إشادة الرئيس عون بسلاح حزب الله تهدّد بعودة الانقسام السياسي

تصريح ملتبس لرئيس الجمهورية ميشال عون أعلى فيه من شأن سلاح حزب الله وأظهر فيه تفوقه على الجيش اللبناني، أدى إلى تعكير صفو الحياة السياسية في لبنان بعد الرهانات على نجاح عون بتقديم نفسه كنموذج لرئيس وسطي. والسؤال سيكون انه بعد احراج عون لحلفائه الجدد.. كيف سيكون مسار "العهد الجديد"؟

لم يهضم صقور 14″ أذار” التصريح الأخير لرئيس الجمهورية ميشال عون فيما يتعلق بسلاح “حزب الله” في حديثه لمحطة “CBC” الفضائية المصرية الذي قال فيه”ما دام الجيش اللبناني لا يتمتع بالقوة الكافية لمواجهة اسرائيل، فنحن نشعر بضرورة وجود هذا لسلاح حزب الله لانه مكمل لعمل الجيش ولا يتعارض معه”.

اقرأ أيضاً: رداً على منح عون الشرعية لسلاح حزب الله: #عهد_سلاح_الإرهاب

أما الرئيس سعد الحريري وقائد القوات اللبنانية سمير جعجع اللذان دعما وصول عون إلى سدّة الرئاسة إلتزاما الصمت على الرغم من أن كلام رئيس الجمهورية يخرج تماما عن التسوية التي وعدت برئيس وسطي. إلا أن عون أحرج حلفاءه الجدد اذ ظهر بثوب الرئيس “الممانع”، ليكرس بذلك المخاوف التي أبعدته لسنوات عن بعبدا.
فهل يكون لهذه المواقف تبعات على الداخل اللبناني تعكر صفوة الحياة السياسية؟ وتؤثر على التحالفات؟


وفي حديث مع مستشار الوزير السابق أشرف ريفي الصحافي والمحلل السياسي أسعد بشارة أكّد لـ “جنوبية” أنه “عندما كان العمل جار لإقناعنا بضرورة انتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية أوحوا لنا آنذاك أنه سيكون رئيسا وسطيا لجهة إلتزامه أولا بإتفاق الطائف والتأكيد على لعبه دورا متوازنا في كيفية التعامل مع سلاح حزب الله ومفهوم الدولة”. وتابع “لكن يبدو أن عون أطاح بالإلتزام وبالضمانات التي أدت إلى نشوء التسوية الرئاسية”.
وأشار بشارة أن “كلام عون عن ضرورة وجود سلاح غير شرعي للميليشات داخل الدولة اللبنانية يضرب من خلاله ما تبناه بخطاب القسم وكذلك مضمون البيان الوزاري”.
وأضاف”هذا ما يؤكد أن عون في الرابية هو نفسه عون في بعبدا”. وأضاف “وبالتالي يعطي بذلك شرعية لسلاح حزب الله بشكل كامل والمعروف بأنه أداة لإيران في لبنان والمنطقة”.
وتساءل بشارة “هل يمثل هذا السلاح الدولة والحكومة اللبنانية؟” وتابع “لماذا الصمت من قبل الموجودبن في الحكومة”.
وفي الختام تمنى بشارة أن “أن يتم التصويب على هذا الموقف من قبل القيادات السياسية خصوصا الحريري وجعجع، وإلا فإن الصمت سيؤكد أن لبنان أصبح صندوق بريد لصراع إيران والسياسة التوسعية لها في المنطقة”. لافتا الى أن “موقف عون يُخرج لبنان من الحياد بشكل كلي”.

اقرأ أيضاً: عون يشرعن سلاح «حزب الله» وتياره يعلّق «#فخامة _العماد_المقاوم»

من جهة أخرى، اشار القيادي في تيار “المستقبل” النائب السابق مصطفى علوش في حديثه لـ “جنوبية” أنه ” «لا يعلم» فيما لو شملت التسوية الرئاسية الاتفاق بشأن السلاح غير الشرعي لحزب الله ولكن الأكيد أن خطاب القسم لم يتطرق فيه عون لهذا الأمر”.
وأعرب “عن إستغرابه لجهة ما صدر عن الرئيس عون قائلا “لا أدري ما طرأ على عون لكن الشيء المؤكّد أن ما صرّح به لا يتناسب مع منطق السيادة ووحدة القوى المسلحة في لبنان خصوصا إذا كان يقصد في كلامه حزب الله”. وتابع إلا أن “كلامه واضح أنه يشرع سلاح حزب الله ويشرع بالتالي تأسيس غيره لمجموعات مسلحة التابعة للخارج”.
وخلص علوش غلى أن “الرئيس الحريري يحاول عدم الدخول في صدام مع الرئيس عون لتسهيل مسار الحكم”. وأضاف “لننتظر ونرى ما سيقوله الحريري غدا في البيال”.

السابق
العالم يسير ببطء نحو حرب عالمية ثالثة
التالي
الخلاف العبادي – الصدري وما بينهما «مفوضية الانتخابات»