الخلاف العبادي – الصدري وما بينهما «مفوضية الانتخابات»

العراق
الى ماذا يسعى مقتدى الصدر في تحركاته الاخيرة، في مواجهة حليفه السابق حيدر العبادي، في ظل مخاوف على الأحجام بعد القرار الحكومي باعادة النظر في دور المفوضية الخاصة بالانتخابات النيابية المقبلة عام 2018؟

ردا على عملية اطلاق النار على المتظاهرين، التي حصلت السبت الفائت، والتي ادت الى سقوط سبعة ضحايا أبرياء، أطلقت صواريخ من طراز كاتيوشا على المنطقة الخضراء، هذه المنطقة المقفلة، والتي تضم معظم المقرات الحكومية والبعثات الدبلوماسية في بغداد.

اقرأ أيضاً: العالم يسير ببطء نحو حرب عالمية ثالثة

وقد نقل الاعلام العراقي، ان الصواريخ أطلقت من حيّ البلديات وشارع فلسطين شرقي العاصمة، دون تحديد الجهات التي ارتكبت هذه المجزرة. علما ان أحدا من داخل المنطقة الخضراء لم يصب بأي أذى.
مما استدعى قيام القوات الأمنية بفرض إجراءات أمنية مشددة في بغداد، بعد هذه الاحداث الدامية خوفا من تطورها، خاصة ان البلد يعيش حالة اضطراب أمنيّ في الموصل.

مع الاشارة الى ان المنطقة الخضراء تمتد على مساحة كبيرة، وتضم مكاتب رئاسة الوزراء ورئاسة الجمهورية، ومجلس النواب، وعددا من السفارات الاجنبية، كالسفارة الأميركية، اضافة الى بيوت عدد كبير من المسؤولين العراقيين، في طوق من الباطون كأنهم يعيشون في عزلة تامة، وهذا الطوق الأمني يعرقل حياة العراقيين في اعمالهم، اضافة الى ان نتائج العمل الحكومي لا تظهر الا فضائح الفساد والفشل.

هذه المظاهرات التي شارك فيها عشرات الآلاف من أنصار السيد مقتدى الصدر، للمطالبة بتعديلات فيما يخص اللجنة المشرفة على عملية الانتخابات المرتقبة.
وكان مقتدى الصدر، وبعد سقوط القتلى قد دعا المتظاهرين إلى “الانسحاب التكتيكي” حقنا للدماء ومنعا لسقوط مزيد من القتلى.
وفي اتصال مع المحلل السياسي الخبير في الشأن العراقي الاعلامي توفيق شومان، حول خلفيات هذه الاحداث، صرّح لـ”جنوبية” قائلا: “إن الخلاف هو بين التيار الصدري ورئيس الوزراء حيدر العبادي، ومن دون شك انه متعلق بالانتخابات التي ستجري عام 2018 وسبب الخلاف يعود الى دور المفوضية المسؤولة عن الانتخابات. فمقتدى الصدر يريد ان يُدخل أحد المقربين منه الى هذه المفوضية، وان يكون له رأي ودور في عملها. وعلى ما يبدو ان هناك تغييرات داخلها ستجري، لذا هو خائف من استبعاده، اضافة الى الخلاف بينه وبين التحالف الشيعي. علما انه لم يحافظ على علاقة ايجابية مع اي من الاطراف العراقية وهو الذي كان على توافق مع رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي، والمجلس الاعلى الذي كان على علاقة جيدة معه، وكانا حليفين. اما الخلاف اليوم فهو بسبب آلية تشكيل المفوضية التي ستُشرف على الانتخابات المقبلة، والتي ستحدد بالتالي حجم كل قوة سياسية قبل الانتخابات وبعدها”.

توفيق شومان
المحلل السياسي والخبير في الشؤون العراقية توفيق شومان

و”عمليّا، يضيف شومان، التظاهرات التي حدثت هي اعتراض على خارطة التحالفات المقبلة، وبرأييّ لا بد من تشكيل هيئة تحقيق بالنسبة لعدد الضحايا، ومن الذي اطلق النار. لكن ثمة معلومات تقول ان هناك طرفا ثالثا قد اطلق النار على المتظاهرين، لذا يجب ان يكون هناك تجاوب وتحقيق شفاف، خصوصا ان التيار الصدري يدعو الى اقتحام المنطقة الخضراء”.

اقرأ أيضاً: الفساد الديني في العراق: شيعي وسني

وعن سبب اشتعال الخلاف، علما ان الاطراف المتصارعة ترتبط بجهة سياسية واحدة، وهم ضمن حلف سياسي واحد مدعوم من إيران؟ أجاب الاعلامي توفيق شومان أن: “التيار الصدري ليس عند الايرانيين، ودون شك أخذت مسألة الحوار بين الايرانيين والاطراف العراقية وقتا طويلا من اجل ترتيب البيت العراقي، لكن بقيّ مقتدى الصدر الوحيد الذي لم يدخل ضمن الاطار الايراني. وهو من ابرز الاطراف الذين بقوا خارج التحالف الشيعي، ولديه مواقفه الخاصة، والتي لا تعبّر عن الاصداء الايرانية، لذا فإنه يأخذ الحيز والمجال الخاصين به”.
وحول وساطة أمين عام حزب الله بين الاطراف العراقية المختلفة خاصة مع السيد مقتدى، اعتبر شومان أنه: “قيل ذلك، لأنه وبصورة عامة الاطراف العراقية واللبنانية، وعلى المستويين الشيعي اللبناني والعراقي متقاربين فيما بينهم، ولا زال اللبنانيون يلعبون دورا بارزا، ويحاولون تحسين العلاقات، لكون معظم هذه الاطراف تندرج تحت اطار محور المقاومة، الذي يضم معظم أطراف التحالف الشيعي من دمشق وطهران وبغداد الى الضاحية”.

السابق
إشادة الرئيس عون بسلاح حزب الله تهدّد بعودة الانقسام السياسي
التالي
إصابة شخصين جراء انهيار سقفي عقار في الاشرفية