مظفر النوّاب في غياهب الموت بعد اشاعات طالته

رحل الشاعر العراقي الكبير الذي لم يتآلف مع الانظمة العربية الظالمة فعاقبته حتى بعد وفاته ...

رحل مظفر النوّاب اليوم، بعد معاناة طويلة ومرارة لم تنهها سنوات العمر المديد. وكانت قد اعلنت وفاته مرات عديدة من قبل. وهو الذي لجأ منذ سنوات الى بيروت، مقيما عند أحد اصدقائه المقربين في حالة مادية صعبة حيث تخلى عنه النظام العراقي الجديد ولم يبد اي اهتمام به كما انه لم يتم تكريمه ولو بحفل جماهيري او باصدار كتبه من جديد داخل او خارج العراق.

إقرأ أيضا: أمراء «داعش» ضّباط في جيش صدّام حسين

وهو الذي تميّز بمواقفه الجريئة، برفضه للأنظمة العربية، ومناصرته القضية الفلسطينية، وكل قضايا الثورة والحرية في العالم، وهو صاحب مدرسة شعرية متميزة في هجاء الحكام.

وبرحيله يترك النوّاب جدلا واسعا، فيما يعلق بلهجته الشعبية التي اعتبرها البعض وقحة وفجة، كونها نقلت شتائم الشارع.

والنوّاب كان قد سجل قصائده المطبوعة والمسجلة صوتيا مما اعطاها بعدا جماهيريا كبيرا، فمدرسة مظفر النواب الشعرية الشهرية لم ينجح أحد في تقليدها.

فقد تنقل بين عشرات الامسيات الشعرية الجماهيرية على امتداد الوطن العربي، وكان قد القى قصائده وهو بحالة من الغضب والتمرد والاحتجاج بطريقة فيها من الصور الانفعالية التي لم تعهدها المنابر العربية الشعرية.

والنوّاب كتب “وتريات ليلية”، و”بحار البحارين”، و”اطفال مخيم البقعة”، وقصائد “البراءة”، اضافة الى عشرات القصائد التي انتقلت على ألسنة الناس في السجون العربية والأراضي الفلسطينية المحتلة. واشتهر بكونه قريبا من نبض الشارع.

إقرأ ايضا: عقد على رحيل «الختيار»: أبو القضية الفلسطينية

كان شعبيا بشعره، ويعتبر رائدا لمدرسة الشعر الشعبي العراقي الحديث، ومناضلا سياسيا، ورساما، ومتمردا.

ذاق النوّاب الحرمان والملاحقة والسجن والتغرب والتخفي من نظان صدام حسين الاجرامي. الى اعلنت وفاته أمس دون أي نعي رسمي. فهكذا يكرم العراق والعالم العربي مبدعيه.

ولم يعلن عن مكان دفنه وعلى الاغلب سيكون في احد مدافن بيروت بمشاركة عدد من اصدقائه ومحبيه..

السابق
رحل الرئيس الشهيد رفيق الحريرى ولم ترحل افكاره
التالي
طفل العنكبوت الفلسطيني يدخل موسوعة غينيس