حجب «الجديد» في زمن «التشبيح» الإنتخابي

يُقرر مشغلو خدمة الستلايت حجب محطة الجديد والجميع صامت لا رئيس ينطق ولا دُعاة حماية الحريات يتحركون، ولا القضاء ولا أجهزة الأمن وسواهم. ليس دفاعاً عن الجديد، لكن من يحمي القانون وتطبيقه؟

من يحقُّ له أن يحجب أو يسمح بحجب محطة لبنانية؟ بعض مشغلي خدمة الدش في الضاحية الجنوبية وفي الطريق الجديدة وفي النبطية، وغيرها من المناطق والأحياء، قرروا أن يحجبوا محطة الجديد عن المشتركين من دون أن تستند هذه الخطوة إلى قرارٍ قضائي أو وزاري أو ماشابه من قرارات تصدر عن جهة رسمية معنية. يكشف هذا السلوك عن نزعة تعسفية وغير مبالية لا بالقانون ولا باحترام المشاهد الذي يحقّ له أن يشاهد المحطات اللبنانية في الحدّ الأدنى، ويريد في نفس الوقت أن يلمس أنّنا فعلاً في دولة تمارس سلطاتها وواجباتها في حماية المواطن سواء كان معتدىً عليه من شاشة لبنانية، أو من قبل من قرر أن يطفىء هذه الشاشة بقرار همايوني صادر عن من لا يملك حق التصرف.

«التشبيح» في الفضاء العام ليس وسيلة يمكن أن يركن إليها المواطن، ولا أسلوباً يمكن اتباعه في نظام العلاقة بين الشاشة والمشاهد، نريد أن نصدق أنّ ثمّة دولة وهناك قانون ولدينا محاكم ووزارة إعلام، وأخيراً لدينا «محفوض» في المجلس الوطني للإعلام، نريد أن نصدق أنّ بين هؤلاء من يعنيه القانون. كثر منّا من يحبون محطة الجديد وكثر لا يحبون هذه المحطة ولا يشاهدونها، وهذا شأن خاص لكل مشاهد، وللبعض حق أن يطلق عليها تسمية «دكانة الجديد»، ويحقّ لآخرين أن يطلقوا عليها منبر المقاومة والطبقة العاملة، ولكن لا يحق لمشغلي خدمة الستلايت أن يقرروا هم بمفردهم ومن دون مسوّغ قانوني، وقف تقديم حق المشاهدة لهذه المحطة.

إقرأ أيضاً: مصدر لـ«جنوبية»: بكبسة زر حجبنا قناة الجديد عن الشاشات

ما جرى مع محطة الجديد جرى قبل سنوات مع محطة الـ (LBC) حين تعرضت وللمفارقة، في البرنامج نفسه، الذي انتقل إلى محطة الجديد، إلى شخصية شيعية بطريقة كاريكاتورية، وعلى رغم قناعتي أنّ هذا من حق البرنامج وأيّ إعلامي تجاه شخصيات سياسية وعامة، إلاّ أنّ ذلك لا يقلل من واجب القضاء في أن يكون طرفاً في لجم ما يعتبر تعدياً وانتهاكاً لأي مواطن.

إقرأ أيضاً: غضب زعيم الطائفة: بين حسن يعقوب وبهيج أبو حمزة!

يحضرني في هذه اللحظات عنوان الإنتخابات النيابية وديمقراطيتها ومحاضرات السيد حسن نصرالله والرئيس نبيه بري عن الديمقراطية والتمثيل الصحيح، بربكم هل تعتقدون أنّ هؤلاء الذين يستبيحون الشوارع ويهددون ويتوعدون من دون أيّ وازع من رجل أمن، يمكن أن يقبلوا بانتخابات نيابية ديمقراطية تتيح حرية الإنتخاب والترشح، من دون أن ينال من يعارض الزعيم ما نال محطة الجديد؟ هذه محطة وراءها ما وراءها من مال وسلطة، فما بالكم بالمواطن العادي والمرشح العادي في إحدى قرى البقاع الراعد، والضاحية والشموس، أو الجنوب الصامد… فلنتأمل… لا جديد .. لا دولة…بل المزيد من التشبيح نفسه.

السابق
14 شباط 2005 إغتيال مشروع الدولة: #قاتل_الرفيق_طليق
التالي
إلى رفيق الحريري: لن تفتخر بِنا