هيثم منّاع يشرح في كتابه عن «الأوجالانيّة… البناء الإيديولوجي والممارسة»

كتاب "الأوجالانيّة... البناء الإيديولوجية والممارسة"، هو الكتاب الجديد، الاصدر حديثاً، للكاتب السوري الطبيب والدكتور هيثم منّاع، (عن دار الفارابي في بيروت وفي طبعة أولى 2017).

ويتألف متنُ هذا الكتاب من المحاور التي تحمل العناوين التالية، والمسبوقة بتقديم ومدخل: “الاستمرارية والانقطاع” “عبادة الشخصية”، “حقوق الأشخاص وحقوق الشعوب”، “المقاومة المدنية الديموقراطية والحروب السورية”، “من تحرير المرأة إلى النسويّة”، “ملاحق تأمّلات في القضية الكرديّة”، “البنية القانونيّة للأمّة الديموقراطية”، “كلمة صالح مُسلم محمد رئيس حزب الاتحاد الديموقراطي في مؤتمر جنيف 2013″، “ميثاق حركة المجتمع الديموقراطي”، و”بيان للرأي الام من الكنائس المسيحية والمؤسسات والأحزاب السياسية والتجمعات المدنية في الجزيرة السورية”.

اقرأ أيضاً: كتاب «دمُ الأخوين» لفوّاز طرابلسي: عندما يُصبح قتلُ الأَخِ واجباً دينياً!

وهذا الكتاب وُلد على خلفيّة أنه: “منذ عقود، دخلت الأوجالانية (أو الآبوجية كما يحبذ أنصارها تسمية أنفسهم) طرفاً أساسياً في الصراعات السياسية والإيديولوجية والعسكرية في مختلف البلدان التي يعيش فيها الشعب الكردي. ثمة من اختصر الظاهرة بالطفولية اليسارية. أو اختزلها بالحركة الانفصالية، ومن حاول فقط تقديمها كتنظيم إرهابي. إلا أن هذه الحالة تحولت عبر أكثر من أربعين عاماً من العمل المسلح والمراجعات السياسية والإيديولوجية والقدرة على الاستقطاب إلى قم صعب في المعادلة الإقليمية، ولم يعد بالإمكان اختزالها أو اعتبارها ظاهرة مؤقتة يمكن التعامل معها بالإنكار أو العنف الصلف. ومن المؤسف أن الجمهور الناطق باللغة العربية قلّما تابع التحولات العميقة التي عاشتها الأوجالانية في حقبة امتزج فيها التصحّر الثقافي بالتطرف المذهبي والتراجع الفكري ةالثقافي، وصار العنف فيها قاسماً مشتركاً أعلى بين القامع والمقموع”.

كتاب

يحاول هذا الكتاب تناول الحالة الأوجالانية، دون محاباة أو تحامل. كذلك دون أي خلط بين حقوق مشروعة لشعب وبرامج سياسية وممارسات لحركة تدافع عن هذه الحقوق.

ويوضح المؤلِّف في تقديمه للكتاب قائلاً: “أرفض توظيف هذا الكتاب منقبل كل النزعات الانغلاقية والشوفينية والدينية، التي تحاول، عبر نقد ممارسات يقوم بها طرف أو تنظيم كردي أن يضع على الطاولة فكرة الحقوق الكردية المشروعة وغير القابلة للتصرف. وأعتبر أن هذا الجهد، محاولة متواضعة من كاتبه، لمناقشة الأفكار والبرامج المطروحة لبناء شرق جديد يعيد النظر بشكل جذري في العلاقة بين شعوب المنطقة كافة، بمن فيها طبعاً، التركي والفارسي. وكما قلت وأكرر دائماً نحن أبناء ثقافة يتم فيها الطلاق بين الزوج والزوجة بثلاث كلمات، في حين لا يمكنك أن تغير جارك لا بتسونامي ولا بزلزال. قدرنا العيش المشترك والنهوض المشترك، والشراكة من أجل عالم أفضل، ولا سبيل غير ذلك لتراجع العنف والظلم والعسف في هذه البقعة من كوكبنا.
وجاء في ختام مدخل الكتاب توضيح الكاتب قائلاً: من الضروري الإشارة إلى ثلاث نقاط منهجية حرصتُ على احترامها في هذا الكتاب وهي: الأولى تتعلق بالتحليل النفسي لشخصية أوجالان، فقد تجنبت ما يمكن تسميته بالتحليل النفسي البري (sauvage) لأنني لم ألتقه في حياتي، وقلة من مصادري ممن يعرفونه جيداً. لذا لم يكن من المناسب دخول حقل الألغام الخاص به عبر شهادات مبعثرة ومتعارضة أحياناً ولا تخلو من الشخصانية.

الثانية: أن الطبيعة الساخنة لموضوع الكتاب والمواجهات العنيفة التي تخوضها التنظيمات الإيديولوجية الأوجالانية لا تسمح دائماً بذكر أسماء الأشخاص كحدث أو كشهادات. إن حرمة الحرية وحق الحياة والمقاومة، لا تسمح للباحث بأن تؤثر معارفه وعلاقاته الصداقية في أي وضع نضالي أو أمني لمن هو في المعمعان. ولعل ذلك يحدث في طبعات مقبلة للأمانة العلمية، فقط عندما لا يترك ذلك أي أثر سلبي، بالمعنى الأمني، في صاحبه.

اقرأ أيضاً: فاضل الربيعي يكشف: «بنو إسرائيل وموسى لم يخرجوا من مصر»!

أما الثالثة، فهي موقفنا الصارم من المرض السائد في منطقتنا والمتمثل بالذاكرة القصيرة والانتقائية. فليس بالإمكان تحقيق التجاوز، عند الأشخاص والجماعات في غياب التأريخ الدقيق والأمين. فالتاريخ يعلمنا بأن كل بروباغندا تحاول تقديم نفسها بحلة جميلة على طول الخط، تشكل عملية مفضوحة لتدنيس الوعي.

السابق
ما هي الضغوطات التي يتعرض لها الناخبون؟
التالي
قوى الامن: توقيف عصابة للسلب بقوة السلاح في المريجة