها تابعة لبلديته؟، قال: “انا كرئيس بلدية أقول اني سأستقبلهم وأهلا بهم”.

والملاحظ ان الفعاليات السياسية في حي الحدث التحتاني موضوع الشكوى لا يتحركون، ربما خوفا على الحلف العوني الحزباللهي القائم منذ 11 عاما.

السابق
المجلس الشيعي يستنكر «الأسلوب اللا أخلاقي» من قناة الجديد بحق الامام الصدر
التالي
الاعلان الانتخابي: ما بين التجارة والسياسة وصناعة الرأي العام