عندما يتحدث نصرالله عن الكرامة الانسانية والمسؤولية الاسلامية

عندما يتحدث السيد حسن نصرالله اليوم عن وجوب عودة النازحين السوريين الى مدنهم المدمرة، لا يظهر ذلك بانه حريص على كرامتهم كما يقول وهو الذي تسبب وحزبه بنزوحهم هذا، من خلال مشاركة جيش النظام بعمليات الاحتلال والقتل والتدمير التي شهدتها المدن والمناطق المنكوبة في سوريا، التي انحدر منها هؤلاء النازحون.

جريمة تهجير السوريين استبقت نشوء تنظيم داعش، فمناطق القلمون والزبداني جرى تدميرها وتهجيرها من قبل مقاومة حزب الله ودائما في سبيل تحرير القدس قبل نشوء تنظيم داعش، ويجب التذكير ان تحرير القدس لم يمر في اي ارض سورية سيطر عليها هذا التنظيم الارهابي، بل جحافل الميليشيات المذهبية استهدفت الجيش الحر وما كان يعرف بالتنسيقيات، تلك التي كانت تبشر بالثورة بعيدا عن اي تطرف مذهبي او طائفي.

امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله اراد في خطابه اليوم (الاحد) ان يخلط الامور ببعضها، حين قرر ان من حاربتهم مقاومته قبل اربع سنوات هم نفسهم الذين اجتمعت الدول والجهات على محاربتهم في سوريا اليوم، وبمعزل عن محاولته نيل شهادة الحرب الشريفة من تركيا او روسيا، الا ان احدا لن يستطيع ان يبرىء ايران وادواتها من دم الشعب السوري ولا من جريمة تهجيره في لبنان وفي اصقاع العالم.

والمتابعون في بيروت يلاحظون كيف يحاول حزب الله ومن ورائه ايران بطبيعة الحال استباق الهجوم الاميركي، باطلاق مواقف جديدة غير مسبوقة تتصل بعودة اللاجئين السوريين الى مناطق قام حزب الله بتهجيرهم منها، اذ اطلق نصرالله في الخطاب نفسه دعوة لعودة النازحين في لبنان الى سورية، اذ اكد في موقف اضفى عليه بعدا انسانيا حين قال في خطاب متلفز اليوم الاحد “الوضع المناسب هو ان يعود اغلب النازحين الى مدنهم وقراهم وبيوتهم وان لا يبقوا نازحين فالكرامة الانسانية والمسؤولية الاسلامية تقتضي ذلك”.

الكرامة الانسانية والمسؤولية الاسلامية لن تغطي شلال الدم الذي فرضه طريق القدس على اجساد السوريين، والدعوة لحل مأساة مضايا، لن يخفي الجريمة التي ارتكبيت باسم المقاومة ضد اهلها تجويعا وحصار وتشريدا، والسيدة زينب براء مما سفك من دماء باسمها، فالمعارضة التي وقفت بوجه نظام الاسد والثورة التي قامت عليه، هي اعظم بكثير من المعارضة التي وقفت ضد نظام البعث وصدام حسين في العراق، لكن مقاومة ايران وحزب الله، ترى الكرامة الانسانية والمسؤولية الاسلامية بالوقوف مع المعارضة العراقية ضد نظام صدام حسين المستبد، ومع نظام الاسد المستبد والقاتل ضد شعبه.

بالتأكيد عودة اللاجئين الى سوريا ليست قريبة، لكن هذه العودة حتمية سواء رضي حزب الله او لم يرض الاسد، او ارادت روسيا ولم تشأ اميركا، فالحرب السورية كشفت كم ان ايران وحزب الله عاجزان عن اقناع مواطن سوري واحد مقيم او لاجىء بشرعية تدخلهما في سوريا، وتبرير تدمير مدن وبلدات على امتداد الحدود مع لبنان، وصولا الى ضواحي دمشق وحلب، وغيرها. والاهم ان الشرخ المذهبي الذي كانت القيادة الايرانية احد ابرز المستثمرين فيه، هو شرخ لن يلتئم بسهولة ولا تكفي النزعات الانسانية المباغتة ولا المسؤولية الاسلامية المدعاة سبيلا لرأبه، بل حتى نهاية الاسد لن تطويه فضلا عن بقائه.

السابق
النائب عقاب صقر: حزب الله يشبه جبهة النصرة بممارساته
التالي
الإمام الصدر على شاشة الجديد الهزلية والحركيون يعلقون: #القذر_تحسين